أوبك تحافظ على توقعاتها بشأن الطلب على الخام

رفعت "أوبك" تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2010 للشهر الثالث على التوالي، لكن أرقامها تظهر أن التعافي الاقتصادي لن يكفي لامتصاص فائض المعروض هذا العام.

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الشهري: "إن الطلب سيرتفع 950 ألف برميل يومياً في 2010"، وهو ما يزيد 50 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة.

وذكرت "أوبك"، التي تضح أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية، في التقرير أن المؤشرات الأخيرة على تحسن الاقتصاد العالمي مشجعة بشكل عام".

وأضافت: "إلا أن التوقعات للنمو الاقتصادي العالمي في 2010 تركت دون تغيير عند 3.5 في المائة، وذلك في ضوء عدم اليقين الحالي".

كان صندوق النقد الدولي قد رفع في أبريل/نيسان توقعاته للنمو العالمي إلى 4.2 في المائة في 2010.

وزادت "أوبك" في تقريرها توقعاتها للطلب على نفطها بواقع 40 ألف برميل يومياً مقارنة مع توقعات الشهر الماضي إلى 28.85 مليون في 2010، لكن تلك التقديرات ما زالت أقل بواقع 100 ألف برميل يومياً مقارنة مع العام الماضي.

وقالت المنظمة أيضاً: "إن إنتاج الأعضاء واصل الارتفاع في أبريل/نيسان ليقلصوا مستوى الالتزام بأهداف الإنتاج".

وتشير حسابات لرويترز تستند إلى أحدث بيانات "أوبك" إلى أن مستوى التزام الأعضاء الذين يخضعون لنظام حصص الإنتاج، وهم جميع الأعضاء عدا العراق، بالتخفيضات المتفق عليها والبالغة 4.2 مليون برميل يومياً، بلغ 51 في المائة فقط في أبريل مقارنة مع 52 في المائة في مارس/آذار.

وقال التقرير: "إن إجمالي إنتاج أوبك بما في ذلك إنتاج العراق بلغ 29.25 مليون برميل يومياً في أبريل، فيما يشير إلى فائض يتجاوز 400 ألف برميل يومياً في السوق هذا العام إذا صحت تقديرات المنظمة".

ورفعت "أوبك" توقعاتها لنمو إنتاج الدول غير الأعضاء هذا العام، حيث توقعت نمو الإمدادات من خارجها بواقع 530 ألف برميل يومياً بزيادة 30 ألف برميل يومياً مقارنة مع تقديرات الشهر الماضي.

ورغم الدلائل على وفرة المعروض بالسوق، بلغ متوسط الأسعار الشهر الماضي أعلى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2008، إذ لم يهبط مرة واحدة خلال الشهر دون 80 دولاراً للبرميل.

وقالت "أوبك": "إن متوسط أسعار خامات سلتها القياسية بلغ 77.20 دولار للبرميل حتى الآن في 2010 بزيادة 64 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام".

وفي حين كانت الأسعار بوجه عام فوق مستوى 75 دولاراً للبرميل الذي تعتبره المجموعة ضرورياً لتشجيع الاستثمار، إلا أن "أوبك" تخشى أن يتسبب ارتفاع الأسعار في الحد كثيراً من الطلب الذي تعتمد عليه لجني إيرادات مستقبلية.

وقالت "أوبك": "قطاع النقل الذي يشكل نحو نصف استهلاك النفط عالمياً يتجه نحو الاضطراب"، وأضافت: "إن برامج التحفيز الحكومية تدعم القطاع بشكل مصطنع".

وتابعت تقول: "أي زيادة كبيرة ودائمة في أسعار الوقود ستحد بالتأكيد من الطلب.. ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما في أنحاء العالم أيضاً".

وقالت المنظمة: "إن الانتعاش الاقتصادي أقوى نسبياً في القطاعين المالي والخدمي، بينما تأتي القطاعات كثيفة استهلاك الوقود في مرتبة متأخرة فيما يضعف الصلة التاريخية بين نمو الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع الطلب على النفط".

من جهة أخرى، ذكرت "أوبك" أن زيادة الاستثمارات المالية في النفط وغيره من السلع مازالت تدعم الأسعار، رغم أن التقلب في السوق خلال الأسبوع الماضي زاد علاقة المنظمة مع المضاربين تعقيداً.

وارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوى في 19 شهراً عند 87.15 دولار في الأسبوع الأول من مايو/أيار قبل أن تتراجع أكثر من عشرة دولارات مع تزايد المخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو.

وقالت "أوبك": "جاء هذا التقلب القوي رغم أن العوامل الأساسية الخاصة بالخام لا تزال دون تغير نسبياً، ومن ثم فهو يسلط الضوء على التأثير المستمر للمعنويات بالسوق المالية على أسعار النفط الخام".

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.