Tweet
شاهدة تروي تعرضها للمطاردة في الانتخابات المحلية في مصر
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الخميس, 20 مارس 2008
أول ما لاحظته كان دراجة نارية، كانت تحوم حول مؤخرة العربة الجيب الخاصة برويترز التي كنت أستقلها لدى عودتي من دلتا النيل بعد يوم سريالي لتغطية محاولات الاخوان المسلمين التي فشلت في الأغلب في التسجيل لخوض انتخابات المجالس المحلية المقررة في الثامن من أبريل/نيسان.
طلبت من السائق التوقف وحينها توقفت الدراجة النارية أيضا. وحين بدأنا التحرك من جديد تبعتنا. كانت هذه بداية مطاردة كمطاردة القط للفأر وسط طرق مليئة بالحفر والمطبات استمرت أكثر من ساعة وشاركت فيها سيارتان والدراجة النارية.
كنت أزور المنطقة لتقصي حقيقة شكاوى الأخوان المسلمين من أن الحكومة المصرية التي تدعمها الولايات المتحدة تمنع أعضاءها من تقديم أوراق الترشح للمشاركة في الانتخابات بطرق عنيفة في أحيان. والأخوان المسلمون هم أكبر جماعة معارضة في مصر وتتمتع الجماعة بقوة خاصة في بعض مناطق الدلتا.
في بلدة كفر صقر التي لم ينجح فيها ولو عضو واحد من الأخوان المسلمين من تسجيل اسمه في الانتخابات المحلية قبل زيارتي حكى عدد كيف منعوا من ختم الأوراق المطلوبة لدخول السباق وكيف منعوا من تقديم الأوراق حين انتهوا أخيرا من أعدادها.
كان أحد المرشحين المحتملين يعاني من كدمة سوداء في عينه. أما ابن عضو من الأخوان في البرلمان هو ماهر عقل فقد أصيب بقطع في شفته. وقال الاثنان أن الشرطة وبلطجية الحكومة ضربوهما حين حاولا تقديم أوراقهما.
قال هشام الغتوري وهو مدرس يأمل في الترشح والذي قام أيضا بدور المرشد ورافقني في جولتي في كفر صقر "أنهم يضربون واحدا فيخاف الكل. ويأتي آخر ولا يسمحون له بالدخول أو ربما يضربونه أيضا."
ولم تعلق وزارة الداخلية المصرية على هذه المزاعم.
وتقول الجماعة إنها تسعى لإقامة دولة إسلامية في مصر من خلال الوسائل الديمقراطية بعيدا العنف. وتقول الحكومة أن الجماعة محظورة لكنها تسمح لها بالنشاط في حدود معينة وترفض السماح لها بتكوين حزب سياسي قائلة أن الدستور يحظر قيام الأحزاب على أساس ديني.
والمجالس المحلية في مصر لا تتمتع سوى بسلطات محدودة في إدارة الشؤون الجارية للمصريين لكن الحصول على مقاعد فيها قد يكون مهما على المستوى الوطني إذا أرادت جماعة الأخوان المسلمين أن تتقدم بمرشح مستقل لرئاسة الدولة.
وبحسب تعديل دستوري أجري عام 2005 يحتاج من يريد ترشيح نفسه للرئاسة مستقلا إلى تزكية من 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية للمحافظات.
وليس للإخوان مقاعد في مجلس الشورى.
رافقت الأخوان المسلمين إلى مركزين لقبول أوراق الترشيح على أمل أن أشاهدهم وهم يقدمون أوراقهم. في الواقعتين تفقدت الشرطة ورجال أمن يرتدون الملابس المدنية بطاقات هويتنا وسألوا عن الغرض من الزيارة.
وخشي الذي كان يقوم بدور المرشد أن يحتجز مثلما حدث لمئات من الاخوان المسلمين منذ فبراير شباط. فغادرنا.
وتقول الجماعة أن أكثر من 5700 عضو فيها أعدوا أوراق ترشيحهم لكن أقل من 500 فقط تمكنوا من تقديم الأوراق في فترة التسجيل ومدتها عشرة أيام. وتقول إنها لا تضمن أن يرد اسم أي عضو فيها في كشوف المرشحين للانتخابات التي ستجرى في الثامن من أبريل/نيسان.
وفور خروجنا من قلب كفر صقر لاحظنا دراجة نارية تتعقبنا. وبعد دقائق انضمت إلى الدراجة النارية خلفنا عربة سيدان لونها أخضر فاتح. أسرعت العربة الجيب التي نستقلها ثم توقفت فتوقف أيضا من يلاحقونا.
كل من كان في العربة الجيب سواء أنا أو السائق شريف أو الغتوري من الأخوان افترض أن الرجال الذين يلاحقوننا هم رجال أمن من الحكومة المصرية يرتدون ملابس مدنية لأننا لم نتخيل وجود آخرين لهم غرض في ملاحقتنا.
وحين اغتظت من الملاحقة خرجت من العربة الجيب لا أتحدث مع مطاردينا. وفور اقترابي أسرعت الدراجة النارية والعربة السيدان بالابتعاد وعمد الرجل الجالس في مقعد الراكب إلى خفض رأسه حتى لا نرى وجهه.
وبعد أن هدأت عربتنا الجيب من سخونة الملاحقة واصلنا طريقنا وظهرت العربة السيدان خلفنا مرة أخرى وتبعتنا حتى حدود المركز وحينها وقفت على جانب الطريق. ولوحنا لها مودعين.
لكن بعد دقائق ظهرت خلفنا عربة بيجو زرقاء صغيرة. ظلت وراءنا نحو ساعة ونحن نسير في طرق زراعية والى جوار قنوات ري.
لم يتملكني الخوف في اي لحظة من الذين يلاحقوننا لكنني لم أكن أريد أن أترك الغتوري في الطريق بينما نحن وسط المطاردة خشية احتجازه لمجرد مساعدتي على أداء وظيفتي. ولم أكن أعتقد انه سيعتقل في وجودي.
خرجت من العربة الجيب مرارا لأواجه من يطاردونا وضربت في لحظة سقف عربتهم وهي تمر من أمامي. وبعد أن استشطت غضبا اتصلت بالمركز الصحفي التابع للحكومة لأبلغ عن تعرضي للمطاردة.
وأبلغني من رد علي أن هذه الملاحقة هي في الأغلب لضمان سلامتي. وان من يطاردوني سيتوقفون عن ذلك فور الوصول إلى حدود المحافظة. وعرضت الكشف عن أرقام لوحات السيارتين والدراجة النارية لكن المسؤول في المركز الصحفي أحجم عن تسجيلها.
وفي النهاية حلت المشكلة في بلبيس على بعد نحو 45 كيلومترا جنوبي كفر صقر حين فصل بيننا وبين العربة البيجو قطار مار.
تعليقات القراء (1 تعليقات)
المرسل وثر بن قادم في 04 أيلول 2008 - 23:34 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة
الم يقل الياس فرحات......شاعر المهجر
وعز الفتى الطاوى الفيافى مسدس |||||| كما ان عز الليث ناب ومخلب
وانتم ايها الصحفيون الستم تطوون الفيافى....
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لسياسة واقتصاد
-
لا يوجد مقالات حديثة