النفط الأمريكي يسجل 100 دولار للبرميل ويغلق عند 99.64

ومن المنتظر أن تواصل أسعار النفط التي بلغت اليوم الأربعاء 100 دولار للبرميل للمرة الأولى صعودها في السنوات الخمس القادمة إذا لم يتدهور النمو الاقتصادي ويتباطأ الطلب على الوقود.

كما يرجح أن تستمر موجة الصعود في أسعار الخام التي بدأت عام 2002 مدعومة بتراجع الإنتاج في بعض المناطق خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) إلى جانب النمو الكبير في الطلب من جانب بلدان تتصدرها الصين والضغوط على مصافي النفط من أجل إنتاج الوقود.
 
وقال كريس فورسبولز المحلل لدى مؤسسة فورتيس في بروكسل "يمكن أن يواصل النفط الارتفاع فوق هذا المستوى... إنها ببساطة العوامل الأساسية للعرض والطلب."

وتابع "الطلب يتزايد وأعتقد أن هناك مشكلة هيكلية في قطاع التكرير. هناك طلب كبير على المنتجات عالية الجودة والمصافي غير قادرة على إنتاج هذه الأنواع من المشتقات."

وارتفاع أسعار الخام الأمريكي إلى 100 دولار للبرميل اليوم تدفعه إلى الاقتراب من أعلى مستوى له بعد حساب التضخم عند 101.70 دولار في عام 1980 عندما تسببت الحرب بين إيران والعراق العضوين بمنظمة أوبك في حدوث أزمة في إمدادات النفط.

وقال كيفن نوريش المحلل لدى بنك باركليز كابيتال في لندن "من الصعب التفكير في أي تصور لا ينطوي على ارتفاع مطرد في المتوسط السنوي للأسعار.

"هذا مدفوع بنفس التوجهات التي كانت قائمة... تزايد معدلات التراجع (في الإنتاج) لدى الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك من خارج الاتحاد السوفيتي السابق. لا يزال نمو الطلب مستقرا رغم ارتفاع الأسعار."

ودفعت قيود الإنتاج التي تفرضها أوبك الأسعار إلى الارتفاع بنحو 58 في المائة العام الماضي وهي أكبر زيادة سنوية خلال هذا العقد.

وتقول أوبك وهي مصدر أكثر من ثلث الإمدادات العالمية أن المنظمة ليس بيدها الكثير لخفض أسعار الخام وذلك لأن معظم أعضائها البالغ عددهم 13 يضخون بأقصى طاقة.

وتلقت أسعار النفط دعما أيضاً من تراجع الدولار والتوترات السياسية في الشرق الأوسط وإقبال المستثمرين الماليين المتنامي على صناعة النفط.

وقال بيتر بوتل المحلل لدى كاميرون هانوفر "جميع العوامل التي دفعتنا فوق مستوى 80 دولارا تدفعنا الآن إلى أعلى... إلى أن نحصل على مزيد من الإمدادات أو إلى أن يبدأ الطلب في التراجع فلا يوجد ما يمنع من توقع أي أرقام."

وتمكن الاقتصاد العالمي حتى الآن من التأقلم مع الأسعار الآخذة في التزايد غير أن آخرين في صناعة النفط يقولون إنه لم يتضح نهائيا بعد ما إذا كانت أحدث زيادة في الأسعار ستعطل النمو وتحد من الطلب على النفط.

وقال نعمان بركات نائب رئيس ماكواري فيوتشرز يو.اس.ايه ردا على سؤال بشأن الاتجاه الذي ستسلكه الأسعار خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة "يمكن توقع أي من الطريقين.

"يمكن أن تكون الأسعار أعلى كثيرا بسبب استمرار الطلب القوي من جانب البرازيل والهند والصين لكن على الجانب الآخر يمكن أن تكون أقل بكثير لأن مستويات الأسعار العالية هذه قد تتسبب في ركود عالمي." غير أن أغلب التوقعات تشير إلى استمرار نمو الطلب.

وأبقت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي بشأن توقعات الطاقة العالمية الذي نشر في السابع من نوفمبر تشرين الثاني على تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط بنسبة 1.3 في المائة سنويا حتى عام 2030 على الرغم من رفعها مستوى التوقعات لزيادة الأسعار.

وقالت الوكالة التي تقدم المشورة في مجال الطاقة لسبع وعشرين بلدا صناعيا إنه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة في الإمدادات في الفترة حتى عام 2015 بما قد تتسبب في زيادة حادة في الأسعار.

وقال غانم "لقد ولى عصر النفط الرخيص بلا رجعة."