مصر: تجارة القمح تسعى للعودة إلى طبيعتها بعد تشديد الرقابة

يأمل مصدرو القمح أن تعزز شروط الاستيراد الجديدة التي وضعتها مصر القدرة على التكهن بعمليات المناقصات في أكبر مستورد للقمح في العالم بعد جدل بشأن الجودة دفع القاهرة لتشديد الرقابة.

وتقول السلطات المصرية: "إن التغييرات التي أدخلتها هذا العام على معايير الجودة وأحجام الشحنات وإجراءات الفحص في المناقصات الدولية ستضع جميع المصدرين على قدم المساواة.. وهي فكرة رحبت بها الشركات التي أفزعتها شهور من عدم اليقين بشأن الظروف التجارية".

ودفعت المخاوف بشأن الجودة مصر إلى تشديد قواعدها، رغم أن وزير التجارة "رشيد محمد رشيد" أبلغ "رويترز" بأن بلاده تفعل الشروط القائمة ولا تضيف شروطاً جديدة.

وتشمل التغييرات إلزاماً بأن تتراوح الشحنة بين 55 ألف طن و60 ألفاً بدلاً من السفن التي تصل حمولتها إلى 30 ألف طن والتي عادة ما تأتي من روسيا، وأن تحمل الشحنة من ميناء واحد.

وقال نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية الجهة الحكومية المسؤولة عن شراء القمح في مصر "نعماني نعماني": "إن الهيئة أرادت توحيد أحجام الكميات التي تطلب شراءها من جميع الأصول حتى تكون جميعاً على قدم المساواة".

وقال تجار أوروبيون: "إن تعديل إجراءات الواردات جاء من جانب الهيئة بعد تعيين نعماني حديثاً لإظهار أنها اتخذت إجراء حاسماً بعد الجدل بشأن القمح الروسي، وأيضاً كمحاولة لتعزيز المنافسة في المناقصات".

وقال المحلل لدى اجرينيوز "جيمس دانسترفي" المقيم في جنيف بشأن تغيير الإجراءات: "الجميع كانوا يترقبون حدوث شيء وقد حدث فيما يخص القمح الروسي، وربما كان ذلك أمراً طيباً لأنه سينقي الوضع بعض الشيء".

وأضاف على هامش مؤتمر القمح العالمي 2009 الأسبوع الماضي: "بالنسبة للنشاط المصري.. فقد باتت السوق تنافسية مجدداً الآن".

واتفق تجار أوروبيون على ضرورة تشديد القواعد الخاصة بالمناقصات، ورحبوا بالشفافية المحتملة في إجراءات مثل زيارات الفحص بموانئ بلد المنشأ رغم التكاليف والشكوك بشأن كيفية تطبيق القواعد.

وقال رئيس شركة جرانيت التجارية الفرنسية "جان فيليب افرلينج": "سيكون لذلك تكلفة لكن ليس لدينا ما نخشاه بوضوح من وجود المفتشين".

وكان التجار الروس أقل تفاؤلاً بشأن التوقعات الفورية في ضوء الخلاف بشأن القمح الروسي والحد الأقصى للشوائب عند واحد بالمائة، وهو ما قد يستبعد أغلب القمح الروسي والأوكراني.

وقال تاجر روسي: "إنهم (الهيئة العامة للسلع التموينية) يضيقون نطاق الموردين.. الجميع (تجار القطاع الخاص في مصر) يشترون القمح بنسبة شوائب اثنين في المائة ويطحنونه وهم راضون بذلك".

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.