أنفلونزا الخنازير ربما تبلغ ذروة انتشارها في نصف الكرة الشمالي

قال خبراء في مجال الصحة في العالم إن وباء أنفلونزا الخنازير ربما يبلغ ذروته في الانتشار في النصف الشمالي للكرة الأرضية لكنهم حذروا من أنه مازال بعيداً عن الانتهاء.

كما ذكر مسؤولون، إنهم يبحثون انتشاراً مثير للمتاعب لسلالة فيروس "إتش1 إن1" مقاومة للعقاقير المضادة في عدة مناطق لكنهم أشاروا إلى أن هذا الانتشار مازال محدودا حتى الآن ولا توجد دلائل على أن الفيروس يتحور بشكل مستمر.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن أنفلونزا "إتش1 إن1" تتحرك شرقاً عبر أوروبا وآسيا بعد أن وصلت ذروتها على ما يبدو في أجزاء من أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

وأعلن عن 6770 حالة وفاة على الأقل في كل أنحاء العالم منذ ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير في أبريل/نيسان. لكن المسؤولين عادة يؤكدون أن المحصلة المؤكدة تمثل مجرد شريحة من الحالات الفعلية حيث لا يجرى اختبارات لمعظم المرضى.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان، إن هناك "دلائل أولية على أن نشاط المرض بلغ ذروته في مناطق معينة في نصف الكرة الأرضية الشمالي".

ومازال انتشار المرض كبيراً في كندا حيث أن العدد الأكبر من الذين يزورون الأطباء هم من الأطفال. لكن مسؤولين أمريكيين يرون أن هناك مؤشرات على تراجع.

وقالت الطبيب "آن شوشات" من المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، "بدأنا نشهد نوعاً من التراجع في نشاط الأنفلونزا في كل أنحاء البلاد لكن مازال هناك انتشار كبير للمرض".

وأضافت "شوشات" قائلة، "مازال أكبر بكثير عما سنراه هذا الوقت من العام".

وحلل فريق من مركز بحوث الأنفلونزا "كويست دياجنوستيكس" 142 ألف اختبار للأنفلونزا في الولايات المتحدة ووجدوا نمطاً مماثلاً حيث تظهر الاختبارات تراجعاً في مرض مماثل للأنفلونزا منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن النرويج ودول أبعد شرقاً بينها جورجيا، وليتوانيا، ومولدوفا، وصربيا أعلنت عن زيادات كبيرة في مرض يشبه الأنفلونزا أو عدوى تنفسية حادة.

وتعلن كازاخستان، وأوزبكستان، وأجزاء من أفغانستان، وبشكل خاص العاصمة كابول عن أعداد كبيرة من حالات الأنفلونزا. كما تعلن إسرائيل عن زيادات كبيرة.

وقال المسؤول في الفريق المعني بالأنفلونزا في منظمة الصحة العالمية "أنتوني ماونتس"، "ما يحدث بشكل أساسي هو أن المرض ينتشر شرقاً".

وأضاف "ماونتس" قائلاً، "في المعتاد غالباً ما تبدأ الأنفلونزا الموسمية في الغرب ثم تتجه شرقاً. ويبدو أنها تتبع هذا النمط باستثناء أنها جاءت مبكرا جدا هذا العام".

ويمكن للأنفلونزا أن تبلغ ذروة في الانتشار عدة مرات في موسم واحد. وقال الخبراء، إنه يمكن توقع أسابيع أو شهور أخرى من المرض وأشاروا إلى انه خلال وباء العام 1957، وهو خريف مزدحم تبعته هدنة ثم ارتفعت الإصابات بشكل كبير مرة أخرى بدءاً من يناير/كانون الثاني.

وبدأت حملات التحصين باللقاحات في دول كثيرة لكن هناك شركات أعلنت عن متاعب في صنع لقاح مضاد للفيروس (إتش1 إن1). ومازالت الولايات المتحدة تناضل لتوزيع اللقاحات، ولكن قالت وزيرة الصحة الكندية ليونا أجلوكاك ، إن اللقاح لنصف سكان كندا تقريباً سيجري شحنه خلال نهاية الأسبوع المقبل.

وقال مسؤولو الصحة البريطانيون، إنهم يتحققون حالياً مما يبدو أنه انتشار لسلالة مقاومة للعقاقير من فيروس أنفلونزا الخنازير من شخص إلى آخر.

وذكرت وكالة حماية الصحة البريطانية يوم الجمعة الماضي، إن هناك خمس حالات إصابة مؤكدة بفيروس (إتش1 إن1) في ويلز مقاومة لعقار أوسيلتاميفير الذي تنتجه شركتا "روش أيه جي"، و"جيليد ساينسيس" باسم "تاميفل" Tamiflu.

وقالت الوكالة، إن مضاداً آخر وهو عقار ريلينزا Relenza الذي تنتجه شركة جلاكسو سميث كلاين و بيوتا كان فعالاً لدى هؤلاء المرضى.

وأضافت الوكالة، إن هؤلاء المرضى يعانون من ظروف صحية مصاحبة خطرة عملت على كبح نظمهم المناعية، وهو ما يمكن أن يعطي الفيروس فرصة أفضل من المعتاد في زيادة مقاومته.

وقال مسؤولون في المركز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضاً أنهم يتحققون من أربع حالات إصابة بفيروس (إتش1 إن1) مقاومة لعقار تاميفلو في مستشفى جامعة دوك في نورث كارولاينا. وقالت جامعة دوك في بيان، "كل المرضى الأربعة كانت صحتهم معتلة للغاية، ولديهم نظم مناعية مهددة بشكل خطير وظروف طبية أخرى معقدة".

ويبحث خبراء الصحة عن أي دلائل على أن فيروس "إتش1 إن1" يتحور إلى صورة مقاومة للعقاقير. وفي العام الماضي اكتسبت النسخة الموسمية لفيروس (إتش1 إن1)، وهو يمت بصلة قرابة بعيدة لهذه السلالة الوبائية مناعة لعقار تاميفلو.

وفي النرويج قال مسؤولون، إنهم يتحققون من سلالة متحورة لدى بعض المرضى قالوا، إنه قد تكون مسؤولة عن التسبب في أعراض حادة.

وقال المعهد النرويجي للصحة العامة في بيان، "التحور قد يؤثر على قدرة الفيروس على التوغل أكثر في الجهاز التنفسي وبالتالي التسبب في مرض أخطر".

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن التحور لا يبدو أنه منتشر في النرويج ومازال الفيروس حساساً للعقاقير المضادة للفيروسات ولقاحات الوباء.

وأضافت المنظمة، إن تحوراً مشابهاً رصد في فيروسات "إتش1 إن1" في دول عديد أخرى بينها الصين والولايات المتحدة في حالات حادة، وكذلك في بعض الحالات المتوسطة.