تكلفة استخلاص وتخزين غاز الكربون في الإمارات قد تصل إلى 3 مليار دولار

قال مسؤول  الشركة الاستشارية الكندية SNC-Lavalin أمس الأول الثلاثاء أن الخطة لبناء شبكة استخلاص وتخزين الكربون (CCS) لتقليل الانبعاثات وتعزيز مخرجات النفط للإمارات العربية المتحدة قد تكلف مابين 2-3 مليار دولار.

قد يخفّض المشروع انبعاثات الكربون من الإمارات العربية المتحدة - والتي هي من ضمن أكثر الدول في العالم إطلاقا للغاز المسبب لظاهرة الدفيئة للفرد الواحد- وسيكون التخفيض بحوالي 10% حسب ما يقوله "دوج ماكدونالد" المستشار الرئيس في شركة SNC-Lavalin لقطاع الكيماويات والبترول.

على وشك أن تتم شركة الهندسة والإنشاءات SNC-Lavalin  دراسة جدوى لهذا المشروع.

أخبر "ماكدونالد" مؤتمر الطاقة المستقبلية العالمية (WFES) الذي عقد في العاصمة الإماراتية أن الدراسة قد حددت أربعة إلى ستة مشاريع بتكلفة تقريبية تصل إلى 500 مليون دولار لكل منها ويمكن تنفيذها بسرعة.

أضاف أن الانخفاض في انبعاثات الكربون في الإمارات العربية المتحدة سيبلغ 6-8 مليون طن سنوياً . وقال أن ذلك من إجمالي 76 مليون طن سنوياً من الانبعاثات الحالية والمتوقعة  في الإمارات العربية المتحدة.

أضاف بالقول أن الطاقة الرخيصة في الإمارات العربية المتحدة و القرب النسبي للانبعاثات من مواقع حقول النفط وكذلك توفر الخزانات الكبيرة التي يمكن أن تستخدم لتخزين الكربون من شأنها أن تجعل المشروع رخيصاً مقارنة مع خطط مماثلة في أماكن أخرى.

قال " حددنا مابين 6-8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون يمكن استبعادها بأسعار تنافسية جداً،" وأضاف " إذا لم تتمكن من فعل ذلك هنا، فإنك لن تستطيع فعله في أي مكان آخر."

قال ماكدونالد أن المشروع سيكون أكبر مشروع مستقل ومتكامل لاستخلاص وتخزين الكربون في العالم.

الهدف من المشروع هو ضخ الكربون إلى حقول النفط  لحقنه تحت الأرض للحفاظ على ضغط النفط ودعم المخرجات بينما يتم تحرير الغاز الذي يتم حقنه في الوقت الراهن.

تحتاج الإمارات العربية المتحدة خامس أكبر مصدر للنفط عالمياً إلى الغاز من أجل توليد الطاقة الكهربائية لتلبية الطلب المتزايد عليها بسبب تغذية الدولارات النفطية للازدهار الاقتصادي.  
قال "إيان رايت" مدير مشروع ثاني أكسيد الكربون في شركة BP في نفس المؤتمر أن الشركة تجري محادثات مع شركة بترول أبو ظبي الوطنية (Adnoc) حول دور محتمل في مشاريع تخزين الكربون.

يقول المناصرون أن استخلاص وتخزين الكربون (CCS) حيوي في محاربة التغير المناخي، مع أنه لايوجد منشأة كهربائية تستخدم هذه التقنية على المستوى التجاري بعد.

في بلدان أخرى، قد يؤدي النقص في التمويل العام والمخاوف القانونية والمخاوف المتعلقة بالسلامة إلى إثارة الشكوك حول المشاريع قيد البحث.

في الأسبوع الماضي قالت "مصدر"- أبوظبي والتي كلفت SNC-Lavalin بإجراء الدراسة أنها تأمل بتوضيح موقفها حول إمكانية المضي قدماً في المشروع في الربع الثاني.

"مصدر" هي مباردة أطلقتها حكومة أبوظبي لتطوير الطاقة المستدامة والنظيفة.

ستدعم حكومة أبوظبي مبادرة "مصدر" بمبلغ 15 مليار دولار لتمويل المرحلة الأولى من تطوير الطاقة الخضراء بما في ذلك بناء أكبر محطة توليد للطاقة الهيدروجينية في العالم. سيتم تطوير المحطة بطاقة 500 ميغاوات مع كل من BP و ريو تينتو.

تهدف المشاريع إلى وضع أبوظبي في مكانة رائدة في موضوع الطاقة البديلة و تقليل انبعاثاتها.

وفقاً لتقرير صادر عن البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة العام الماضي،  فإن إطلاق الإمارات العربية المتحدة للغاز المسبب لظاهرة الدفيئة بلغ 34.1 طن للفرد الواحد في عام 2004 ، وهو ثالث أعلى معدل عالمي بعد قطر والكويت ويعد أعلى بكثير من معدل الانبعاثات في الولايات المتحدة للفرد الواحد التي تبلغ 20.6 طن .
(رويترز)