الامارات تواجه تحديات كبرى لادارة ازدهارها وسط الأزمة العالمية

تواجه دولة الامارات العربية المتحدة تحديات كبرى في ادارة المجال الجوي المزدحم وتطوير الطاقة النووية وحماية موجوداتها القيمة من النفط والغاز وفقا لشركة استشارية رائدة في الهندسة وادارة الأمان والمخاطر تعمل في المملكة المتحدة والشرق الاوسط.

وقال بات لوليس الرئيس التنفيذي لشركة اي اس آر تكنولوجي:" تمتعت الامارات العربية المتحدة وهي ثاني اكبر اقتصاد عربي بسبع سنوات من النمو المستمر تجاوز 2.5% وضاعفت اقتصادها في عقد، الا انها وكما هو حال جميع الدول التي حققت نموا قياسيا كالذي حققته الامارات تواجه الآن فترة من التفكر والتماسك".

واضاف:"تتزامن فترة النمو الاقتصادي غير العادي لدول الخليج العربي مع واحدة من اقسى فترات التباطؤ للاقتصاد العالمي وهو ما يمثل تحديات يجب مجابهتها".

وقال لوليس في مقال نشره في صحيفة اميرتس بزنس 24/7:"ليس سرا بأن المجال الجوي الاقليمي مزدحم وان هذه المشكلة ستتفاقم بإنشاء مطارات جديدة وبنمو حركة الطيران في الخليج وآسيا وتقادم الانظمة التقنية".

ويترتب على الطائرات التي تدخل مجالا جويا مزدحما ان تحوم لفترات طويلة انتظارا لمنحها اذن الهبوط. ويوضح لوليس قائلا:" ان طائرة من طراز ايرباص 330 تحرق خلال نموذج الهبوط التقليدي حوالي 5000 كيلوجرام في الساعة من وقود الطائرات وبالتالي فإن تحويمها في انتظار الهبوط لفترة طويلة يزيد من تكاليف الرحلة ناهيك عن تأثير ذلك على البيئة".

واضاف:" بالتالي هناك حاجة ملحة لتقوم السلطات الاماراتية بوضع خطط استراتيجية مفصلة كي يتم تحقيق طموحات المنطقة بالكامل. والعوامل التي تؤدي لازدحام المجال الجوي تتتجاوز حدود الامارات ما يجعل التعاون على المستوى العالمي امرا شرطيا لتصبح الامارات المركز الدولي الذي تصبو اليه عن جدارة".

يشار الى ان اي اس آر تكنولوجي كانت سابقا قسم الهندسة والسلامة والمخاطر لشركة ايه اي ايه تكنولوجي التي تشكلت من الذراع التجاري لهيئة الطاقة النووية البريطانية. ويشيد لوليس بخطط الحكومة الاماراتية لتقييم الطاقة النووية المدنية التي فصلت في الورقة البيضاء الممتازة:"سياسة في الامارات العربية المتحدة في تقييم الطاقة النووية السلمية وتطويرها المحتمل".

واشار لوليس الى ان تلك السياسة مبنية على ست قواعد تشمل الالتزام "بأعلى معايير السلامة والأمن" ودراسة "برنامج نووي محلي سلمي بصورة تضمن استدامة مثلى طويلة الأمد".

واضاف لوليس قائلا:"هذا امر مشجع للغاية الا انه يترتب التأكيد على الدور المهم الذي يجب ان يلعبه المشرع النووي اذا ما أريد لتلك الطموحات الممتازة ان تتحقق. اذ على المشرع النووي ان يفرض معايير صارمة بالنسبة للتراخيص والتشريعات لضمان تطبيق شروط السلامة خلال مراحل التصميم والانشاء والتشغيل والصيانة وانتهاء التفويض".

وقال لوليس:"التحديات ستتفاقم بنوايا الاعتماد على اكثر من مصدر طاقة نووية مدنية عالمية لتوفير الحلول. وستشمل القضايا الرئيسية المدى الذي تلبي به التصاميم شروط السلامة وضمان تنفيذ الاعمال الانشائية وفقا لشروط التصميم. والأكثر من ذلك سيحتاج المشرع النووي ان يضمن وجود ترتيبات مناسبة لخطط الطوارىء وان يتم فحصها بصورة حاسمة".

ووفقا للوليس فإن التقلب الحالي لأسعار النفط وتأثير ذلك على قطاع النفط والغاز في الامارات يمثل تحديا آخر متمثلا في الدور المركزي الذي يجب ان تلعبه ادارة سلامة الاصول في وضع استراتيجيات للتعامل مع الازمة الاقتصادية الحالية.

وقال:"لاحظنا نحن في اي اس آر تكنولوجي مؤخرا طلبا مرتفعا على خدماتنا الخاصة بسلامة الاصول. واذا وضعنا الأمر في سياق منطقة الخليج، هناك حوالي 1100 مشروع لإطالة عمر مصانع ومرافق النفط والغاز والبتروكيماويات القائمة تصل قيمتها المجمعة الى حوالي 950 مليار دولار".

واضاف:" كما لاحظنا مؤخرا اتجاها من بعض الشركات لتأجيل او ابطاء او في بعض الحالات الغاء مشاريع قائمة لمواجهة الاحتياجات المالية قصيرة الامد. ونحن نعتقد بأن هذا اتجاه لجميع القطاعات، ومع فهم دوافع ذلك فإننا نشير بقوة الى ان مثل هذه الاجراءات هي في افضل حالاتها غير مجدية".

وقال:" ان خفض وتيرة الأعمال او تجميد كل شيء مع وجود اصول تتفاقم حالتها سوءا ليس بالاستراتيجية الناجحة وستقود الى التعطل وفقدان الانتاج وفي بعض الاحالات الى فقدان الارواح".