وزارة الإعلام السعودية تدرس قانون للصحف والإذاعات

يبدو أن افتتاح دور لعرض الأفلام السينمائية في المملكة ما زال حلماً بعيد المنال بعد أن بين وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني أمام مجلس الشورى السعودي يوم أمس الأول الأحد بأن وزارته ليست طرفاً في موضوع افتتاح دور السينما في المملكة.

ورد المدني على تساؤلات مجلس الشورى حيال هذا الموضوع بقوله: "الوزارة ليست طرفاً في هذا الموضوع، والحوارات بهذا الشأن يجب أن تتم في القنوات الإعلامية، ومن خلال شرائح المجتمع، والوزارة لم تدرس أو تناقش هذا الموضوع، وهي ترحب بأي وجهة نظر".

وكان وزير الإعلام السعودي قد ألقى خطاباً طويلاً ونقاشاً واسعاً أمام مجلس الشورى السعودي حول العديد من القضايا الإعلامية المهمة التي منها إيجاد قوانين لترخيص الصحف والمجلات لدخول المملكة ، بالإضافة إلى موضوع الفسوحات على الكتب الممنوعة وإمكانية إنشاء دور عرض للأفلام السينمائية. وأمتد النقاش إلى ما يقارب الثلاث ساعات ونصف الساعة.

وتطرق أعضاء من المجلس إلى معرض الكتاب والذين ألمحوا إلى وجود بعض التجاوزات من خلال بعض الكتب، لكن الوزير أشار إلى أن معرض الكتاب يحظى بمتابعة من إمارة منطقة الرياض، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى جانب وزارة الثقافة والإعلام.

وكانت وزارة الثقافة والإعلام قد تعرضت لانتقادات واسعة من بعض الجهات في الدولة بشأن فسح بعض الكتب أثناء معرض الكتاب رغم رفضها ومنعها من الصدور في دولها الأصلية.

ورد المدني بأنه تم تكوين لجنة تضم وزارتي الداخلية والثقافة والإعلام بالإضافة إلى إمارات بعض المناطق وبعض الهيئات قبل فسح تلك الكتب. وأضاف بأن وزارة الثقافة والإعلام لم تكن المتفردة بقرار الفسح لتلك الكتب.

ودارت نقاشات مع وزير الثقافة والإعلام تركزت حول بعض القنوات التي تبث من عدد من مناطق المملكة، وتعمل على تكريس المناطقية، إلا أن رأي الوزير مدني جاء موافقاً للأعضاء حيث أكد أن تلك القنوات لا تخدم الوحدة الوطنية، مطالباً بضرورة التصدي لها.

وعرج بعض أعضاء مجلس الشورى على موضوع القوانين الصارمة التي تحول من دون انتشار وزيادة عدد المؤسسات الصحافية في المملكة ، وأيد مدني هذا الطرح وأشار إلى أنها ليست كافية ولكن هذا الأمر في يد مجلس الوزراء ولا يخص وزارته بمفردها.

وبين المدني أن عدد المؤسسات الصحافية لا يتناسب مع عدد السكان في المملكة، بالرغم من أن المؤسسات الصحفية مشاريع ذات مردود اقتصادي واجتماعي جيد إذ أن أرباح تلك المؤسسات عالية وتتجاوز الثلاثة مليارات ريال سنويا.

وسأل عدد من الأعضاء عن مدى التزام وزارة الثقافة والإعلام بالسياسة الإعلامية المحافظة، وأجاب الوزير:"وسائل الإعلام السعودية ملتزمة بمبادئ الدين وتوجيهات القيادة السياسية، وما تمليه متطلبات المهنية الإعلامية، والظروف الدولية".

وأثنى عدد من الأعضاء على جهود الوزارة في مجال مشاركة المرأة في الإعلام السعودي، في الوقت الذي أكد فيه مدني عدم وجود اختلاط أو خلوة غير شرعية في الوزارة، بالنظر إلى وجود طواقم متعددة تضم عددا كبيرا من المخرجين والمحررين وغيرهم ممن يعملون في البرامج.

وتحدث الوزير مدني عن عدد من الخطط المستقبلية لوزارة الثقافة والإعلام من أهمها افتتاح قناة خامسة تعنى بتغطية فعاليات جلسات مجلس الشورى، مجالس المناطق، والحوارات الوطنية، وتنشر هذه الثقافة في أوساط المجتمع.

وكشف مدني عن توجه وزارته لتحويل إذاعة "نداء الإسلام" الحكومية والتي تعتبر أهم الإذاعات الدينية في السعودية إلى إذاعة مستقلة موضحاً أن من شأن ذلك أن يعطي يساعدها على التطور.

وأكد الوزير مدني حيال ما يتم عرضه من بعض القنوات الفضائية العربية لمشاهد هابطة أن هناك ميثاقا سيتم إقراره بعد أسبوعين لوزراء الإعلام وسيتم عرضه على القمة العربية مشيرا إلى صعوبة التحكم بالقنوات الخارجية وان إيجاد قمر صناعي للمملكة غير مجد.