عالم لذيذ

وفي 1930 اتصلت جمعية البن البرازيلية بنستله بهدف إيجاد منتجات جديدة تساعد على استغلال فائض البن عندها. وبفضل دراية نستله العميقة، وتوفر عنصري الخبرة والكفاءة المتمثلين في العلماء من أمثال ماكس مورغنثالر، جرى العمل على تطوير قهوة جافة سريعة التحضير في أبحاث علمية استمرت ثماني سنوات.

وفي عام 1938 طرح منتج نسكافيه ليلاقي نجاحاً منقطع النظير، وليغيّر مفهوم وعادات العالم فيما يتعلّق بالقهوة. نجاحات نستله لم تتوقف عند هذا الحد، بل توالت بطرح شاي نستي في الأربعينات.

وفي 1947 اندمجت الشركة مع أليمنتانا س.أ، الشركة المنتجة لمنكّهات وشوربات ماجي، ثم قامت بشراء كروس آند بلاك ويل الشركة البريطانية المنتجة للأغذية المعلبة والمحفوظة عام 1950، وفيندوس للأغذية المثلجة (1963)، وعصائر ليبيز (1971) وستوفرز للأطعمة المثلجة.

وأخيراً عام 1974 قررت إدارة نستله التوسع خارج نطاق المواد الغذائية، فباتت مساهماً رئيسياً في لوريال، عملاق منتجات التجميل العالمية. وفي 1992 دخلت نستله حلبة المياه بشرائها بيرييه وغيرها من الأسماء الكبرى.

تشكّل الأبحاث والدراسات قاعدة أساسية للتطوير في نسلته. فبالإضافة إلى صفقات الشراء والاندماج الضخمة المستمرة لدعم النمو، ساهمت أبحاث نستله بشكل كبير في تطوير منتجات جديدة مثل ميلو، نستي، نسكويك، نان، ياس، نسبريسو، أل. سي. آي، ونستله بيور لايف.

اليوم تعدّ نستله شركة المنتجات الغذائية الأولى في العالم، إذ تقوم شبكة الأبحاث والتطوير التابعة لها بالإشراف على منتجات يتم تحضيرها في أكثر من 500 مصنع بـ84 دولة حول العالم.

ولكون اهتماماتها غذائية في المقام الأول، فإن نستله حريصة على تلبية أذواق المستهلكين والاستجابة لاحتياجاتهم الغذائية مع المضي في إرساء معايير جديدة ومواكبة المتغيرات الجديدة بهدف واحد لا يتغيّر: إرضاء المستهلك.

إلا أن نستله كغيرها لم تسلم من الانتقادات وحتى الفضائح التي وصلت أحياناً إلى حد سحب منتجاتها من السوق أو مقاطعتها. في العام 2000 أصدرت محكمة إيطالية حكماً بسحب أحد أنواع حليب الأطفال الذي أثير شك حول احتواء الأوعية التي يحفظ بها الحليب على مواد ITX السامة.

بالإضافة لذلك كان للعرب والمسلمين خصوصاً خلافاً مع نستله. أولاً بسبب بعض الشائعات الغريبة التي لا يعلم صحتها أحد بعد التي تقول باحتواء حليب نستله وبعض أنواع الشوكولاتة التي تنتجها على مادة تستخرج من بنكرياس الخنزير. الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين والذي اعتبروه غشاً. حيث أنه على الشركة الإعلان عن ذلك صراحة مراعاةً لحرية المستهلك المسلم.

كما أنه هناك مسألة التعامل التجاري لنستله مع «إسرائيل». حيث تملك 50.1 % من شركة الأغذية «الإسرائيلية» أوسم Osem، وقد أعلنت شركة نستله حسب وكالة رويترز عام 2000 أنها سوف تستثمر ملايين الدولارات لتشغيل مركز بحث وتطوير لها في الكيان الصهيوني. هذا مع العلم أن شركتي نستله وأوسم تنتجان الأغذية بصورة مشتركة في مصنع لهما في بلدة سديروت في صحراء النقب.

وبسبب تقديرها الكبير لدور نستله في دعم الاقتصاد الصهيوني، قامت حكومة رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق نتنياهو عام 1998 بتقديم جائزة جوبلي لممثل الشركة بيتر برابك ليتمات، وجائزة جوبلي هي أرفع جائزة تقدمها دولة الكيان الصهيوني للأشخاص والمؤسسات المعترف بدورها الكبير في تقوية الاقتصاد الصهيوني.