في جعبة القوى العظمى في العالم الكثير لإيران

أفادت وثيقة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء بأن إيران ستحصل على دعم في مجالات الطاقة النووية والتجارة والمالية والزراعة والتقنية العالية في حال انصياعها لمطالب القوى العالمية وموافقتها على وقف تخصيب اليورانيوم .

وتشير نسخة من الصفقة المقترحة إلى أن العرض الذي تم تقديمه لإيران السبت يتضمن منح إيران فرصة للعودة إلى الحظيرة الدولية بعد أعوام من العزلة بسبب برنامجها النووي الحساس.
ومن بين أهم فقرات الصفقة، عُرض على إيران حصولها على دعم لبناء "مفاعل للمياه الخفيفة يقام بأحدث ما وصلت إليه التقنية من وسائل" بالإضافة إلى "منحها ضمانات قانونية تحصل بموجبها على إمدادات من الوقود النووي.

و"مع استعادة الثقة الدولية بها تدريجياً" ستحصل إيران على دعم للبحوث والتنمية في مجال الطاقة النووية ومساعدة في معالجة وقودها المستهلك ومخلفاتها النووية.

كما تعرض الصفقة التي تم تحديثها عن صفقة سابقة قُدمت لإيران في يونيو/حزيران من عام 2006 ، دعم إيران "لكي تلعب دوراً مهماً وبنّاءً في الشؤون الدولية".

كما أنها ستلبي مطالب إيران بالتعاون معها في "مسائل الحد من انتشار الأسلحة النووية والأمن الإقليمي والاستقرار"، إضافة إلى إقامة مؤتمر حول القضايا الأمنية في الشرق الأوسط.

وذكرت الوثيقة أن التوصل إلى حل لقضية إيران النووية من شأنه أن يسهم في "تحقيق الهدف المتمثل في أن يصبح الشرق الأوسط خالي من أسلحة الدمار الشامل، ومن الطرق المستخدمة في إدخالها للمنطقة".
ومن المعروف أن إيران توجه منذ فترة طويلة انتقاداً لاذعاً لإسرائيل بسبب امتلاكها أكداس من الأسلحة النووية، وهو ما لم يقع تأكيده أو نفيه.

ودعت الصفقة إلى القيام بتحركات باتجاه تطبيع علاقات إيران التجارية والاقتصادية مع بقية دول العالم عن طريق المساعدة في انضمام طهران إلى "المنظمات الدولية بما فيها منظمة التجارة العالمية".
كما دعت إلى تقديم العون إلى إيران لتصبح مكتفية ذاتياً "من ناحية الغذاء من خلال التعاون في تقديم التقنية الحديثة والمشاريع المدنية المقترحة في مجال حماية البيئة والبنية التحتية والعلوم والتقنية".
واقترحت إمكانية إزالة القيود المفروضة على الشركات المصنعة التي تصدر الطائرات إلى إيران.
ودعت الصفقة إلى مساعدة الإيرانيين في الانخراط ضمن دورات تدريبية في الدراسات الهندسية والزراعية والبيئية.

وقالت أنها ستساعد إيران في تنمية قدراتها على القيام بالاستجابة المناسبة في أوقات الكوارث مثل الزلازل التي عانت إيران منها كثيراً في الماضي، والحالات الطارئة الأخرى.

وقد عرض الصفقة على إيران السبت رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا نيابة عن كل من بريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة.

وقال أحد كبار المسؤولين السبت أن الصفقة "لا تختلف كثيراً" عن تلك التي تم تقديمها قبل عامين، إلا أنها تتضمن "المزيد من التفاصيل" حول التعاون في مجال الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية، مثل تقديم ضمانات حول إمدادات الوقود.

وعلى الرغم من أن إيران لم تقدم إجابة رسمية لحد الآن، فأنها قالت الثلاثاء أن أي مطالبة بإيقاف نشاطاتها النووية الحساسة تعني التجاوز على "خطوطها الحمراء".