Tweet
هل أبحر جيتكس عكس التيار؟
بقلم محرر من آرابيان بيزنس في يوم الثلاثاء, 18 نوفمبر 2008
في وقت تتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية حول العالم، وتزايد الضغوط التي تتعرض لها مختلف المؤسسات في العالم، ونيل الإفلاس في بعض الحالات من حكومات بعض الدول للمرة الأولى، بعد أن كانت عدوى هذه الحالات حكرا على المؤسسات التجارية والمشاريع الاقتصادية، تواصل أسواق المنطقة إبحارها في عكس هذا التيار من خلال تواصل تطورات ونمو الأعمال، والسير بخطوات أكثر ثقة على هذا الطريق من باقي أسواق العالم التي يعدها الكثيرون أكثر تطورا، سيما في ظل مبادرة حكومات المنطقة إلى إطلاق المبادرات التي كان من شأنها بث الطمأنينة في نفوس المستثمرين، مؤكدين على استمرار عجلة النمو في الدوران.
فها هي شركات تقنية المعلومات من مصنعين وموزعين ومختلف اللاعبين في ميدان تقنية المعلومات قد توافدت إلى المشاركة في أسبوع جيتكس للتكنولوجيا، المتلقى التقني الأهم على مستوى الشرق الأوسط، والذي لا يكاد يغيب عن جدول أعمال أي من المهتمين بهذه الأسواق، بل لا يتردد رواد هذه الصناعة والمهتمين بمنطقة الشرق الأوسط في المشاركة عاما بعد عام في فعاليات أكبر تجمع لقنوات التوزيع وأسواق الاتصالات وتقنية المعلومات عموما. سيما وأن الحلة الجديدة التي خرج بها مركز دبي التجاري العالمي في الدورة الماضية من خلال تقسم أروقة المعرض إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي معرض حلول الأعمال، ومعرض إلكترونيات المستهلك، وأخيرا معرض الخليج للاتصالات – جلف كومز.
وبعد فترة من الهدوء النسبي التي سبقت أيام المعرض، وتحديدا خلال فترة الصيف من هذا العام، تبدي هذه الشركات المتواجدة في الحدث آمالها في أن يساعد أسبوع جيتكس للتكنولوجيا هذا في كسر ذلك الجمود الذي ألقى بظلاله على أنشطة الأسواق، سيما بعد أن لحقتها هذه الأزمة المالية العالمية التي تعصف بأسواق عالمية ترتبط معها أسواق الشرق الأوسط بكونها جزءا من حلقة متكاملة عالميا تستورد منها أو تصدر لبعضها هذه المنتجات والتقنيات.
من جهة أخرى، وفي وقت تنظر الشركات العالمية إلى أسواق الشرق الأوسط بكونها أسواقا صاعدة تعيش مرحلة نمو ملفتة، إلا أنها كانت ومازالت تصنفها من بين الأسواق غير الناضجة لدى مقارنتها بأسواق أكثر تطورا مثل أوروبا وأمريكا، فقد أكدت بعض الشركات الإقليمية العاملة في أسواق الشرق الأوسط أن عملها في هذه المنطقة أكسبها حصانة ضد هذه الأزمة العاصفة التي أتت على غيرها من أسواق عالمية، وأن هذا النمو المستمر في أسواق المنطقة يمنحها كل ما تحتاجه من فرص للسير بأعمالها من نجاح إلى آخر، وفترة تكفي بأن تتجاوز هذه الأزمة التي يصفها البعض بالعابرة وإن كانت ليست أقل حدة من وصفها بإعصار تسونامي جديد.
فمبادرات الحفاظ على البيئة على سبيل المثال وتقليل انبعاث الكربون أو استهلاك الطاقة - والتي يفترض بها الحد من الأضرار التي تنعكس على البيئة الطبيعية – عززت من الفرص التي تزخر بها الأسواق، بل أوجدت أسواقا وفرصا لم تكن تخطر ببال أي من الشركات العاملة في المنطقة من قبل، كما أن سعي الكثير من الشركات اليوم إلى إيجاد حلول ومنتجات تزيد من فاعلية أعمالهم وتوفر لهم جدوى اقتصادية أكثر إنتاجية ستساعد في زيادة وعي هؤلاء العملاء والشركاء بهذه المنتجات والتقنيات الحديثة والتي تساعدهم في "ضرب عصفورين بحجر واحد"!
الآمال تبدو معقودة على ما سيحمله جيتكس وما يلي الحدث التقني الأهم في المنطقة، ولعل ما شهدته الأيام الأولى من الإعلان عن صفقات أو شراكات تكون مؤشرا إيجابيا على أحوال الأسواق في الفترة المقبلة، وفي حين يبدو التيار العالمي يتجه للتراجع والانحسار، هل يثبت جيتكس قدرته على الإبحار عكس التيار؟
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لتقنية
-
لا يوجد مقالات حديثة