الأزمة الاقتصادية تقدّم فرصًا لروح المبادرة بالأعمال الحرة

في إطار التدهور الاقتصادي الحالي، تعتبر إحدى أهم الأدوار التي يمكن للحكومات وكبار رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني أن تضطلع بها هو اتخاذ إجراءات تغذية روح المبادرة بالمشاريع.

أصدرت اليوم مونيتور غروب (Monitor Group) إحدى الشركات العالمية الرائدة في قطاع الخدمات الاستشارية، تقريراً بعنوان "الطرق إلى الازدهار؛ تعزيز روح المبادرة بالمشاريع في القرن الواحد والعشرين،" وهي دراسة استطلاعية تعد الأولى من نوعها تعتمد على استقصاء ومقابلة أصحاب مشاريع من 22 دولة لتحديد المواقف والسياسات المهمة اللازمة لروح المبادرة بالمشاريع لكي تزدهر في مناطق مختلفة من العالم.

ومع أن الدراسة خلصت إلى عدم وجود جواب موحّد يناسب الجميع حول كيفية تشجيع روح المبادرة، قامت بتحديد العوامل الرئيسية ومكّنت البلدان والمناطق والمدن في مختلف أنحاء العالم من فهم ظروفها الخاصة بشكل أفضل ونشر برامج وسياسات أدت لنجاح المبادرة بمشاريع ذات معدلات نمو مرتفعة في بيئات مماثلة. وبتحديد المسائل الأكثر أهمية في كل منطقة، والمسائل الأقل أهمية التي تساعد على حفز روح المبادرة، تسمح الدراسة لصانعي السياسات وضع الأولويات المجدية التي من شأنها أن تساعد على تشجيع أصحاب المشاريع في هذا الوقت من التدهور الاقتصادي.

وقال بيدرو أربوليدا، الشريك لمجموعة "مونيتور غروب" ومؤلف مشارك في التقرير: "في الوقت الذي تقوم به الدول حول العالم بمناقشة خطط تقديم الحوافز وخطط الإنقاذ، هناك استراتيجية بالغة الأهمية ينبغي لجميع الحكومات أن تبحث عنها وهي كيفية تشجيع رجال الأعمال على الصعيد المحلي من خلال تطبيق سياسات محددة، حددها أصحاب المشاريع أنفسهم بأنّها مهمة بشكل غير متناسب لضمان خروج الشركات الجديدة القابلة للاستمرار، من الأزمة الحالية ".

وتتناقض نتائج الدراسة الاستطلاعية مع الحكمة التقليدية بشأن تنظيم المشاريع، حيث تتضمن النتائج الرئيسية للتقرير ما يلي:

• سيطرة روح المبادرة بالأعمال الحرة على تفكير السكان- حسب تعريف قيم محددة مثل الفردية والاعتقاد بشرعية روح المبادرة بالمشاريع كاختيار وظيفي والقدرة على التعافي بسرعة ودون وصمة اجتماعية مفرطة من محاولة فاشلة لقطاع الأعمال. وبالإجمال، تبرز أهمية العناصر الثقافية أكثر من غيرها من المؤشرات في المساعدة على تفسير أداء الأعمال الحرة في منطقة ما.

• الحاضنات وصناديق رأس المال الاستثماري والأعباء الإدارية ليست بالأهمية التي هي عليها. وفي حين بقاء الرأسمال المجازف مهماً لنمو أعمال تجارية جديدة، فإن الرأسمال الأساسي هو الذي يقرر في نهاية المطاف ما إذا قد تمّ في المقام الأول تكوين هذه الأعمال التجارية.

• أظهر تمويل الاستراتيجيات مثل التداول العام والنواتج العرضية والاستحواذ على الشركات وجود علاقة ترابط عالية مع المستويات الفعلية لروح المبادرة بالأعمال الحرة في جميع أنحاء العالم. وبصرف النظر عن هذه الاستراتيجيات التي تشكل مصدر تمويل فعال للتوسع، فإن الاحتمال الوحيد للتداول العام هو بمثابة حافز قوي لأصحاب المشاريع المحتملين، حيث يعدهم بمكافآت كبيرة جدا مقابل المخاطر والجهود الكبيرة التي يجب أن يتخذوها لإطلاق أعمالهم.

• من المرجح أن يكون تخفيض الضرائب على الدخل وزيادة الاستقطاعات من أجل روح المبادرة بالأعمال الحرة وتقديم الحوافز المناسبة لتسويق البحث والتطوير أثر أكبر بكثير من بناء حاضنات الأعمال، أو تبسيط العمليات الإدارية والتنظيمية.

• تعليم مهارات روح المبادرة بالأعمال الحرة على جميع المستويات التعليمية، انطلاقا من المدرسة الابتدائية حتى الجامعة، له تأثير هام على مستوى روح المبادرة بالمشاريع في جميع أنحاء العالم. كما أن إنجازات الدول التي تنتج أكبر عدد من العلماء والمهندسين في هذه الأيام تتحدث عن نفسها. وعلى نفس القدر من الأهمية، يجب ذكر البلدان التي تنتج أصحاب المشاريع التجارية الذين يطلقون المشاريع التي سيعمل فيها معظم هؤلاء العلماء والمهندسين.

"الطرق إلى الإزدهار" تدعو النتائج المتراكمة من دراسة قياس روح المبادرة بالمشاريع لمجموعة "مونيتور غروب" وهو مشروع متعدد السنوات، إلى تحديد وقياس نقاط الضعف الرئيسية في بيئات المشاريع الخاصة في جميع أنحاء العالم. وأسفرت الدراسة التي أجريت في 22 بلدا حتى الآن، عن مجموعة غنية من النظرات الثاقبة حول الحواجز المهمة التي تواجه رجال الأعمال حالياً في مختلف مناطق العالم.

وبالإضافة إلى ذلك ، عملت مونيتور على أكثر من 150 مشروع تنمية اقتصادية وإقليمية، مما قاد إلى فهم شامل للتجمعات الصناعية. ولتسهيل هذه العملية، قامت مونيتور برسم بياني استخدمت فيه 94 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقسماً حسب مجموعات الصناعات التنافسية.