Tweet
طلال أبو غزالة:انتهى عصر العولمة
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الأحد, 18 سبتمبر 2011
الغرب الانتهازي
كما قلت في مقدمة هذا الحديث، وقبل أن تنطلق الاضطرابات في بريطانيا كان حديثي هذا مع أبو غزالة، ولكنه تحدث بالحرف عما حدث هناك وكأنه يراه في شريط مصور، تحدث أيضاً عن اليونان وبعض دول أوروبا الأخرى، وتوقع وقتها أن تكون الاضطرابات في بريطانيا الأكبر ومقدمة لاضطرابات في دول أوروبية أخرى. ولكنه أضاف "هذا يؤلمني ولكن الدول الغربية تدفع اليوم ثمن الحلول التي اتبعتها بعد الأزمة عندما نقلت المشكلة من القطاع الخاص إلى الحكومة، فقد اشترت الحكومات المؤسسات الفاسدة، واستدانت لتغطي عجوزات وديون هائلة، وأصبحت الدولة طرفاً في المشكلة".
ويضيف "إذا قلت لي ماذا كان عليها أن تفعل أقول لا أعرف بالضبط. ولكن الحقيقة أن النظام العالمي يعاني من مشكلات بنيوية حقيقية ويجب عدم إهمال ذلك، يجب إعادة إصلاح النظام المالي المتمثل بنظام اقتصاد السوق، المطلوب اليوم الانتقال من اقتصاد السوق إلى نظام السوق الاجتماعي.
وعندما نتحدث عن نمو في المؤشرات الرأسمالية المختلفة ونجد أن أغلب الشعب يزداد فقراً، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة جدية وعلينا مواجهتها لا الهروب إلى الأمام والبحث عن طرق أخرى للربح والثروة حتى لو اضطرنا ذلك للقيام بحروب عبثية جديدة ستزيد من كلفة الإصلاح الحقيقي. وأنا طلبت من على منبر الأمم المتحدة أن يتم التركيز على نظام السوق الاجتماعي، لأن الاقتصاد وجد أصلاً لخدمة المجتمع وبناء الحضارة لا الغرق في مستنقع رأس المال ونهب العالم من قبل قلة من المتنفذين الأقوياء.
يرى أبو غزالة أن الديمقراطية الكونية التقنية تساوي بين البشر واقتصاد المعرفة يسهم في صنع الديمقراطية عالمياً، فقد دخلنا عصراً له معايير ثروته وتفكيره، هذا سيسهم في نهضة سريعة للبشرية وسيتغير سلوك الدول والأمم نتيجة لذلك.
القوى الجديدة
"الاقتصاد الأمريكي يعتمد على ازدهار الصين وآسيا، لقد انتهى الزمن الذي نقول فيه عندما تعطس أمريكا يمرض العالم". هذا لا يعني غياب أمريكا، فهي ستبقى عاملاً رئيسياً في اقتصاد العالم لأنها أمة مبدعة في البحث العلمي ولديها إمكانات هائلة، والمستقبل للدول الكبرى: الصين والهند والبرازيل وروسيا، نضيف إيران وتركيا ومصر.
ويتوقع أبو غزالة أن التغير في موازين القوى عالمياً سوف يخدم القضية الفلسطينية، التي تشكل ربما العصب الأساسي للسياسات المحلية والعالمية في المنطقة، وعلى المدى المتوسط سوف تقتنع أمريكا أن مصلحتها ليست بالضرورة مرتبطة بإسرائيل.
والقضية الفلسطينية تُحل عندما يدرك العالم أننا أمام قضية احتلال وسيفهم العالم أن السلام ليس أمن إسرائيل بل إنهاء الاحتلال لأن الأمن يأتي بزوال الاحتلال. حول ذلك يبدو أبو غزالة متفائلاً ولكن ربطاً ببعض المتغيرات، ويعطي أمثلة على هذه المتغيرات بالقول:" مثلاً مصر متغير وإيران متغير وثورات المنطقة متغير والناحية الديمغرافية متغير ونهوض الشعوب وتعميم تقنية وثقافة تقنية المعلومات متغير أساسي. والمتغيرات الاجتماعية تتقدم مع هذه المتغيرات.
الأردن ومجلس التعاون
يعتقد أبو غزالة أن هناك معوقات ليست سهلة أمام انضمام الأردن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا المجال يرى أنه يجب الأخذ بالاعتبار مصلحة الطرفين، ويرى أنه من المبكر اليوم القول أن الأردن انضم إلى مجلس التعاون، ويقول:" ما يحث اليوم أن هناك دراسة وعملية تفاوض معقدة تتناول القوانين الجمركية وقوانين الضرائب، والتنقل بين دول التعاون. تخيل أن هناك دولة فيها 5 مليون فلسطيني، كيف سيصبح التنقل بينها وبين دول مجلس التعاون؟ يجب أن لا نتحدث وكأن الأردن قد انضم، لا توجد هناك نتائج واضحة حتى اليوم إلى حين تتم الموافقة على الطلب. هناك تعديلات كبيرة ستحصل حتى يجري الانضمام".
لا يوجد شيء اسمه العولمة
كانت العولمة كما اصطلح على تسميتها مرحلة قصيرة ومصطنعة، لم يعد هناك شيء اسمه عولمة، انتقلنا من العولمة إلى مرحلة جديدة، انتقلنا إلى مرحلة العلاقات الدولية إلى الشراكات الدولية، منذ جولة الدوحة الأخيرة حتى اليوم لم يصدر قانون جديد عن منظمة التجارة العالمية.
العولمة تعيش موتا سريرياً. العالم لم يكن قرية صغيرة في أي يوم ولن يكون كما كنا نسمع وما نزال، وكل الأدبيات الغربية لم تعد تذكر العولمة، هناك دول وشعوب وثقافات وتحالفات إقليمية وعالمية، لم يعد ينفع أن نقول هناك اتحاد أوروبي مثلا، هناك توجه للحمائية وبيانات الاتحاد الأوروبي تركز على الحمائية وليس على العولمة ومفاهيمها، هناك جملة تتكرر دائما لديهم، "لكل دولة الحق في أخذ سياسات حمائية تناسبها". هناك عودة إلى الماضي تحكمها علاقات دولية، وفكرة تحرير التجارة لم تعد في قاموس العالم. العالم يتجه إلى الشرق والجنوب، لأن الثروة تتجه إلى الشرق والجنوب، وهذا العالم يتجه إلى متغيرات جديدة هذا العالم المتغير يتطلب سياسات جديدة وسنكون أكثر دول العالم استفادة من هذه التغيرات.
تعليقات القراء (1 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لبنوك واستثمار
-
لا يوجد مقالات حديثة