الأسهم العربية ترتفع بقوة خلال أبريل بعد تشجع المستثمرين

شهد أبريل/نيسان أداء قويا جدا عبر غالبية أسواق الأسهم في المنطقة العربية، حيث ارتفع المؤشر الإقليمي العام للمنطقة بنسبة تفوق 15% بقليل بعد الأداء الطيب خلال شهر مارس/آذار.

وقالت شركة رسملة لإدارة الأصول في بيان أن هذا يضع الأداء الكلي للعام 2009 حتى الآن في النطاق الإيجابي.

وسجلت كافة أسواق الأسهم الإقليمية أرباحا، حيث كسبت مؤشرات كل من مصر والمملكة العربية السعودية 24% و20% على التوالي، لتتصدر بقية الأسواق في الارتفاع خلال الشهر والعام.

أما السوق الكويتية فأبدت إشارات للتحسن بعد فترة صعبة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث سجلت ارتفاعا قدره 12% خلال الشهر، بينما كانت المكاسب في السوق الإماراتية ضمن النسب الأقل في المنطقة.

وتلقى المستثمرون في أسواق الأسهم في المنطقة العربية خليطا من النتائج المالية للربع الأول من العام 2009، لكنهم كانوا مستعدين للأسوأ على خلفية النتائج الكارثية التي شهدها الربع الرابع من العام 2008، وكانت النتائج بشكل عام بمستوى التوقعات أو أعلى منها بقليل.

وتمكنت أسواق الأسهم الإماراتية من تعزيز مكاسبها السابقة، لكن الأداء وحجم التداول كانا باهتين مقارنة بالأسواق الإقليمية الأخرى.

وعلى الرغم من التقييمات الجاذبة والتصريحات والإجراءات الداعمة التي قامت بها الجهات المسؤولة، فإن مشاعر المستثمرين مازالت تتسم بالحذر الشديد في ظل أنباء عن احتمال تخفيض تقييمات الكيانات التابعة لحكومة دبي واستمرار التركيز الإعلامي على مشكلات القطاع العقاري، والتي استقطبت الاهتمام وغطت على إعلانات الأرباح الإيجابية بشكل عام.

وعلى الرغم من أن التقييمات التي تعتبر من أكثر التقييمات جاذبية على مستوى المنطقة والعالم، إلا أن الأسهم المدرجة في الأسواق الإماراتية ما زالت محفوفة بالمشاعر السلبية للمستثمرين، نتيجة مشكلات القطاع العقاري وبقاء المخاوف حول قدرة الكيانات التابعة لحكومة دبي على دفع ديونها، وذلك على الرغم من الحصول حديثًا على مبلغ 10 مليارات دولار أميركي من السندات التي أصدرتها حكومة دبي، والتي اكتتب فيها بنك الإمارات العربية المتحدة المركزي.

بينما أنهت السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة، الشهر بمكاسب قاربت 20%، ما رفع مكاسبها للعام 2009 إلى 17% وجعلها أفضل أسواق المنطقة أداء.

ومن ناحية التقييمات، فقد أدت المكاسب القوية الأخيرة إلى تداول السوق على أسعار مرتفعة بالنسبة لأقرانها في المنطقة.

وعلى الرغم هذا الارتفاع تتوقع رسملة مزيداً من الأداء الإيجابي للسوق في ضوء استمرار تحسن البيئة الاقتصادية العالمية، والبيئة المتينة للاقتصاد المحلي، بينما يقوم البنك المركزي (SAM) بالمزيد من التخفيض في أسعار الفائدة لتوفير السيولة الكافية لقطاع المصارف والاقتصاد ككل.

كما واصلت السوق الكويتية تعافيها لتكسب 12% خلال الشهر وتقلل خسائرها للعام 2009 إلى أقل من 3% بقليل. وقد شجع التحسن الضئيل في البيئة السياسية المحلية المستثمرين على العودة إلى السوق، ولعب تحسن البيئة الاستثمارية العالمية دورا في ذلك. وقد أصبحت تقييمات الأسهم الكويتية مرتفعة مقارنة بنظيراتها الإقليمية، لكن ستواصل المخاوف المستمرة حول قطاع الاستثمار والمآزق السياسية من زيادة الضغط على السوق، على المدى القصير على الأقل.

وأتبعت الأسهم القطرية أداءها القوي في مارس/آذار بشهر آخر من الأداء الإيجابي، حيث ارتفع مؤشر السوق بنسبة 15% في أبريل/نيسان في ظل أساسات محلية متينة وتحسن توقعات المناخ العالمي. وبالنظر إلى المكاسب القوية الأخيرة، فما تزال السوق القطرية تحظى بتقييمات جيدة مقارنة بنظرائها إقليميا وعالميا حيث بلغت أقل من ثماني أضعاف الأرباح المتوقعة.

ومازالت رسملة تتوقع نتائج إيجابية لهذه السوق، بفضل الدعم الرسمي المتين لقطاع المصارف، والأساسات الاقتصادية المتينة في الدولة، مقرونة بانخفاض ضغوط التضخم.

أما عُمان، أصغر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أبدت أداء أفضل من الأشهر السابقة، حيث كسبت حوالي 12% في أبريل/نيسان لتقلل خسائرها للعام 2009 إلى ما يقارب 6%.

وتعد تقييمات السوق العمانية معقولة بالمقارنة بأقرانها من الأسواق الإقليمية والعالمية، وتتوقع رسلمة أن تواصل السوق تعافيها التدريجي على المدى المتوسط، وما تزال المستويات المنخفضة من السيولة مصدر قلق، وسيكون إنعاش تدفقات الاستثمارات الأجنبية والإقليمية أمرا مهما لتحفيز نقلة أقوى في السوق.

وتمتعت سوق الأسهم المصرية، كبرى الأسواق الإقليمية خارج دول مجلس التعاون الخليجي، بأداء قوي جدا خلال الشهر واستفادت من تحسن المناخ الاستثماري الإقليمي والعالمي.

وتنظر رسملة إيجابيا لكن بحذر لهذه السوق التي يتوقع لها التعافي بقوة في حال واصلت البيئة الاستثمارية العالمية تحسنها واستمرت عودة المستثمرين الأجانب إلى الأسواق الناشئة بشكل عام،لكن ثمة قضايا اجتماعية اقتصادية تستوجب المراقبة والمتابعة، وتتوقع رسملة بعض جني الأرباح بعد هذه النقلة الضخمة.

اشترك في النشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا