سورية تعفي الفلاحين من فوائد تأخير القروض في أسوأ أزمة جفاف

أعفت الحكومة السورية أمس الثلاثاء الفلاحين من فوائد وغرامات التأخير المترتبة عليهم لقاء القروض الممنوحة لهم من المصرف الزراعي التعاوني وصندوق تداول الأعلاف لمواجهة أسوأ أزمة جفاف تشهدها البلاد منذ أعوام.

واشترطت الحكومة الإعفاء من فوائد التأخير التزام الفلاحين بتسديد ما يترتب عليهم من أقساط خلال مدة محددة ستعدها وزارة المالية لاحقا.

وكلفت الحكومة المصرف الزراعي التعاوني سداد الدعم المقرر للفلاحين لمحاصيل القطن والذرة والبطاطا والبندورة بطلب من صندوق دعم الإنتاج الزراعي، والاستمرار في منح الدعم المقرر للسماد بصرف النظر عن المديونية للمصرف الزراعي التعاوني.

وتقول الحكومة السورية أنه ستعطي قطاع الزراعة والري الأولوية في توجهات خطط التنمية والإنفاق العام والاستمرار في سياسة دعم الإنتاج الزراعي وفق ما تضمنه قانون إحداث صندوق الدعم الزراعي.

ويقوم صندوق الدعم الزراعي الذي أحدث في شهر مايو الماضي بدعم مستلزمات الإنتاج الزراعي من بذور محسنة وغراس وأعلاف وأدوية بيطرية ولقاحات مخصصة للثروة الحيوانية وحمايتها من الأمراض، بالإضافة إلى دعم المحاصيل ذات البعد الاجتماعي.

وأقرت الحكومة في أكتوبر الماضي آلية منح مزارعي القطن المروي من الآبار دعما حكوميا يبلغ مجموعه 2.2 مليار ليرة سورية بمعدل 3 آلاف ليرة للدونم بعد رفع أسعار المحروقات من 7 ليرة سورية لليتر إلى 25 ليرة.

وتشهد سورية منذ عامين موجة جفاف تسببت بتراجع الإنتاج الزراعي والحيواني، وتحولت سورية من بلد مصدر للقمح إلى مستورد له بسبب الظروف المناخية والجفاف.

وحذرت دراسة رسمية نشرت العام الماضي من تأثير التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة على المنتجات الزراعية الإستراتيجية في سورية.

وأوضحت الدراسة أنه في حال ارتفع المعدل السنوي لدرجات الحرارة 3.5بالمائة، وانخفض الهاطل المطري بنسبة 12بالمائة عن المعدل السنوي، سوف يزيد الاستهلاك المائي وتنخفض فترة نمو المحاصيل.

وأظهرت الدراسة أن التغيرات المناخية سوف تخفض إنتاج القمح بمعدل 5بالمائة، وتصل النسبة إلى 10بالمائة في حال عدم تأمين موارد مائية جديدة تغطي زيادة الاحتياجات المائية.

وبينت الدراسة أن التأثيرات المناخية المفترضة سوف تخفض إنتاجية القطن بمعدل 5بالمائة، إذا لم يتم تلبية زيادة الاحتياجات المائية، إذ أن جميع المساحات المزروعة بالقطن مروية.

ويشكل القطن أهم الصادرات الزراعية السورية ويشكل 29.5بالمائة من هذه الصادرات.

وقالت الدراسة أن إنتاج الزيتون المروي سينخفض بنسبة 5بالمائة إذا لم تتم زيادة مياه الري، بينما ستنخفض إنتاجية الزيتون البعل بنسبة 5.3بالمائة.

وخلصت الدراسة إلى أن التغيرات المناخية المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الهطول المطري، سوف تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي السوري خاصة وأن الأراضي المروية لا تشكل سوى 29بالمائة من الأراضي المزروعة.


اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا