السعودية تطلق حملة ضد مرض السكري بتكلفة 150 مليون ريال

وقع وزير الصحة السعودي حمد بن عبد الله المانع يوم أمس الأربعاء اتفاقية بـ150 مليون ريال مع أنور بن محمد آل موسى رئيس مجلس إدارة "ائتلاف سنير الإعلامي"، لإطلاق "الحملة الوطنية للتوعية بداء السكري" التي ستنطلق تحت مسمى (سليم).

وتستهدف حملة (سليم) توعية المواطنين السعوديين بداء السكري، الذي قارب أن يصنف كوباء في الخليج العربي بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.


ومرض السكري هو من الأمراض المكلفة جداً في علاجه والذي يرهق كاهل الحكومات. ويقدر الاتحاد الدولي لمرض السكري، وهو اتحاد عالمي يضم أكثر من 200 مؤسسة تعنى بمرض السكري في أكثر من 160 دولة، بأن العالم سينفق ما لا يقل عن 232 مليار دولار لمعالجة مرض السكري وتعقيداته والوقاية منهما. وبحلول عام 2025 سيزداد هذا الرقم ليتجاوز مبلغ 302.5 مليار دولار.

وذكر التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لمرض السكري أن أكثر من 80% من الأموال التي تنفق على الرعاية الطبية لمرضى السكري تصرف من قبل الدول الأغنى اقتصادياً بما فيهم دول الخليج.

ووفقاً لإحصاءات صدرت عن الاتحاد الدولي لمرض السكري في عام 2007 فان الدول الخمسة التي يعد مرض السكري الأكثر انتشاراً بين سكانها من البالغين هي جزيرة ناورو (30.7% ) ودولة الإمارات (19.5%) والسعودية (16.7%) والبحرين (15.2%) والكويت ( (14.4%.

ومن الأسباب التي أدت إلى إنتشار المرض في الخليج (بحسب تقرير طبي تم عرضه في المؤتمر الإقليمي الخليجي لإقتصاديات السكري في نوفمبر الماضي) هو تغير الحمية الغذائية للخليجين بالإضافة إلى زيادة نسبة التدخين بينهم وقلة الحركة، بالإضافة إلى السمنة المفرطة والتوتر الزائد.

ويسيطر على سوق الأنسولين (دواء مرض السكري) في العالم لاعبان هما الشركة الأمريكية (أيلي ليلي) و (نوفو نردسك) الدنمركية التي تعد أكبر منتج للأنسولين في العالم. إذ تتحكم هاتان الشركتان بحوالي 80% من السوق العالمي.

وقد تعرضت كلتا هاتين الدولتين للمقاطعة في دول إسلامية. إذ تضررت نوفو نوردسك جراء رد فعل المسلمين تجاه الرسومات الكرتونية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بينما واجهت ليلي صعوبات في مصر نتيجة لدعمها إسرائيل.

ويجري حالياً إنشاء مصنع سعودي لتصنيع الأنسولين بتمويل من بنك التنمية الإسلامي، والذي من المقرر أن يتم إنشاءه بالاشتراك مع شركة بايوم البرازيلية المتخصصة بالتقنية الحيوية.

وسيقدم بنك التنمية الإسلامي 37.5 مليون ريال سعودي (10 ملايين دولار) لإنشاء المصنع الذي سيكلف 207 مليون ريال (55 مليون دولار) في منطقة بحرة التي تقع على بعد 30 كيلومتراً جنوب جدة.

ومن المتوقع أن يستخدم المصنع التقنية الحيوية البرازيلية لينتج سنوياً 400 كيلو غرام من بلورات الأنسولين المنقى وراثياً. وقالت الشركة السعودية أنها ستستخدم جزء من بلورات الأنسولين لإنتاج قوارير أنسولين محلية من اجل سد الطلب المحلي بينما سيتم تصدير بقية البلورات على هيئة مواد أولية.