الداخلية السعودية تطلق نظامًا أمنيًا جديدًا يشمل النساء وهيئة الأمر بالمعروف

"المواطن هو رجل الأمن الأول" مقولة تجد طريقها إلى أن تتحول إلى نظام أمني جديد تم إطلاقه في السعودية تحت اسم الشرطة المجتمعية. وسيكون الباب مفتوحاً لهذه الشرطة بأن تشمل النساء السعوديات ولكن لن يستطعن حمل السلاح.

وبحسب ما ذكره وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز فإن النظام الجديد يهدف إلى "تعزيز علاقة رجال الشرطة مع مؤسسات المجتمع الأخرى خاصة الأسرة".

وستهتم الشرطة المجتمعية بحل المشكلات الفردية والصراعات، واستحداث وتطوير آليات تكوين أصدقاء الشرطة والعمل التطوعي، وتثبيت القيم الايجابية في المجتمع ومحاربة العادات الضارة، مثل الانحراف والإدمان.

ويعدّ هذا الدور الذي ستلعبه الشرطة المجتمعية هو نفس الدور الذي تقوم به الهيئة الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي طالما عرفت باسم "الشرطة الدينية" في السعودية.

ونفى مدير الأمن العام السعودي الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني في تصريحاته في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول الثلاثاء في الرياض بأن يكون تطبيق نظام الشرطة المجتمعية هدفه القضاء على الهيئة، مشيراً إلى أن رجال الهيئة سيكونون جزءاً من الشرطة المجتمعية.

وعن مشاركة المرأة في حال تطبيقها وتعلم السلاح، أوضح الفريق القحطاني أن "السلاح له أهله" ولم تصل الأمور إلى إشراك المرأة في هذا الأمر، مشيراً إلى أن التجربة ناجحة في دولة اليابان وماليزيا وسنغافورة.

ويتضمن النظام الجديد افتتاح مركز للشرطة المجتمعية في كل حي سكني أو في أي تجمع سكاني ليتولى حفظ الأمن بالتعاون مع السكان في مختلف الأحياء والتجمعات بهدف تدعيم العمل الاجتماعي في جهاز الشرطة، وتحسين علاقة الشرطة بالمجتمع، وكسر الحاجز النفسي لدى المواطنين والقضاء على مسببات الخوف من رجل الشرطة.

ولم يذكر القحطاني في المؤتمر الصحفي الآليات والحيثيات للنظام الأمني الجديد الذي لا يزال مبهماً عند كثير من الناس.

وسينظم الأمن العام السعودي ندوة يوم الأحد المقبل لتعريف المجتمع بمفهوم الشرطة المجتمعية تحت عنوان "الأمن مسؤولية الجميع" لمدة أربعة أيام بمدينة الأمن العام بالرياض بمشاركة 40 باحثاً ومختصاً من علماء الشريعة والقانون وباحثون في علم الاجتماع وخبراء أمنيون وباحثون إعلاميون.

وأشار الفريق القحطاني إلى أن النظام الجديد يهدف إلى كسر الحاجز النفسي لدى المواطنين والقضاء على مسببات الخوف من رجل الشرطة بالإضافة إلى حل المشكلات الفردية والصراعات والخلافات بأسلوب الوفاق الاجتماعي، وتفعيل دور الأسرة في الوقاية من الجريمة.

يذكر أن المديرية العامة للأمن العام أعلنت في وقت سابق وعلى لسان مساعد المدير العام لشؤون التخطيط والتطوير اللواء سعد الخليوي، عن قرب الانتهاء من مشروع وصفه بـ"المهم"، تدور فكرته حول كيفية جعل رجل الأمن السعودي إيجابيا في تعامله مع الجمهور، حيث أقر مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير، بوجود جفاء في العلاقات التي تربط بين رجال الأمن وعامة الجمهور، كانت مسيطرة على المشهد المجتمعي منذ فترة من الزمن، إلا أن الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية منذ 12 مايو 2003، ساهمت في إزالة هذه الفجوة.