لبنان يحيي ذكرى الحرب الأهلية بمباراة تجمع 8 و14 آذار

تقام في لبنان مباراة رياضية غير اعتيادية تجمع على مدى 30 دقيقة وزراءً ونواباً من مختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية تحت شعار "كلنا فريق واحد" وذلك في المدينة الرياضية بالعاصمة بيروت اليوم الثلاثاء الساعة 6:30 مساءً.

وستقام المباراة في إطار الأسبوع الرياضي بذكرى 13 أبريل/نيسان 1975 يوم اندلاع الحرب اللبنانية، وقد أرادت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع لجنة الشباب والرياضة البرلمانية تحويلها إلى مناسبة لتأكيد الوحدة الوطنية والتعاضد وترسيخ السلم الأهلي، وتعميم ثقافة المحبة والسلام. وذلك وفقاً لصحيفة "القدس العربي" اليوم الثلاثاء.

وتعد هذه المباراة الأولى من نوعها، وقد يحضرها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي قد يقود الفريق الحكومي إضافة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد من سفراء الدول المعتمدين في لبنان، وبعض نجوم كرة القدم المحليين.

ووفقاً للصحيفة اللندنية، فقد انخرط بالتمارين عشرة وزراء ونواب تأكدت مشاركتهم في المباراة وهم: الوزير علي العبد الله (حركة أمل)، الوزير يوسف سعادة (تيار المردة)، والنواب: عمار حوري (تيار المستقبل)، أنطوان زهرة (القوات اللبنانية)، علي عمار (حزب الله)، سيمون أبي رميا (التيار الوطني الحر)، سيرج طور سركيسيان (حزب الهشناك الأرميني)، علي بزي (حركة أمل)، نديم الجميل (حزب الكتائب) وفادي الأعور (الحزب الديمقراطي اللبناني).

وقد ارتدى اللاعبون ثياباً ترمز بألوانها إلى لون أحزابهم وتياراتهم من الأحمر إلى الأخضر، فالأصفر. وظهر الوزراء والنواب في فيلم ترويجي ينشدون فيه النشيد الوطني، وعملت وسائل الإعلام المرئي على بثه.

وكانت فكرة المباراة انطلقت قبل فترة في اجتماع للجنة الشباب والرياضة النيابية وجرى تطوير الفكرة مع الوزير المختص، وعقد الطرفان مؤتمراً صحافياً في قاعة الرئاسة في مدينة بيروت الرياضية، بحضور رئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه. وأشار الوزير عبد الله إلى أنه من ضمن نشاطات هذا الأسبوع إقامة مباراة ودية بكرة القدم بتاريخ 13 أبريل/نيسان يشارك فيها وزراء ونواب لبنانيون من مختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية، موجهين للشباب خصوصاً وللشعب اللبناني عموماً رسالتين أساسيتين:

أولاً، إن الرياضة هي الوسيلة الأمثل لترسيخ وحدة اللبنانيين، ومن خلالها التأكيد على الروح الرياضية للتعاطي في ما بينهم.

وثانياً، إن حضور الوزراء والنواب على ارض الملعب لخوض مباراة رياضية جنباً إلى جنب تحت شعار "كلنا فريق واحد" هو بمثابة رسالة واضحة إلى كل الشعب اللبناني بضرورة أن "نبعد التشنج عن حياتنا اليومية ونضع حدا لكل هذه التحديات ونتجاوز الانقسامات التي تولد خلال حالات الاحتقان"

وقال الوزير عبدالله، 'لقد أردنا أن يتحول يوم 13 نيسان 1975 ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية المشؤومة، يوم بداية التشرذم والانقسام، إلى يوم 13 أبريل/نيسان 2010 يوم "الوحدة والتعاضد والتكاتف وترسيخ السلم الأهلي، والعمل كفريق واحد من اجل مناعة وتقدم هذا الوطن".

واعتبر الوزير عبدالله "أن الرياضة هي عنصر جمع بين اللبنانيين كافة وان مبدأ الروح الرياضية هو الذي يجب أن يسود في حياتنا اليومية وفي سلوكياتنا على كافة الأصعدة والمستويات. وإننا نتطلع ليصبح الأسبوع الرياضي محطة سنوية بحيث تتوسع فعالياته سنة بعد سنة ويكون عرساً رياضياً بكل ما للكلمة من معنى".

ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" فقد أكد رئيس اللجنة النيابية النائب أبي رميا "أننا سنسعى من خلال المناسبة الرياضية بالحضور المميز والمتنوّع للوزراء والنواب أن نوجّه رسالة إلى الشباب اللبناني للابتعاد عن التوترات والتشنجات، وألا يكونوا وقوداً في معارك السياسيين".

وأضاف النائب أبي رميا قوله، "بعدما وصلنا إلى مرحلة باتت تجري فيها لعبة كرة القدم بلا جمهور بسبب الصراعات التي تعقب كل مباراة، رغبنا أن نقول لشبابنا إن الرياضة يجب ألا تكون في خدمة السياسة بل العكس، ولهذا شكلنا فريقاً واحداً من كل الأفرقاء والألوان السياسية للقول إن لبنان يجمعنا والرياضة تجمعنا، ومن الضروري أن تنتشر ثقافة السلام والوحدة بين الشعب اللبناني الواحد".

ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد قبلان إلى "الاتعاظ من حادثة 13 نيسان (أبريل) الأليمة فيعود اللبنانيون إلى تعاليم أنبيائهم، وينسون ذكريات الحرب الفتنة وما خلفته من مصائب وويلات، وعليهم أن يلتزموا بالعقل والحكمة، ويقلعوا عن الفوضى والهمجية والتسيب والعصبية والأنانية، فينبذوا الطائفية والعصبية".