" العدل" السعودية تطالب بإبطال زواج طفلتين ومعاقبة والديهما

أكد مسؤول بوزارة العدل السعودية ببطلان وفساد زواج طفلتين سعوديتين أحدهما في الرابعة عشر والأخرى في الحادية عشر، وطالب بمعاقبة والديهما والمأذون الذي عقد النكاح لأن نكاحهما كان "شغاراً" الذي يحرمه الإسلام.

وأكد الشيخ عبدالمحسن العبيكان مستشار وزير العدل وعضو مجلس الشورى في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "عكاظ" السعودية الصادرة يوم أمس الاثنين بأن نكاح الطفلتين شيخة (14 عاماً) وعبير (11 عاماً) فاسد وباطل.

وعلل العبيكان ذلك لأن الطفلتين تزوجتا عن طريق المبادلة بين الأباء بدون مهر وهو ما يعرف بنكاح "الشغار" الذي كان شائعاً عند العرب في الجاهلية وحرمه الإسلام. بالإضافة إلى أنه تم إجبار الفتاتين على الزواج من آبائهما بعضهما البعض وهذا أيضاً ضد حرية المرأة في الإسلام.

وفكرة نكاح الشغار تقوم على مبدأ مبادلة الزوجات بين طرفين بحيث يأخذ الأول الزوجة من الطرف الثاني مقابل أن يتزوج الثاني بزوجة من الطرف الأول، بدون تقديم أي مهر.

وحرم الإسلام نكاح الشغار بالكلية نظراً لإمتهان المرأة فيه إذ يتم مبادلتها وكأنها مجرد سلعة في مقابل مرأة أخرى.

وما حدث مع شيخة وعبير يتلخص في أن والدي شيخة وعبير قررا بأن يتزوج كل منهما ابنة الاخر دون مهر أو موافقة. وكانت صحيفة "عكاظ" قد انفردت بنشر القصة يوم الجمعة قبل الماضية.

وكان من المنطقي أن تعترض أمهات الطفلتين شيخة وعبير على هذه الزيجة، ولكن الأمهتان كانتا مطلقتان من الأبوين الذين قررا إنجاز العرس في سرية تامة بدون علم الأمهات.

وطالب العبيكان القاضي المسؤول عن القضية بتأديب الولي الذي يزوج ابنته بالإجبار ورفع ولايته عنها.

وأضاف "على القاضي التفريق بين الزوجين وإحالة القضية الى المحكمة الجزائية لإيقاع العقوبة على الأبوين ورفع الولاية عنهما وإحالتها الى من بعدهما."

وأشار العبيكان الى ان الطفلة البالغة 11 عاماً اذا كانت بالغة وعاقلة وتستطيع التمييز وكانت موافقتها طوعاً من نفسها يجوز زواجها اما اذا اجبرت فإن العقد يفسخ.

وشدد العبيكان على محاسبة المأذون الشرعي الذي عقد النكاح وأبانت فيه احدى الفتيات عدم موافقتها وتجاهلها بتشديد العقوبة عليه وسحب الترخيص منه.


وكانت والدتا شيخة وعبير قد تقدمتا بشكوى الى محافظة الطائف والمحكمة الشرعية وجمعية حقوق الانسان ضد زوجي ابنتيهما وطليقيهما تطالبان فيها بفسخ العقد وإبطاله كونه كما تقولان تم دون رضا الفتاتين كما تم "شغاراً" بأن استبدل كل منهما ابنة الآخر لتكون زوجة له دون مهر أو موافقة.

كما طالبتا بإسقاط الولاية عن والدي شيخة وعبير لعدم احساسهما بالأمان مع والديهما خصوصاً انهما ستتعرضان للعديد من المتاعب معهما مستقبلاً حيث تلقت الفتاتان تهديدات متكررة من والديهما اللذين توعداهما بالويل والثبور بعد الخروج من دار الحماية التي تقيمان فيها حالياً.