الطاقة الدولية ترجح عدم تغيير توقعات الطلب على النفط

استبعد رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس السبت أن تجري الوكالة تخفيضات جديدة على توقعاتها للطلب العالمي على النفط نظرا لأن أحدث التقديرات الاقتصادية القاتمة لصندوق النقد الدولي تنسجم بالفعل مع تكهناتها.

وتوقعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها في 10 أبريل/نيسان الماضي تراجع الطلب العالمي على النفط 2.4 مليون برميل يوميا في العام 2009 بينما كان توقعها الشهري السابق لانخفاض قدره 1.25 مليون برميل يوميا. وعللت الوكالة ذلك بتنامي الإجماع على أن التعافي الاقتصادي لن يكون قبل العام القادم.

وقال صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء الماضي، إن الاقتصاد العالمي سينكمش على الأرجح 1.3 في المائة هذا العام في أعمق ركود منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن في حين أن توقعات الصندوق في يناير/كانون الثاني كانت لنمو نسبته 0.5 في المائة.

ومن المنتظر تحقيق معدل نمو ضعيف قدره 1.9 في المائة العام القادم لكن التحسن يعتمد على اتخاذ إجراءات جريئة لإصلاح نظام مالي لا يعمل بكفاءة.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا في مقابلة، إن تقديرنا لنمو الناتج الإجمالي العالمي سالب 1.4 في المائة للعام 2009 أي ما يعادل تقريبا رقم صندوق النقد".

وقال تاناكا عشية اجتماعهم اليوم الأحد بين منتجي النفط من الشرق الأوسط والدول الأسيوية المستهلكة، "ما لم يباشر صندوق النقد أو منظمات دولية أخرى مراجعة أخرى كبيرة فإننا على الأرجح لن نغير تقديراتنا. ولكننا سنحصل على مدخلات أخرى من أرقام جديدة للطلب العالمي على النفط في مايو/أيار لذا ينبغي أن ننظر في ذلك".

وتصدر وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة في مجال الطاقة إلى 28 بلدا متقدما تقريرها الشهري التالي عن سوق النفط منتصف مايو/أيار.

وتضع الوكالة توقعاتها للطلب على النفط بناء على تقديرات صندوق النقد الذي يزداد تشاؤما بشأن سلامة الاقتصاد.

وأضاف تاناكا، إنه لاتزال هناك فرصة لحدوث بعض التعافي قبل نهاية العام.

وقال وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة السبع في اجتماع لهم يوم الجمعة الماضية، إن الاقتصاد ربما تجاوز المرحلة الأسوأ من الركود وإن النشاط الاقتصادي سيبدأ يتحسن في وقت لاحق هذا العام.

وأضاف المسؤولون في الاجتماع نفسه، إن من المتوقع أن يبدأ النشاط الاقتصادي في الانتعاش في وقت لاحق من العام الجاري. ولكنهم قالوا، إن التوقعات مازالت ضعيفة وإن هناك خطرا، وأنه مازال هناك احتمال أن يسوء الاقتصاد العالمي.

وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر في وقت سابق، "إننا محقون في أن نتشجع إلى حد ما، ولكننا سنكون مخطئين في استنتاج أننا على وشك الخروج من الظلام الذي خيم على الاقتصاد العالمي في بداية الخريف الماضي".

ويعد هذا التقييم أقل تشاؤما من التقييم الذي أعلنه المسؤولون الماليون بمجموعة السبع في اجتماعهم الأخير في فبراير/شباط عندما حذروا من أن الهبوط الشديد سيستمر خلال معظم 2009، ولم يشيروا إلى علامات تبشر بالاستقرار.

وأشار تاناكا قائلا، "إذا بدأ الاقتصاد العالمي يتعافى في وقت لاحق هذا العام فإن الطلب على النفط سيتحسن بلا ريب في الوقت نفسه".

وحذر تاناكا أيضا من شح إمدادات النفط في حالة التطبيق الكامل لقيود المعروض التي فرضتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منذ سبتمبر/أيلول، ويبلغ مجموعها 4.2 مليون برميل يوميا.

وتفيد تقديرات الوكالة، إن نسبة التزام دول أوبك بتلك التخفيضات 83 في المائة.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا