بي بي سي: يجب الانتباه جيداً للميثاق الإذاعي

قال مسؤول كبير في "بي بي سي" لأأريبيان بزنس دوت كوم أنه على المحطات الانتباه بشكل جيد لميثاق المحطات الفضائية المثير للجدل والذي تم إقراره حديثاً من قبل الحكومات العربية وذلك للتأكد من عدم استخدامه لتقييد حرية التعبير.

وأقرت جامعة الدول العربية الشهر الماضي ميثاقاً للبث الفضائي قال عنه المحللون أنه يهدف لتقييد الحرية النسبية التي تتمتع بها المحطات، وخاصةً فيما يتعلق بمناقشة القضايا السياسية والدينية.

وقال جيري تيمينز رئيس "بي بي سي وورلد سيرفيس" للشرق الأوسط وإفريقيا في إحدى المقابلات: "إذا كان هناك أي اقتراح بأنه... يجب تقليص حرية التعبير أو حرية الإعلام أو نشاطات الصحفيين المسؤولين فهذا النبأ سيكون سيئاً في الواقع. والزمن سيكشف لنا القصد الحقيقي من وراء الميثاق وعلينا الانتباه له جيداً".

وذكر تيمينز في حديثه عقب إطلاق بي بي سي محطتها الإخبارية باللغة العربية أن "العبارات العامة" في الميثاق بحاجة للصقل أكثر حتى تتمكن المحطات من تقدير القصد من وراء هذه الوثيقة بالشكل الصحيح.

وأضاف : "من الصعب حتى الآن رؤية القصد الكلي للميثاق وما ستكون نتيجته النهائية من خلال هذا النطاق العام". ولكن بيّن تيمينز أنه لم ينظر إلى الميثاق على أنه هجوم على البي بي سي.

وقامت هيئة الإذاعة البريطانية بإطلاق محطتها التلفازية "بي بي سي العربية" يوم الثلاثاء الماضي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مكملةً بذلك المحطة الإذاعية العربية والخدمات الإلكترونية اللتان كانت تقدمهما مسبقاً في المنطقة. وستبث المحطة، والتي تم تمويلها من خلال منحة من وزارة الخارجية، لمدة 12 ساعة يومياً في البداية، ومن ثم ستبدأ البث لمدة 24 ساعة يومياً في الصيف.

ويقال أن هذه المحطة ستكلف دافع الضرائب البريطاني ما مقداره 25 مليون جنيه إسترليني ( 50.5 مليون دولار ) سنوياً، الأمر الذي أغضب قطاعات من وسائل الإعلام البريطانية وحزب المحافظين السياسي المعارض. وتدخل الـ بي بي سي متأخرة إلى هذا السوق الذي نضج كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية والذي يفخر حالياً بعدد من المحطات المشهورة عالمياً مثل "الجزيرة" و"العربية". 

وصرح تيمينز بأن بي بي سي لا تتطلع للتنافس مع الجزيرة أو العربية وأنه يوجد طلب جماهيري كافٍ لافتتاح محطة إخبارية أخرى.

وقال تيمينز : "الجزيرة والعربية هما مزودتان إخباريتان راسختان بجدارة، وأعتقد أنه سيكون لنا حيزاً صغيراً بجانبهم. وأنا في الحقيقة لا أنظر للأمر من ناحية المنافسة". وأضاف : "نسعى لنكون بين أفضل مزودي الأخبار في المنطقة. وتظهر الأبحاث أن المشاهدين يتابعون أكثر من محطة إخبارية ونحن نسعى لنكون في قمة ذلك المزيج".

ورفض تيمينز احتمالية أن تزيد حقيقة كون الـ بي بي سي محطة بريطانية صعوبة الانتشار في السوق، وقال : "لا أظن أن مشاهدينا ينظرون إلينا كأجانب. بل أعتقد أنهم يركزون على الصفات الجوهرية للمحتوى الذي يشاهدونه ويحكمون علينا من خلاله".

وحسب تيمينز، تنال الـ بي بي سي حالياً الشعبية الأكبر في العراق ومصر ولديها انتشار جيد في بعض دول الخليج، وقال أن السعودية كانت السوق الأكبر لخدمتها الإلكترونية باللغة العربية. ولكن ذكر تيمينز أن البي بي سي لم تكن تسعى للوصول إلى أية بلدان محددة من خلال خدمتها الجديدة، بل أطلقت محطة تلفزيونية لتظل تنافسية في السوق.

وقال تيمينز أيضاً : "تشير جميع الأبحاث التي أجريت خلال فترة طويلة من الزمن إلى حقيقة عدم استمرار تنافسيتنا في حال لم نقم باتخاذ هذه الخطوة. وبدون محطتنا الفضائية المفتوحة لا يمكننا إتمام الحلقة من ناحية الكيفية التي يرغب الجمهور بتلقي المعلومات الإخبارية من خلالها. وعلى المدى الأبعد سيكون مزودو الأخبار الذين يستطيعون تقديم الأنباء من خلال هذه المنصات جميعها هم الناجحون فقط".

ومحطة بي بي سي العربية هي الإنجاز الثاني لهيئة الإذاعة البريطانية في السوق العربية. حيث كانت قد أطلقت سابقاً محطة تلفزيونية بالاشتراك مع شبكة "أوربت" السعودية، ولكن انتهى ذلك عام 1996 بسبب خلافات تحريرية.