طيران سما يقلص رحلاته داخل السعودية بسبب أسعار الوقود

قال الرئيس التنفيذي لشركة سما للطيران أن شركته تواجه صعوبات داخلية بسبب ارتفاع أسعار وقود الطائرات، وتحديد السقف الأعلى لأسعار التذاكر.

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة سما للطيران أندرو كوين عن التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع الطيران الداخلي في المملكة وشركة سما للطيران تحديداً، ومن أبرزها ارتفاع أسعار وقود الطائرات، وتحديد السقف الأعلى لأسعار التذاكر.

وقال كوين في تصريح صحفي "إن قطاع الطيران الداخلي في المملكة يواجه صعوبات قوية، تتمثل في المعاملة غير العادلة تجاه أسعار وقود الطائرات، المرتفعة أساساً عالمياً."

وأضاف "تقوم سما للطيران بشراء الوقود بالسعر السائد في الأسواق، بما يعادل 5-6 أضعاف السعر الذي تدفعه الخطوط السعودية، لحصولها على دعم حكومي، حيث تشكل تكلفة الوقود أكثر من 40 في المئة من إجمالي التكلفة التشغيلية للرحلة الواحدة."

وقال كوين إن تحديد تحديد سقف أعلى لأسعار التذاكر الداخلية يشكل معضلة أخرى تواجه الطيران الداخلي، فأسعار التذاكر التي تم وضعها منذ أكثر من 8 سنوات لم تتغير، بالرغم من تغيرات الأوضاع المحيطة والمؤثرة في القطاع.

وأضاف كوين إن الأسعار الحالية "لا تعكس التكلفة الفعلية التشغيلية لها، مما يسبب خسائر مستمرة إلى هذه الوجهات، حتى لو تم تسيير الرحلات كاملة العدد."

وكانت سما للطيران قد علقت رحلاتها إلى المدينة المنورة من العاصمة السعودية الرياض ومن مدينة الدمام بالرغم من معدلات الإركاب العالية على الرحلات المتجهة إلى المدينة المنورة والتي بلغت 80 في المئة.

وأوضح كوين إن الخسائر المتراكمة على الرحلات المتجهة إلى المدينة المنورة لمدة عام من التشغيل فاقت 40 مليون ريال، "مما جعلنا نتخذ القرار الصعب بتعليق جميع الرحلات إلى المدينة المنورة إلى حين معالجة هذا الوضع."

وتواجه سما للطيران الذي أحتفل مؤخراً بسفر مليون راكب على طائراته خلال عامه الأول، مشكلة أخرى على خط الرياض-الدمام حيث بلغت الخسائر التشغيلية 40 ألف ريال تقريباً لكل رحلة، بغض النظر عن نسبة الإركاب، مما دفع الشركة لتخفيض عدد الرحلات بين الوجهتين إلى النصف تقريباً.

وأوضح كوين أن هذه الظروف الصعبة "تشكل تهديداً للاستثمارات الحالية في قطاع الطيران، وقد تؤدي إلى طرد الاستثمارات من هذا القطاع الحيوي والمهم جداً والتأثير سلباً على مستوى الخدمة المقدمة للمواطن",

وتلقى سما للطيران دعماً كبيراً من المساهمين، تمثل مؤخراً في ضخ 200 مليون ريال كتمويل إضافي لمواجهة إرتفاع أسعار الوقود.

وبالرغم من هذا الدعم الكبير إلا أن الشركة لا تستطيع تحمل المزيد من الخسائر في الوجهات الداخلية، لذلك أوصى مجلس المديرين بمواصلة تعليق الرحلات الداخلية، إلى حين تحسن الأوضاع والظروف المتعلقة بعملياتها الداخلية.

وليست شركة سما للطيران هي الوحيدة التي علقت رحلاتها إلى بعض الوجهات في المملكة حيث علقت شركة "طيران ناس" رحلاتها أيضاً إلى مدينة رفحاء بسبب الخسائر التشغيلية الضخمة لها إلا أن المواطنين هناك أجبروا الشركة من خلال الشكاوى الرسمية على معاودة الطيران منها.

و"سما للطيران" هي شركة وطنية وهي الخطوط الجوية الخاصة الثانية في المملكة بعد خصخصة القطاع بجانب "طيران ناس".

وأضاف أندرو"أخشى بالمقابل في المستقبل القريب، أن تواصل سما للطيران تقليص رحلاتها الداخلية بشكل كبير، إذا لم يتم إجراء أي إصلاحات."

ومن ضمن الإصلاحات التي دعا إليها كوين هي تحرير القطاع بالكامل وإلغاء سقف أسعار التذاكر بالإضافة إلى بيع الوقود لجميع الخطوط بنفس السعر التي تحص عليه الخطوط الجوية العربية السعودية.

وقال كوين إن سما للطيران قد تبدأ في التركيز على الوجهات الدولية التي تلاقي إقبالاً ونجاحاً ممتازاً بدلاً من الداخلية.

وتم تدشين مسارين جديدين لسما للطيران هما الدمام-بيروت، والرياض-أسيوط، وتبلغ حالياً نسبة الرحلات الدولية 65 في المئة تقريباً من إجمالي الرحلات الكلية.اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا.