تتابع الصيف ورمضان والعيد والمدارس يرهق كاهل الأسر السعودية

يقول كثير من السعوديين أن قرار تأجيل المدارس لمدة أسبوع بسبب مخاوف من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير ساهم بشكل كبير ودون قصد في التقاطهم لأنفاسهم بعد انقضاء ثلاثة مواسم متتابعة هي إجازة الصيف وشهر رمضان وعيد الفطر.

ويشيرون إلى أن ثلاثة مواسم متتابعة أرهقتهم واستنزفت كل مدخراتهم وأكلت الأخضر واليابس على حد وصفهم، في ظل ارتفاع كبير للأسعار وتدني للأجور في أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.

ويضيف عدد من سكان مدينة جدة "غرب السعودية" في استطلاع أجرته صحيفة "المدينة" المحلية عن أوضاع الناس الاقتصادية، إن العام الحالي هو العام الرابع الذي يشهد تتابعا في مواسمه بدءا بالإجازة الصيفية ومرورا برمضان والعيد وانتهاء بموسم المدرسة الأمر الذي سبب لهم ولجميع المواطنين والمقيمين وخاصة أصحاب الدخول المحدودة معاناة حقيقية في ظل تعدد الالتزامات وتزايد متطلبات الأبناء والأسرة وارتفاع الأسعار لمختلف السلع والمنتجات.

وكانت السعودية أصدرت في وقت سابق من هذا الشهر قرارا رسميا يقضي بتأجيل الدراسة لمراحل التعليم العام، وحددت يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي موعدا لبدء الدراسة في المرحلتين الثانوية والمتوسطة، في حين مددت بدأ الدراسة في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة حتى 12 من الشهر نفسه، وكان من المقرر أن يبدأ 5 مليون طالب وطالبة في الـ3 من أكتوبر/ تشرين أول الحالي الدراسة في ما يقرب 30 ألف مدرسة موزعه في أنحاء البلاد.

وبينوا أن ترابط المواسم ببعضها البعض بات يمثل عبئا بالنسبة للأسر السعودية، ففي موسم الإجازة يظل رب الأسرة مطالبا بتحقيق متطلبات الأبناء، إما بالسفر إلى الخارج لقضاء الإجازة الصيفية، أو التعويض عن ذلك بالسياحة الداخلية، وفي كلا الحالتين ستكون التكاليف هنا أو هناك منهكة وباهظة.

وأوضحوا أن أولياء الأمور يواجهون هذه الأيام ضغوطا قاسية بين إصرار الأبناء على تلبية متطلباتهم المدرسية وتوفيرها وبين خواء الجيوب في ظل عدم تسلم المرتبات.

ويؤكد المواطن خالد العمري أن تتابع المواسم بات يمثل بالنسبة له عبئا كبيرا، كونه سيكون مطالبا بتوفير كل مايحتاج إليه البيت والأبناء من متطلبات ضرورية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها أو تأجيلها.

ويقول "المعاناة قد لا يشعر بها سوى أصحاب المرتبات البسيطة والأسر الكبيرة في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وتعدد المسؤوليات والالتزامات"، ومثال على ذلك عندما يبدأ موسم الإجازة وتنطلق مهرجاناته، تجد متطلبات الأبناء في قضاء إجازة ممتعة بعد عناء موسم الدراسة حقا من حقوقهم، وبالتالي فإن ذلك سيكلف رب الأسرة أكثر من مرتبه الشهري لينتهي موسم الإجازة ويعقبه موسم رمضان وفي هذا الموسم تأتي متطلبات البيت من المواد الغذائية والأواني المنزلية وغيرها من المتطلبات الأسرية التي تتوالى طوال أيام الشهر إلى أن يحل موسم العيد وهنا تزداد متطلبات أفراد الأسرة من الملابس وغيرها من الاحتياجات الضرورية المكلفة لينتهي موسم العيد ويدخل موسم الدراسة ويجد رب الأسرة نفسه مطالبا بتوفير ملابس المدرسة وجميع متطلباتها من المستلزمات المكتبية وهكذا.

وتابع العمري "إن قرار تمديد الإجازة أزاح عن الكثير من المواطنين وأولياء الأمور هما كبيرا، إذ أن الغالبية العظمى من المواطنين ليس بمقدورهم توفير متطلبات المدرسة بعد أن صرفوا كل مرتباتهم في العيد، لذلك فإن قرار التأجيل ساعدهم في التقاط الأنفاس بعد مرور ثلاثة مواسم متتابعة كلفت الجميع الآلاف من الريالات.

وفي السياق نفسه، يؤكد المواطن عبدالكريم الزهراني أن غالبية المواطنين ونتيجة لتعدد المواسم وزيادة تكاليفها عمدوا إلى الاقتراض للإيفاء بمتطلبات أسرهم في ظل التكاليف المعيشية الباهظة.

ويضيف الزهراني "لعل أصحاب المرتبات الثابتة والدخول المحدودة هم الأكثر تأثرا بتتابع المواسم كونهم غير قادرين على توفير متطلبات أبنائهم في ظل ارتفاع الأسعار وتعدد المواسم، ولا ننسى أن 70 في المائة من الأسر السعودية متضررة إما بسبب المساهمات الوهمية وإما نتيجة خسائر الأسهم".

وفي الجانب الآخر، يرى خالد المري وهو صاحب مكتبة، أن المستلزمات المدرسية باتت تمثل عبئا يضاف إلى الأعباء الملقاة على رب الأسرة بالنظر لتواضع المرتبات وارتفاع الأسعار سواء أسعار المستلزمات المدرسية أو غيرها من المنتجات الأخرى الضرورية.

ويوضح "تتضح صعوبات توفير هذه المستلزمات بالنظر لعدد أفراد الأسرة الذي يصل إلى سبعة أفراد في المتوسط، كما أن معظم الشرائح الاجتماعية ذات دخول محدودة ولا يتجاوز الحد الأدنى للمرتب الشهري ثلاثة آلاف ريال".

وتابع المري "الشيء المؤلم أن متطلبات المدرسة ضرورية ولا يمكن لرب الأسرة أن يرجئ شراءها إلى أن يحل موعد المرتب فالأبناء وخاصة الأطفال منهم لا يمكن إقناعهم بفكرة التأجيل أو الشراء على دفعات وإنما يطالبون بتوفير كل الاحتياجات المدرسية من حقائب وأدوات وأحذية وملابس وغيرها الكثير، وفي حال لم توفر فإن رب الأسرة سيكون في موقف لا يحسد عليه.