ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

السياسة والفساد يقوضان الرعاية الصحية في إفريقيا

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الأربعاء, 02 يناير 2008

تشعر الإفريقيات المحتشدات بالتعب والغضب بعد ساعات من الانتظار تحت حرارة الشمس لكن المسؤولين لن يبدؤوا بتطعيم أطفالهن حتى يفتتح الرئيس الحملة أمام شاشات التلفزيون.

وعندما انتهى الرئيس من ذلك أخيرا كان نصف يوم قد انقضى من حملة التطعيمات التي تستمر خمسة أيام. وهذه مجرد تذكرة بأن السياسة قد يكون لها تأثير الفقر ذاته على مستوى الرعاية الصحية في إفريقيا.

وعلى الرغم من الانتظار الطويل صممت ماري عيسى الممسكة بيد ابنها الصغير على تطعيمه ضد الحصبة والحصول مجانا على شبكة واقية من البعوض قد تنقذ حياة طفلها البالغ من العمر عامين.

تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

وقالت "عادة ما يمرض أبناؤنا خاصة بالملاريا... مستويات النظافة سيئة هنا. عندما تسقط الأمطار كل شيء يفيض ودورات المياه مكشوفة. نحتاج لحماية أطفالنا من الأمراض."

ولا تقع هذه الأحداث في مكان ريفي ناء في دولة إفريقية فقيرة بل في حي فقير في عاصمة الجابون الغنية بالنفط.

وعلى الرغم من أن الجابون تعد من دول إفريقيا القليلة ذات الدخول المتوسطة إلا أن سجلها الصحي ضعيف. فأقل من نصف سكانها البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة تلقوا أي نوع من التطعيم على الرغم من إيرادات بالمليارات من بيع النفط.

وقال اندريه نديكويزي ممثل منظمة الصحة العالمية المحلي "العديد من الناس هنا يعانون المرض.... إنه أمر مثير للدهشة حقاً. لو كانوا استثمروا المزيد في الصحة والتعليم لكان الوضع أفضل بكثير."

وألقى رئيس الجابون عمر بونجو والذي يعتبر أحد أغنى الحكام في العالم اللوم في فقر الخدمات الصحية في البلاد على فساد المسؤولين فيما قال منتقدوه أنه محاولة لتحويل غضب الرأي العام. وقال في كلمة ألقاها في ديسمبر كانون الأول في ذكرى مرور 40 عاما على توليه السلطة "أرفض تصديق أن نقص الدواء في مراكزنا الصحية على الرغم من الميزانيات الكبيرة التي تخصص لها كل عام ليس بسبب الاختلاسات."

لكن عمال الإغاثة الأجانب شككوا في سياسة الحكومة. فهم يقولون أن المستشفيات الفاخرة مثل المستشفى العسكري الجديد في ليبرفيل حيث يخصص جناح لبونجو لا تشكل بديلا للرعاية الصحية المحلية. وقال نديكويزي من منظمة الصحة العالمية "لقد تجاهلوا الأساسيات ونحن الآن نحاول إقناع الحكومة بالاستثمار في مراكز صحية في القرى."

وحملة التطعيم التي تستمر خمسة أيام في الجابون التي مولتها مؤسسة الأمم المتحدة تهدف إلى تطعيم 300 ألف طفل ضد الحصبة وتقديم فيتامين ايه وأقراص لتخليص الجسم من الديدان وشباك واقية من البعوض للحماية من الملاريا.

وعلى مستوى العالم يموت أكثر من 750 ألف طفل أقل من خمس سنوات كل عام بسبب الملاريا أغلبهم في إفريقيا حيث تعتبر أكبر مسبب لوفيات الأطفال. وتقول الأمم المتحدة أن نحو ثلاثة بالمائة فقط من أطفال إفريقيا ينامون تحت شباك معالجة ضد الحشرات.

وواجهت حملة التطعيم تحديات كبيرة فقد تأخر وصول الأمصال إلى مراكز التطعيم إذ شكا المسؤولون من نقص المركبات. وبعض مراكز التطعيم لا تحمل لافتات تدل على أنها كذلك والكثيرون من العاملين بها يفتقرون للتدريب اللازم.

وأبدى بعض عمال الإغاثة إحباطهم من أن الجابون لم تدعم البرنامج بدرجة أكبر. فقد اعتمدت على منحة قدرها مليون دولار من مؤسسة الأمم المتحدة في حين تستخدم الدولة إيرادات استثنائية قدرها 200 مليون دولار من ارتفاع أسعار النفط في سداد دين خارجي.

وقال مسؤولون حكوميون أن برنامج سداد الديون الذي يدعمه صندوق النقد الدولي سيوفر موارد إضافية في الميزانية للإنفاق على الرعاية الاجتماعية وسيهيئ الجابون للانخفاض التدريجي في إيرادات النفط.

وعال الرغم من البداية البطيئة يقول مسؤولو الأمم المتحدة أن الحملة وصلت إلى الغالبية العظمى من أطفال الجابون خاصة في المناطق الريفية. وأبدى بعضهم تفاؤلاُ من أن وسط إفريقيا سيحقق انجازات كبيرة في مجال مكافحة الأمراض إذا وجدت الإرادة السياسية.

وقالت اندريا جاي المتخصص في صحة الأطفال في مؤسسة الأمم المتحدة "يتعين أن نشهد قريباً انخفاضاً كبيراً في أعداد الأطفال الذين يموتون بسبب الملاريا في الجابون." وأضافت أن جهدا أكبر سيكون مطلوبا للقضاء على أمراض مثل الحصبة.

وتابعت "يحتاج ذلك لقيادة سياسية... الدول ذات الدخول الأعلى هنا مثل الجابون وغينيا الاستوائية يجب أن تبذل المزيد من الجهد."

ولإظهار أهمية القيادة السياسية أشارت إلى انتكاسة في مكافحة مرض شلل الأطفال بسبب وقف زعماء مسلمين تقليديين للتطعيم في شمال نيجيريا عام 2003 لمدة عام مما مكن المرض من الانتشار إلى عشر دول على الساحل.

وكان اكتشاف النفط في الجابون في أواخر ستينات القرن الماضي خلال العقد الأول بعد الاستقلال عن فرنسا قد جلب على البلاد إيرادات بمليارات الدولارات لكنها مازالت تشهد احد أكثر نظم توزيع الدخل غير المنصفة في العالم.

وفي ليبرفيل تدفق النازحون من الريف والدول المجاورة وأقاموا في أكواخ عشوائية على مرمى حجر من فنادق المدينة ومكاتبها الفاخرة المطلة على المحيط. وهذه قصة معتادة في دول وسط إفريقيا.

فغينيا الاستوائية التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة فقط وكسبت مليارات الدولارات من بيع النفط في السنوات القليلة الماضية مازالت تحتل مرتبة في الثلث الأخير من قائمة مؤشر التنمية الذي تعده الأمم المتحدة.

وتقول حكومة الرئيس تيودورو أوبيانج إنها زادت الإنفاق على الرعاية الصحية لكن مسؤولي صندوق النقد الدولي يشيرون إلى أن ميزانية الرئاسة تفوق إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم. وقال عمال الإغاثة أن الأمصال نفدت تماما في هذه المستعمرة الاسبانية السابقة لعدة اشهر العام الماضي.

وفي تشاد التي تمزقها الصراعات استنزف الفساد الموارد من برنامج حديث مما أدى إلى نشر نسبة ضئيلة فقط من فرق التطعيم.

وقال احد عمال الإغاثة الأجانب طلب عدم نشر اسمه "في تشاد نحن نلقى أموالنا في البالوعات."

 

واعتبرت حكومة ادريس ديبي في تشاد الأكثر فسادا على مستوى العالم في تقرير الشفافية الدولية لعام 2005 وأسست وزارة خاصة لمكافحة الفساد.

وفي تأكيد على الدور الذي يمكن أن تلعبه السياسة يشير البعض إلى الراحل توماس سانكارا الملقب "جيفارا إفريقيا". وكانت حكومته التي استمرت أربع سنوات في بوركينا فاسو الفقيرة تهدف إلى توفير "عيادة في كل قرية" والقضاء بشكل خاص على مرض شلل الأطفال في الثمانينات مما جعل منظمة الصحة العالمية تشيد بها.

وفي قرية ليبي بالقرب من حدود الجابون مع غينيا الاستوائية تقول ماري ايانج انه يتعين عليها السفر 25 كيلومترا للوصول إلى عيادة إذا مرضت ابنتها. وأضافت وهي تهدهد طفلتها وتعرض شبكتها الجديدة الواقية من الحشرات بعد أن علقتها على فراش الطفلة "أعلم أنها قد تمرض إذا لدغتها بعوضة... وهذه لتجنب المرض."

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (0 تعليقات)

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لصحة

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

روابط متعلقة بالموضوع

  1. منظمة الصحة العالمية»

 بريد الأخبار

  1. منظمة الصحة العالمية

  2. صحة


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في صحة

    لا يوجد محتوى