ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (3 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

رائحة القرفة: رواية تفوح بدوافع المثلية النسائية

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الثلاثاء, 19 فبراير 2008

تشكل رواية "رائحة القرفة" للكاتبة السورية سمر يزبك عملا من الأعمال الرائدة في العربية التي تتناول في شكل أساسي موضوع العلاقات الجنسية المثلية بين النساء.

والكاتبة ذات أسلوب تبرز فيه قدرة مميزة على رسم المشاهد "الخارجية" و"الداخلية" في ما يبدو مثل لوحات واسعة وحيّة وموحية في الأولى. أما في الثانية فهناك غور في النفس، وفي الجسد أحيانا، بل انصراف وتركيز على إعادة رسم النفسي في صور مختلفة قد يشعر القارئ بأنها، مع جودتها، تفوق أحيانا قدرته على التمتع بالجيد منها وقد تدافعت صور متعددة لنقل ما قد يكون حالة واحدة في أحيان.

يزبك كاتبة لها أعمال في الرواية والقصة القصيرة، وهي إعلامية وكاتبة سيناريوهات، وهذه سمة تبرز في روايتها التي صدرت عن "دار الآداب " في بيروت وجاءت في 167 صفحة متوسطة القطع.

تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

جاء في كلمة دار النشر عن عمل يزبك الأخير "تحكي رواية" "رائحة القرفة"" عن علاقة سيدة دمشقية بخادمتها الصغيرة، وتغوص في عالميهما، العالم السفلي المدقع الفقر، وعالم الطبقة المترفة. وتحول هذه العلاقة إلى لعبة قوية في يد الخادمة وتجعل منها المبرر الوحيد لشعورها بإنسانية مفقودة."

في الإهداء تقول الكاتبة "إلى نوار..حين غبنا وحيدتين في هذا العالم المجنون."

لا تحصر يزبك وصفها لما يدفع بالإنسان،أي المرأة هنا،إلى عالم العلاقات المثلية في أسباب نفسية وجسدية، بل تضيف إلى ذلك، من دون أن يبدو في كتابتها وعظ أو تحليل "واضح"، عوامل اجتماعية وتربوية واقتصادية منها عادات اجتماعية تتسم بتخلف وظلم واستبداد عند الرجل ومنها الفقر الذي قد يكون أحيانا أبا الجهل ويتبادلان الأدوار في أحيان أخرى فيصبح ذاك ابن هذا.

إلا أنها في رسم أحداث عديدة في روايتها تقول بوضوح وان مداورة، أن انصراف الرجل فقيرا كان أو غنيا إلى عالمه ذي الحرية الفائقة الحدود قياسا إلى المرأة، جعل المرأة، غنية أو فقيرة، تعيش في حالات كثيرة، نوعا من العزلة التي سرعان ما تنشأ عنها علاقات من هذا النوع.

في الرواية نقرأ أنه فرض على الصبية حنان الهاشمي أن تتزوج ابن عمها انور. كان أنور وهو ابن عمها نسبا، كأنه "أخوها" الأكبر فهما يعيشان مع أهليهما في مكان واحد. عرفها طفلة واعتنى بها وبقي على هذه المعاملة هو وزوجته التي فرض عليه أن يطلقها كي يرزق بأطفال فلا ينقطع نسل بيت أبيه. ولم ينفع قوله أنها ليست هي السبب.

بعد ذلك جرى تزويجه بحنان ابنة عمه. ومن الطبيعي إنهما لم يرزقا بأولاد. وبعد زمن صارا من الناحية الزوجية غريبين في بيت واحد.إلا انه كان بيت غنى.

تبدأ القصة بما يشكل "بداية النهاية ""وبما يبرز للقارئ قدرة الكاتبة على الوصف والتصوير ونقل المشاعر، وكل ذلك في لغة ليست " حيادية " ولا تشكو من برودة بل من "عكس " ذلك أحيانا.

بطلة الرواية تنهض من نومها وكوابيسها. نقرأ هنا كيف جرى ذلك. تقول "انه خط الضوء المائل..! الباب كان مواربا. ولولا الضوء المنبعث كخط مائل نحو مرآة الممر ،لما انتبهت حنان الهاشمي إلى الهسيس، وهي تمشي حافية القدمين .بعد أن قفزت من فراشها كملسوعة ،تحلم أنها تحولت إلى امرأة بخمس اذرع وثلاثة أثداء...."

إلا أن هذه اللحظة التي يتوقع القارىء الكشف عن نهايتها أو نتيجتها بسرعة تتحول إلى أبعاد وحالات. فالمرأة المسرعة لتعرف ما الذي يجري في غرفة زوجها سرعان ما تستغرق في تأمل نفسها في المرآة وتأخذ أصابعها بتمسيد وجهها وتشعر بغبطة في تأمل تفاصيل جسدها.

كل ذلك والقارئ ينتظر بعد أن تركته الكاتبة متشوقا لمعرفة ما يجري. وبعد حوالى صفحتين من الوصف والتصوير الدقيقين الموحيين، وغن في شيء من " الحشو" من الناحية السردية ، نقرأ : "هسهسات ناعمة. ضحكات خافتة وانين ملتاع مشت ببطء وتثاقل، محاولة التكهن بمصدر الصوت. جسدها يرتجف بشدة. وقفت أمام مقبض الباب. التصقت به. فتحته بحركة عنيفة. صارت وجها لوجه أمام ما يحدث في الغرفة ... كان زوحها العاري ممددا على السرير... وهناك مثل نفق عميق وسط الضوء كانت..عليا."

وعليا هي الخادمة التي أتى بها أبوها طفلة لتعمل عند حنان. كان قاسيا ينفق كل ما تصل إليه يده ويسلب امرأته وبنته جنى تعبهما في العمل في البيوت وغيرها. تركها ولم يكن يحضر إلا لقبض أجرها. حنان التي صارت تعتبر عليا "ملكا" خاصا لها بعد علاقات مستمرة بينهما صرخت بالفتاة وطردتها ثم أخذت تبكي على فقدها وتتمنى عودتها.

إلا أن الفتاة قررت عدم العودة. وأقامت حنان علاقات مع أخريات وبشكل خاص مع نازك الثرية زوجة الرجل الثري التي كانت تجتمع باستمرار مع صديقات لها يعشن في عالمهن فكأن تلك الممارسات تقليد يلتزمنه هن وكثيرات غيرهن من النساء وكل منهن "تفلسف" السعادة والمتعة اللتين تنطلقان من علاقات كهذه أو يمجدن "المتعة الذاتية" أحيانا. أما عالم عليا فهو عالم الفقر.

تصف الكاتبة بعض وجوهه وصفا مؤثرا فتقول في احد المجالات عن أحيائه وهي عديدة "إلا أنها تتشابه وتتشابك، وامتدت عشوائيا إلى قلب المدينة ... لكن حي الرمل الذي تعيش العائلة فيه كان خليطا غريبا من الفقراء الذين هبوا بفقرهم المدقع إلى جنوب دمشق وصنعوا غرفا صغيرة من صفائح التنك والحجر الإسمنتي الرديء الصنع ...."

وشكلت تلك الأماكن مجالات نفوذ لبعض المتنفذين "وغيتوات في تشكيل موزاييكي لونه الموحد الفاقة والبؤس ...ومن أتوا من الأرياف البعيدة والقريبة حالمين بحياة كريمة تحولوا إلى مرتزقة وأزلام ورجال مخابرات ومهربين ...وآخرون حولوا بناتهم إلى خادمات... فيما تحول الآباء بدورهم بعد ذلك الزمن إلى عمال مياومة يفترشون ساحات دمشق العامة ويقومون بأي عمل يطلب منهم..."

تختتم الرواية بتصويرية شعرية رافقت معظم صفحاتها. حنان تفتش عن عليا عبثا وتدور في سيارتها من طريق إلى طريق "كان المكان خاليا إلا من أسراب طيور بعيدة. تصرخ بصوت عال " عليا ". كان الصوت قويا. تشعر انه ليس صوتها. تكرر النداء دون أن تحصل على رد أو تتآلف مع الصوت.

"صعدت إلى سيارتها وانطلقت بسرعة أفزعت سرب حمام اخذ يدوّم عاليا ،وواصلت الاندفاع ،مخلفة وراءها سحابة من الغبار الخفيف." (رويترز)

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (3 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (3 تعليقات)

التصحيح مرة اخرى
المرسل وثر بن قادم في 28 أيلول 2008 - 22:55 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


لقدد صححت الصحيح واخطأت...كلمت سئم هى الصحيحة لانها تلفظ بكسر ما قبل الهمزة فتأتى الهمزة على كرسى كما يقولون....تقعد مرتاحة لا اراح الله بالها ولا بال سيبوية فى قبرة
تصحيح
المرسل وثر بن قادم في 28 أيلول 2008 - 03:16 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


وردت كلمة( سئم )فى التعليق المعنو ن( اى روايه) الصحيح( سأم)
اى رواية...
المرسل وثر بن قادم.. في 11 أيلول 2008 - 02:35 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


من الظلم ان نحكم على نص ما لم نقرأه...ولكن من خلاال المقالة التى كتبت عن الروايه يمكن القول ان المرأة العربية تراوح مكانها..
ويمكن القول ايضا ان نساءنا العربيات انما يكتبن رواية واحدة ...ويقلن بيتا من الشعر واحدا...وتأتيهن خاطرة واحدة...وتراودهن فكرة واحدة ممجوجة سئم القراء قراءتها...
ظلم للمرأة...بيوت من الصفيح...فقر مدقع ...زواج الرجل مرة ثانية...الخ
هراء فى هراء
.

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لثقافة ومجتمع

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

 بريد الأخبار

  1. ثقافة ومجتمع


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في ثقافة ومجتمع

    لا يوجد محتوى