95 بالمئة من إصابات العظام لجرحى مذبحة غزة حلها الوحيد هو البتر

يستمر تدفق التقارير والأخبار من داخل قطاع غزة من شهود عيان وطواقم طبية ووفود أجنبية عن تفاصيل المذبحة الإسرائيلية في القطاع على مدى 22 يوما.

وتأتي شهادة الوفد الطبي الأردني الذي عاد من قطاع غزة بعد أن عمل في مستشفى الشفاء لمدة تسعة أيام لتكشف المزيد من الحقائق عن المذبحة التي ستظل ماثلة في عقول سكان القطاع من خلال العدد الكبير من الإعاقات الدائمة التي خلفها هجوم بأسلحة محرمة دولية ضد السكان المدنيين.

وفي مؤتمر صحفي عقده الوفد الطبي الذي ضم ثمانية أطباء أردنيين تم الكشف عن تفاصيل دقيقة لهول المذبحة.

وقال أخصائي العظام الدكتور عماد الحسني إن 95 بالمئة من إصابات العظام كان حلها الوحيد البتر، مؤكدا الحاجة لمتابعة الجرحى الذين هم بأمس الحاجة لأطراف اصطناعية وتأهيل طبيعي

وأضاف الحسني أن إسرائيل استخدمت صواريخ قال مختصون إنها تطلق شظايا تعمل على بتر الأعضاء، وأخرى تطلق قنابل سمية تتحلل داخل جسم المصاب، وثالثة تطلق شظايا مسمارية وأخرى ارتجاجية تتسبب بنزيف داخل الجسم وانفجار في الأمعاء وأجهزة الجسم.

وقال الوفد إن الفحص السريري كان كافيا للتأكد من استخدام الفسفور الأبيض، وأن الدخان الأبيض كان يتصاعد من الجراح المفتوحة.

وقال نقيب الأطباء الأردنيين زهير أبو فارس عقب المؤتمر إن النقابة بصدد تجهيز وفد طبي في الاختصاصات المطلوبة في القطاع وبالأخص أخصائيي وفنيي الأطراف الاصطناعية والترميم، وإرساله إلى القطاع.

وكان رئيس الوفد الطبي الأردني العائد من قطاع غزة الدكتور باسم الكسواني قال إن قصف إسرائيل لقطاع غزة كان مستمرا حتى أثناء إعلان الجيش الإسرائيلي عن هدنة إنسانية لساعات، ما يدلل أنها كانت هدنة استدراج وليست لإتاحة المجال لإسعاف الجرحى ونقل الشهداء.

ووصف الكسواني الذي ترأس وفدا من ثمانية أطباء عادوا من قطاع غزة بعد أن امضوا تسعة أيام في مجمع الشفاء الطبي المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في القطاع بأنها فاقت كل المجازر التي عايشها في بيروت ومخيم جنين.

وأوضح الكسواني لصحيفة الدستور المحلية إن هناك حالات طبية لم يشاهدها الوفد الطبي من قبل من حيث نوعية الإصابات وعددها ومن حيث استهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وقليل من المقاومين.

وأضاف أن ما يميز مذبحة غزة هو شدة القصف على منطقة جغرافية محدودة ومكتظة بالسكان وكذلك العدد الكبير من الشهداء والجرحى الذي سقطوا بمعدل 320 شهيدا وجريحا يوميا من بينهم أسر تفحم أفرادها نتيجة استخدام أسلحة غير تقليدية، وآخرون قطعت رؤوسهم وأطرافهم، وأن ما نقلته الكاميرات لا يعادل 20 بالمئة مما رآه في القطاع على أرض الواقع.

وأشار أن أعضاء الوفد الطبي الأردني والوفود العربية والأجنبية أكدوا استخدام أسلحة غير تقليدية، ووجهوا مذكرة إلى الصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى للمطالبة بفريق طبي متخصص في الطب الشرعي والسموم لمعرفة ماهية الأسلحة وخاصة تأثيرات الفوسفور الأبيض والمواد السامة الأخرى المستخدمة من قبل إسرائيل.

وقال الكسواني إن مستشفيات القطاع تفوقت على قدرتها الاستيعابية، من خلال قدرة الأطباء والممرضين الفلسطينيين على التعامل السريع مع الكم الهائل من حالات الإسعاف والطوارئ الناتجة عن القصف البري والبحري والجوي في ظل النقص الكبير في احتياجات القطاع الطبية والتي تتمركز حول الأجهزة الطبية والأدوية والمستلزمات التي نفدت بسبب كثرة استخدامها.

وبين أن الوفد الأردني استفاد من تجربته من خلال التعامل مع عدد كبير من الحالات الجراحية الحرجة والعمل تحت الضغط والقصف، وأجرى مئات العمليات خلال وجوده في مستشفى الشفاء وساعد في تقديم الإسعاف الفوري للجرحى.

وقال الكسواني إنه ترك في غزة صور مؤلمة لأطفال قررت إسرائيل إنهاء حياتهم لكنهم أصروا على البقاء، ومن بينهم طفل عمره سبعة أشهر يدعى صهيب سليمان أصيب في رأسه بشظايا أدت إلى تهتك في الدماغ ونزيف واستقرار قطعة من عظم الجمجمة داخلها نتيجة لشدة الإصابة حيث يعيش الطفل حاليا في غيبوبة على أجهزة التنفس الصناعي.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا