Tweet
حقائب المال!
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الأحد, 18 سبتمبر 2011
بعدما قرأت من أخبار خلال الأيام الماضية، كان لا بد لي من الحديث عن "حقائب المال" ودورها في عالم اليوم وفي سياساته، وأيضاً في المواقف الرسمية للدول والمنظمات، وحتى المواقف الشخصية للمسئولين.
قبل أيام اعترف مساعد سابق للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ورئيس وزرائه دومينيك دو فيلبان، بأنه نقل إليهما، خلال وجودهما في قمة السلطة "ملايين الدولارات في صورة تبرعات غير مشروعة من زعماء أفارقة". ففي شهادته المثيرة، قبل 7 أشهر من انتخابات الرئاسة الفرنسية صرح المحامي روبير بورجي بأنه سلم شيراك ودوفيلبان نحو 20 مليون دولار من رؤساء دول من مستعمرات فرنسية سابقة. وقال بورجي «إن التبرعات السرية للحملة الانتخابية كان يتم إخفاؤها في بعض الأحيان في طبول إفريقية أو في حقائب».
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن بورجي هذا كان أيضاً مستشاراً للرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، لكنه نفى أنه نقل إليه أموالاً نقدية، وهو نفي شكك فيه ساسة فرنسيون آخرون، من بينهم مؤيدون لدو فيلبان، الذي أعلن تحديه لساركوزي في الانتخابات التي ستجري في أبريل/نيسان المقبل، عقب سنوات من الخلافات الداخلية المريرة داخل الحركة الديغولية التي هيمنت لفترة طويلة على اليمين الفرنسي. ويواجه شيراك، الذي يعيش منذ سنوات في منزل فخم تملكه أسرة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في باريس، محاكمة اتهم فيها بإساءة استخدام أموال عامة عندما كان رئيساً لبلدية باريس، رغم أن الرئيس السابق (78 عاماً) غير لائق ذهنياً ليدلي بأقواله». وقد وصف بورجي نفسه في مقابلة صحافية بأنه «حامل الحقيبة» للرجلين.
وقال بورجي عن الزيارات المزعومة لمكتبيهما وهو يحمل حزماً من أوراق النقد «شاهدت شيراك ودو فيلبان وهما يقومان بعد النقود». وأضاف هذا المحامي، البالغ من العمر 66 عاماً، «إنه نقل النقود مخبأة داخل حقائب أو داخل حاويات مثل طبول إفريقية، وإن هذه الأموال تبرع بها زعماء السنغال وبوركينا فاسو وساحل العاج والكونغو والغابون»، ومازال رئيس السنغال عبداللـه واد، ورئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري في السلطة، ولم يصدر على الفور أي رد فعل من هؤلاء الرؤساء. وقبل أيام قليلة أيضاً، كشف وزير العدل المصري محمد عبد العزيز الجندي، عن تقرير خطير حول تورط عدد من الدول العربية المجاورة لمصر في تقديم أموال تفوق التصور، لبعض الجمعيات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني. وأوضح الجندي أن ما يحدث في الشارع المصري تحركه بعض الأيادي الخارجية والداخلية، وذلك بهدف تخريب المنشآت العامة ومؤسسات الدولة كما تستهدف انتهاك الأمن القومي للبلاد وترويع المواطنين، مشيرا في الختام إلى أن هناك أنظمة في دول محيطة، بمصر تخشى أن يتكرر فيها، ما حدث في مصر. وذات مرة أسر لي صديق صدوق، كيف أنه حمل مبلغ 100 ألف دولار أمريكي مرتين في حقيبة وسلمها إلى أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية في أعوام الثمانينيات، غير أن هذا المرشح لم يفز بالانتخابات حينها بسبب لون بشرته، وطبعا هذا حدث قبل 30 عاماً من تولي أوباما "الأسمر اللون" لسدة الرئاسة الأمريكية.
يبدو أن الجميع هذه الأيام منخرطون في لعبة حقائب المال القذرة هذه :حكومات ومسئولون، منظمات وأفراد، إرهابيون وثوار، بلطجيون وشبيحة،حقوقيون ونشطاء، صحافيون وصحافيات، إعلاميون وإعلاميات، محطات وجرائد وإذاعات. ولا بد أن هناك آخرين كثر منخرطون في هذه اللعبة القذرة، أليس كذلك؟!
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لبنوك واستثمار
-
لا يوجد مقالات حديثة