Tweet
رياح الربيع العربي تهب على العالم
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الأحد, 18 سبتمبر 2011
من الولايات المتحدة وحتى أوروبا والصين، ألهم الربيع العربي الذي انطلق من ساحة التحرير وقبلها مع البوعزيزي في تونس، شعوب العالم لتقول كلمتها للساسة والمصرفيين: " البشر ليسوا بضائع في يد البنوك وأهل السياسة".
قبل عقدين تقريبا تمكن الفلسطينيون من تحويل كلمة عربية إلى العالمية وكانت " الانتفاضة" واليوم أدخل الشبان العرب عشرات الكلمات بل المفاهيم الجديدة إلى العالم أجمع، من "ساحة التحرير" وحتى الاستبسال المطلق أمام كل أنواع الأسلحة ليقولوا كلمتهم فهم ليسوا أرقاما ولا بضائع يتلاعب فيها الساسة وأصحاب البنوك.
هكذا قال الشبان الاسبان الذين انطلقوا أمس من مدريد إلى باريس ليقطعوا 1200 كم، وتجاهلهم الإعلام الذي تتحكم به بضعة شركات عالمية، لكن أنباء الإنترنت أصبحت أصدق من ذلك الإعلام، فهؤلاء حملوا لافتات تشكر تونس والبوعزيزي وخالد سعيد وساحة التحرير.
وها هي حركة الاحتجاج توشك على التحول إلى حركة أوروبية شاملة نتيجة انفصال الساسة ورجال الاقتصاد عن حركة الشارع وهموم الشعوب.
وفي الولايات المتحدة وفي لفتة اعتراف بدور الربيع العربي في إلهام الأمريكيين بهذه الاحتجات قام منظموا احتجاجات انطلقت أمس في وول ستريت في نيويورك بإطلاق اسم يوم الغضب وحملوا لافتات تقول:"التونسيون فعلوها ثم قام بها المصريون حان وقتنا نحن".
كل الأسئلة الخطأ عن الربيع العربي
بدلا من مواجهة القضايا الأساسية المعقدة التي تسببت في الانتفاضات في أكثر من بلد عربي، توجه بعض وسائل الإعلام أسئلة مثيرة وسطحية باتجاهات خاطئة كليا، مثل دور هجمات سبتمبر ومنظمة القاعدة الإرهابية في إشعال الانتفاضات في بعض الدول العربية. رغم أنه لا علاقة لأي من هذه سوى التأثير غير المباشر للحرب على الإرهاب التي استخدمت ذريعة للإفراط في إذلال الشعوب وإهانتها باسم الحرب المقدسة على الإرهاب.
فالسؤال الأهم هو عن دور السياسة الأمريكية الرعناء في الربيع العربي. ولكي لا يساء فهم ذاك السؤال ويوضع في نطاق نظرية المؤامرة التي يطيب للبعض اختلاقها واعتبار أن الانتفاضات العربية تحركها الولايات المتحدة، لا بد من القول إن حماقة السياسة الأمريكية هي التي تسببت بالأزمات التي أشعلت شرارة الانتفاضة في أكثر من بلد عربي.
فالولايات المتحدة التي تخنقها أجنحة أخطبوطية لشركات السلاح وتفرض أجندتها الخاصة على أي إدارة فيها لا يمكن أن تعيش بدون حروب ونزاعات وقلب للأوراق.
فحين تتغول بعض الأنظمة ضد شعوبها ومعارضيها، بمباركة أمريكية تحت عنوان مكافحة الإرهاب والتشدد، يصل القمع إلى مستويات لا تحتمل في تلك الدول.
ستظهر قريبا في ليبيا الكلفة البشرية للتدخل الأمريكي ضمن حرب الناتو على نظام القذافي الاستبدادي، وفي العراق لن يتم قريبا حساب كلفة الحماقة الأمريكية حيث يزيد الآن عدد المعاقين على ثلاثة ملايين نصفهم أصيبوا بسبب الاحتلال الأمريكي.
ويضيع سؤال حيوي آخر وهو جردة حساب للخاسرين والرابحين، لكن المحتجين في هذه الانتفاضات لا يهمهم شيء سوى تخريب النظام القائم إن لم يتمكنوا من إصلاحه، فهم يريدون عقدا جديدا.
لا تثمر الأشجار في الربيع بل تتفتح الزهور فقط وقد تسقط بعضها لكنها ستثمر لا محالة، أما الماكرون فسوف ينتظرون التوقيت المناسب للحصاد، لعلهم يرثون كل شيء، إن بقي شيء.
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لثقافة ومجتمع
-
لا يوجد مقالات حديثة