أوبك تعتزم الإبقاء على الإمدادات.. وترى سعر النفط جيداً

قال وزراء ومبعوثون إن وصول سعر النفط إلى مستوى يقارب 70 دولاراً للبرميل يعني أنه يكاد يكون من المؤكد أن تبقي منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على خفض الإنتاج دون تغيير خلال اجتماعها في فيينا غداً الأربعاء، وذلك على الرغم من احتمال سعي المنظمة إلى التشديد على مستوى الالتزام بالأهداف القائمة.

وقال وزير النفط السعودي "علي النعيمي" لدى وصوله إلى فيينا في وقت مبكر اليوم الثلاثاء: السوق في حالة جيدة جداً وتشهد وفرة في المعروض والسعر جيد للجميع للمستهلكين والمنتجين.

وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه يجب على "أوبك" أن تخفض الإنتاج، أجاب "النعيمي": مع تراوح السعر بين 68 دولاراً و73 دولاراً ماذا تريد غير ذلك؟ الجميع راضون عن السعر مستهلكين ومنتجين.

وارتفع سعر النفط صوب مستوى 70 دولاراً للبرميل اليوم الثلاثاء.

وأبقت "أوبك" على الحد المستهدف للإنتاج دون تغيير منذ أن أعلنت العام الماضي عن خفض قياسي بلغ 4.2 مليون برميل يومياً بداية من إنتاج سبتمبر/أيلول 2009.

إلا أن مستويات الالتزام بالخفض المتفق عليه تراجعت من ذروتها عند 80 بالمائة لتصل إلى أقل من 70 بالمائة مع انتعاش سوق النفط بعد أن شهدت وصول السعر إلى مستويات متدنية بلغت 32.40 دولار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو أضعف مستوياته في حوالي خمس سنوات، ليسجل أعلى مستوياته هذا العام عند 75 دولاراً في أغسطس/آب.

ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية ساهم تراجع مستوى الالتزام في ارتفاع المخزونات إلى ما يغطي استهلاك نحو 62 يوماً بزيادة تقارب عشرة أيام عن النطاق الذي تراه "أوبك" مريحاً.

وقال مبعوث خليجي: سيكون الالتزام أحد القضايا الكبرى.. سيجري مناقشة القضية والتشديد عليها من قبل العديد من البلدان على أمل أن يلتزم الآخرون.

وتابع: ستكون النتيجة المرجحة في الغالب أن يبقوا على الحد المستهدف وحصص الإنتاج دون تغيير.. سيكون اجتماعاً سلساً وسهلاً.

ومسألة المخزونات مهمة لبعض أعضاء "أوبك" أكثر من غيرهم، لكن جميع الأعضاء دهشوا وسعدوا بقوة انتعاش سوق النفط رغم الارتفاع الكبير في المخزونات.

وتدعمت الأسعار بموجة من الثقة عبر الأسواق التي بدأت تستوعب الانتعاش الاقتصادي الأمر الذي يشير إلى ارتفاع الطلب على الوقود.

وقال "فرانسيسكو بلانش" لدى بنك أوف أمريكا سكيوريتيز-ميريل لينش: الاختيار الحكيم لأوبك سيكون الانتظار لمعرفة ما إذا كان التحسن في المؤشرات الاقتصادية القيادية سيتحول إلى تحسن فعلي في الطلب على المنتجات النفطية خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وحينما تصاعدت وتيرة المخاوف بشأن الاقتصاد في وقت سابق من العام الجاري قالت السعودية إنها ترى نطاقاً مريحاً في وصول سعر النفط عند حوالي 50 دولاراً على الرغم من أن ذلك المستوى كان أقل بكثير عن سعر 75 دولاراً الذي قالت إنه ضروري لتعزيز الاستثمارات في الإمدادات الجديدة.

وتحملت السعودية النصيب الأكبر من خفض الإنتاج، بينما انخفض مستوى الالتزام من جانب الأعضاء الآخرين وخاصة من جانب أنجولا التي تتولى رئاسة المنظمة.

ويعقد اختلاف مستوى الالتزام من مهمة أي خفض جديد للإنتاج على الرغم من أن عددا من المحللين قالوا إن "أوبك" ربما تضطر إلى مناقشة توقيت إجراء خفض جديد في الإنتاج حتى إن لم تتفق على خفض الإنتاج مجدداً هذا الأسبوع.

بينما قال آخرون إن ارتفاع مستوى المخزونات أحد العوامل المانعة لارتفاع سوق النفط بدرجة كبيرة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية مراراً إن ضعف الاستثمارات في الطاقة من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار حينما يرتفع الطلب على الوقود الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الانتعاش الاقتصادي الوليد.

وخلال مؤتمر في فيينا اليوم الثلاثاء، قال كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول": إن سوق النفط مستقرة لأن السعودية تمتلك طاقة إنتاجية فائضة كبيرة عقب خفض الإمدادات.

وتابع: في المستقبل يجب أن نتوخى الحذر وأن ننفذ الاستثمارات في الوقت المناسب.

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.