ناشطون لبنانيون لشركات التبغ: عيونّا عليكم

ترجل أربعة شباب من السيارة أمام مكاتب شركة التبغ "فيليب موريس" كل منهم كان يحمل في يده عدّته مسرعون نحو مدخل البناية حيث المكاتب ومسك أحدهم قطعة قماش مبللة بالماء ومسح "البلاك" من الغبار العالق عليه ما إن أنهي عمله حتى بادر رفيقه إلى تعليق لافتة معنونة "فيليب موريس.. نؤثر على الحكومات".

ووفقاً لصحيفة "الأخبار" اليوم الخميس، أنهى أولئك الشبان اللبنانيون عملهم، ووقف اثنان منهم فجأة كالمجسمات في واجهات المحال التجارية. من دون أن ينبسا ببنت شفة، فتحا لافتة أخرى وحملاها وقد كتب عليها "برلمان حر... من نفوذكم".

وتضيف الصحيفة اللبنانية اليومية قائلة إنه، إلى جانبهما، وقف شاب وفتاة متخفيين خلف عينين كبيرتين وقد حملا لافتة ثالثة "شركات التدخين عيونّا عليكم". في هذا الوقت، كان قد اجتمع عند المدخل عدد لا بأس به من "المتطفلين" ينظرون إلى "المفاجأة" التي حضّرها على حين غفلة شباب الرابطة العالمية للناشطين "إندي أكت»"أمام مكاتب "فيليب موريس" الإدارية في مبنى السوديكو سكوير، احتجاجاً على تدخل شركات التدخين في النقاشات التي تجري في المجلس النيابي لقانون منع التدخين في الأماكن العامة.

وبدا التحرّك وكأنه صدفة. وهذا ما أراده المنظمون، فكانت مفاجأة للداخلين إلى المبنى والخارجين منه. العيون شاخصة إليهم. كانت العبارات فقط توحي لهم بأنها احتجاج على شركات التبغ. ولكن ما أراد المنظمون إيصاله أعمق من ذلك. كانت رسالة إلى "فيليب موريس" التي تمثل الشركة الأكبر للتبغ هنا (في لبنان)، لتصل إلى شركات أخرى.

ونص الرسالة، هو تحذير تلك الشركات من التدخل "مباشرة أو غير مباشر في مشروع القانون الذي يناقش في لجنة الإدارة والعدل في البرلمان التدخين في الأماكن العامة". وتستند الرابطة في التحرك إلى اتفاقية منظمة الصحة الإطارية بشأن مكافحة التدخين ومعطيات "تشير إلى أن بعض النواب الذين يناقشون مشروع القانون يتلقون اتصالات من شركات التبغ".

ويقول وائل حميدان، المدير التنفيذي في إندي آكت. أكثر من ذلك "في شباط (فبراير) الماضي، وصلتنا معلومات مؤكدة عن أن بعض شركات التبغ شارك في نقاشات اللجنة في المجلس النيابي وهو مخالف للاتفاقية". وهي التي تنص على "ضرورة التيقظ لأي جهود تبذلها دوائر صناعة التبغ لكي تقوّض جهود مكافحة التدخين أو تخرّبها".

وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة "نحن من أكثر الدول التي فيها تدخين. معدل الفرد في استهلاك السيجار في لبنان هو الأعلى. الضرر المباشر على اللبنانيين من جراء التدخين كما ورد في إحدى الدراسات التي جرت مؤخراً في الجامعة الأمريكية في بيروت وفريق من الباحثين هو 55 مليون دولار، والذي هو بحجم نصف موازنة وزارة الصحة".

وكان لبنان أحد الدول التي وقعت على الاتفاقية العالمية للحد من التبغ العام 2005 لكنه اتخذ القليل من الخطوات في هذا الشأن. وتخوض الجمعيات المناهضة للتدخين في لبنان منذ سنوات معركة إقرار قانون منع التدخين الذي يتأرجح بين مطرقة المشرع وسندان شركات التبغ.