Tweet
نيويورك العربية!
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الخميس, 26 أغسطس 2010
تستكشف صحيفة نيويورك تايمز تراث نيويورك العربي العريق للتذكير بسطحية الجدل حول المسجد، وتحت عنوان "يوم كان الحي العربي مزدهرا وسط نيويورك"، كتب ديفيد دنلاب في نيويورك تايمز، سلام، تخيلوا كيف كان شارع واشنطن في نيويورك وهو الحي العربي الملقب ليتل سيريا (سوريا الصغيرة) على بعد خطوات من مبنى مجلس المدينة لكنه كان عالما مغايرا تماما.
كانت تغمر المكان رائحة القهوة القوية والتين وحلويات دمشق وبيروت واسواق للسجاد اليدوي ومصابيح نحاسية مع رجال يرتدون الطربوش الأحمر، وكانت النساء يرتدين غطاء رأس. وكانت تنتشر في الشوارع الهدى، الصحيفة العربية الرئيسية وقتها ، وكانت واجهات المحلات تحمل يافطات بالعربية مثل تلك التي كتب عليها رحيم وملحمي، وأخرى تشير إلى نور ومعلوف وأخرى سهادي وأخوانه.
ليست هذه حال الشارع الحالي حيث يمكن أن يبنى مركز اسلامي بالقرب من موقع المركز التجاري العالمي، بل ذلك كان حاله قبل عقدين من بناء المركز التجاري العالمي، وذلك هو تراثه.
تلاشى كل شيئ من الذاكرة مع الضجيج الإعلامي والجدل حول بناء مسجد في المركز الاسلامي، لكن شارع واشنطن كان قلب العالم العربي لأهل نيويورك العرب كما وصفته نيويورك تايمز في عام 1946 قبيل رحيل العرب من المنطقة بسبب بناء نفق بروكلين. كان الفلسطينيون يشكلون غالبية المسلمين هناك بينما كان أغلب السوريون واللبنانيون من المسيحيين.
شارع واشنطن كان موطنا لتجار عرب عملوا في مصانع وعلقوا يافطات لأعمالهم، وفقا لكتاب غريغوري أورفلي في كتاب الامريكان العرب The Arab Americans وكان بين هؤلاء العرب جدة أورفلي ذاته وهي نظيرة أورفلي التي وصلت إلى نيويورك من سوريا عام 1890.
جاء هؤلاء العرب بسبب الحروب والضرائب والمجاعة وأزمات اقتصادية دفعت بهم إلى العالم الجديد حيث تعايشت الحضارات وأحيانا كانت تتدافع وتتنافس وتحتك. وكان نداء الأمهات بالعربية يختلط بموسيقى الجاز الصادرة من أحياء قريبا أو أحاديث يونانية حيث كانت الجالية اليونانية قد استوطنت في شارع ليتل أثينا بالقرب من ذلك الحي. من حي سوريا الصغيرة تم تطويع آلة صف الحروف لينوتايب للحروف العربية من قبل الاخوين نعوم وسلوم مكرزل في صحيفة الهدى وكان نسيب عريضة يحرر فيها. هذه التطور كان له دور كبير في نمو الصحافة العربية وانطلاقها في الشرق الأوسط وفقا لما كتبته نيويروك تايمز عام 1948.
ويشير الكاتب إلى تماثل في التعاطي المتحيز مع العرب في حادثة قديمة، مع الجدل الدائر حاليا ضد بناء المسجد، إذ أنه ورغم وجود نخبة عربية مثقفة في نيويورك إلا أن وقوع شجار بين الاحياء مع الحي العربي قامت الصحيفة وقتها بوصف السوريين، بأصحاب العيون المتوحشة من حملة الأسلحة الفولاذية. ويقول أورفلي: " إننا نفشل في التعاطي مع العالم العربي بعقلانية لأننا نختزلهم فورا بمجموعة غير عقلانية".
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لإعلام
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في إعلام
آخر الأخبار
- تقنية: أي.فون الجديد يخيب آمال المستثمرين والمعجبين
- رياضة: الزمالك يحذر لاعبيه من الالتفات لترشيحات فوزه بكأس مصر
- سياسة واقتصاد: مصر تدرس حزمة تمويل من صندوق النقد ودول الخليج
- سياسة واقتصاد: "ميدي تريد" المصرية تشتري 45 ألف طن زيت طعام
- مواصلات: موانئ دبي العالمية تستثمر مليار دولار إضافية في لندن جيتواي