دبي العالمية ستواجه صعوبة في الاحتفاظ بأصول ثمينة

تتطلع مجموعة "دبي العالمية" للاحتفاظ بأصولها الرئيسية المدرة للعوائد والتي تشمل موانئ دبي العالمية وحصتها في "ستاندرد تشارترد" ولكن الدائنين قد يجبرونها على بيع كيانات ثمينة.

وألقت المجموعة المتعثرة المملوكة للدولة بعض الضوء، في بيانها الأول منذ طلبت تأجيل سداد ديون بمليارات الدولارات إلى مايو/أيار 2010، على خططها لإعادة هيكلة ديون قدرها 26 مليار دولار والتي تشمل بيع أصول.

وتستبعد خطة الهيكلة شركات وصفتها بأنها مستقرة مالياً مثل استثمار العالمية وموانئ دبي العالمية ومنطقة جبل علي الحرة في إشارة ضمنية إلى أن أصولها العالمية النفيسة لن تطرح للبيع، لكنها تترك شركات التطوير العقاري التابعة لها عرضة لذلك.

وقال العضو المنتدب في "الإمارات كابيتال" والمدير السابق في استثمار العالمية "خورام مقصود": "لا أعتقد أنهم في وضع يسمح لهم بالاختيار.. دبي العالمية في حاجة ماسة إلى السيولة.. كل شيء متاح للبيع.. لا أعتقد أن أي شيء مقدس في مثل الأجواء الحالية".

ولا يزال حاملو السندات يعانون من الإعلان الصادم ومن المستبعد أن يقبلوا بالإجماع تجميد السداد دون ضمانات قوية خصوصاً بعد ما نأت الحكومة بنفسها يوم الاثنين عن مشاكل الشركة.

ويمكن القول بأن أصول شركتي التطوير العقاري محل النقاش "نخيل"، التي بلغت محفظة مشاريعها نحو 110 مليارات دولار بنهاية عام 2008، و"ليمتلس" الأقل جذباً لاهتمام المستثمرين.

وهوت أسعار العقارات في الإمارة بالفعل بنسبة تقترب من 50 بالمائة منذ وصولها إلى ذروة الارتفاع العام الماضي، وسجلت التعاملات تحركاً متواضعاً ويتوقع بعض المحللين تراجعاً آخراً بنسبة 30 بالمائة.

وتشمل أصول شركة "نخيل" مشروع نخلة جميرا الأكثر تطوراً من حيث استكمال بناء ثلاث جزر صناعية على شكل نخيل قبالة ساحل دبي، ومشروع فندق اتلانتس المملوك مناصفة مع رجل الأعمال الجنوب أفريقي "سول كيرزنر".

وتقول "ليمتلس" والتي لم تكمل سوى مشروعات قليلة حتى الآن: "إنها تمتلك محفظة مشروعات تصل إلى 100 مليار دولار".

وقال كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي "جون سفاكياناكيس": "من يريد شراء هذه الأصول وبأي ثمن؟ إذا استمرت ظروف سوق العقارات بدبي في التدهور وستستمر في ذلك.. فيمكنهم الانتظار حتى تتدهور أكثر".

وفي المقابل فإن محفظة شركة "استثمار" تتراوح بين سلسة متاجر التجزئة الأمريكية الفاخرة "بارنيز" إلى ممتلكات في واشنطن ولندن، وتملك "انفينيتي العالمية" والتي تم استثناؤها أيضاً من خطة إعادة الهيكلة حصة في "ام.جي.ام ميراج".

وقال الخبير الاستراتيجي لمنطقة مجلس التعاون الخليجي لدى المجموعة المالية-هيرميس "فهد اقبال": "نحن مندهشون قليلا لاستبعاد استثمار العالمية من خطة إعادة الهيكلة".

وأضاف: "افترضنا أن شركة الاستثمار الخاص (استثمار) ستواجه بعض المشكلات المتعلقة بالديون نظراً لانخراطها في عمليات استحواذ تعتمد على الدين في الماضي".

وأكد حاكم دبي مجدداً الثلاثاء أن الحكومة ودبي العالمية كيانان منفصلان، موضحاً أن الشركات الأعلى قيمة في الإمارة مثل طيران الإمارات ودبي للألمنيوم لن تكون جزءاً من أي عمليات بيع.

وقال رئيس إدارة الأصول لدى "شرودرز" الشرق الأوسط "رامي سيداني": "مثل أي مؤسسة.. تدرك دبي أنها حققت بعض النجاحات العظيمة وسيكون من العار أن تتخلص منهم بأسعار زهيدة".

وطبقاً لمحللين فإن إجمالي أصول الإمارة قد تصل إلى ما يتراوح بين ضعفي وأربعة أضعاف ديونها، وقدرت مؤسسة التصنيف الائتماني "موديز" ديون دبي بنحو 100 مليار دولار.

وسيظل جيران دبي حذرين بالرغم من كونهم يمتلكون السيولة.

وقال العضو المنتدب لشركة جلف مينا للاستثمارات "هيثم عربي": "إنها محاطة بأصدقاء أغنياء وأبوظبي.. ولا يمكن للمرء أن يستبعد بعض التدخل.. تكمن المشكلة في توقيت وسعر الأصول التي سيقع عليها الاختيار".

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.