قنصل ايراني في دبي: جواسيسنا تخترق أمن الخليج بسهولة

قال دبلوماسي ايراني منشق ان لدى الجمهورية الاسلامية شبكة من العملاء والخلايا النائمة في دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لزعزعة استقرار هذه الدول اذا ما اقتضت مصالح طهران ذلك.

وقالت جريدة القدس العربي نقلا عن جريدة جلف نيوز الاماراتية أن دعوات خليجية حذرت مؤخرا من تدخل ايران في المنطقة حيث اكد احد اعضاء البرلمان الكويتي وجود اكثر من 25 ألف جندي من "فيلق القدس" الإيراني داخل الكويت".

وقال السفير الايراني المنشق عادل الاسدي للصحيفة من منفاه في ستوكهولم ان "ما يمكنني قوله هو ان ما حكي عن وجود جواسيس ايرانيين في الكويت صحيح، كما ان لايران حضورا سريا في دول مجلس التعاون الخليجي الست".

وكان الاسدي الذي عمل قنصلا لايران في امارة دبي، يرد على تقارير من الكويت تتحدث عن وجود شبكة ايرانية مستعدة لزعزعة الحكومة في هذا البلد.

وذكر الاسدي ان "ايران درجت على ارسال (العملاء) عبر بلد ثالث كما انها كانت توصي سلطات (المرافق الحدودية) بعدم ختم جوازات السفر عند دخولهم وخروجهم".

واضاف "ليس هناك اي شيء يدفعني الى الاعتقاد ان هذه السياسة توقفت لان ممارسات تجنيد العملاء في الخليج متجذرة في طريقة عمل المؤسسة الاستخباراتية كما انها تعتبر نقطة قوة لايران".

وذكر الاسدي ان العملاء الايرانيين نوعان، الاول يعمل بنمط شبيه بالعمل الاستخباراتي الذي بات سائدا بين كل الدول تقريبا والثاني شديد الخطورة .

وذكر أن عملاء هذه الفئة الثانية دربوا على اساليب لزعزعة السلم الاهلي في الدول المضيفة، وان هذه المجموعات تظل تعمل كخلايا نائمة الى ان يطلب منها ان تفتعل المشاكل.

واكد الاسدي ان هذه المجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الايراني وان وزارة الخارجية تكتفي "بتأمين الغطاء والحصانة الدبلوماسية لها".

وخلص الدبلوماسي الايراني المنشق منذ 2001 الى القول "اعتقد ان طهران لديها عدداً كافيا من (العملاء) لزعزعة استقرار دول مجلس التعاون الخليجي وهذا خبر سيء، الا ان الخبر الجيد هو ان الدول العربية باتت اكثر تنبها حيال المؤامرات الايرانية ضد المنطقة بعد ما تعرضت له في العراق".

ويأتي هذا بعدما تم القبض على مقدم متقاعد كان يعمل في وزارة الدفاع - هيئة الاستخبارات العامة في الجيش، وورد اسمه في قضية مقدم في أمن الدولة مقبوض عليه ويخضع للتحقيق في مسألة رفعه القيود الامنية عن عرب وغربيين دخلوا دولة الكويت.

الجدير بالذكر انه خلال جلسة مجلس الأمة الكويتي الاسبوع الماضي حذر بعض النواب من انتماء عدد من أبناء الجالية الايرانية المقيمين في الكويت الى صفوف "الحرس الثوري الايراني" كما افادت وكلة الانباء الكويتية 'كونا'.

وكان النائب جمعان الحربش قد حذر خلال جلسة المجلس الاسبوع الماضي من خطورة قضية العمالة الوافدة التي وصفها بأنها 'قنبلة موقوتة'، وخاطب الحكومة قائلاً: 'لا تضيعوا البلد كما ضيعتموه أيام الغزو العراقي، الآن لدينا صراع مع إيران، وقد سألت مسؤولاً في وزارة الداخلية عما اذا كنا نحتاج العمالة الايرانية فقال ان بعضاً من هؤلاء اعضاء في الحرس الثوري'، مشيراً الى ان تظاهرات البنغال انذار يجب ان نتنبه له.

اما النائب أحمد المليفي فأكد أن الفساد وصل الى جهاز امن الدولة في الداخلية وتمكن من رفع القيود الامنية، وقال ان "بعضاً من هؤلاء تم تجنيسهم"، محذرا من ان 'الاستخبارات بدأت تتغلغل في الدولة من خلال بعض جنسيات العمالة الوافدة".

واكد عضو البرلمان الكويتي ناصر الدويلة صحة ما أعلنه زميله د. جمعان الحربش حول وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني مندسة بين جموع العمالة الإيرانية في الكويت، رافضا بذلك نفي السفارة الإيرانية لهذا الموضوع.

وتحدث الدويلة عما أسماه وجود "اختراقات كبيرة للأجهزة الأمنية الكويتية"، ووجود 'نشاط إيراني ضخم ومركز على دولة الكويت'، موضحا أن "بعض التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 25 ألف جندي من 'فيلق القدس" الإيراني داخل الكويت"، مطالبا بالتأكد من مدى دقة هذه المعلومات، وأن يؤخذ هذا التهديد على محمل الجد.

وحذر الدويلة من "استمرار النشاطات الإيرانية في الأراضي الكويتية"، لافتا إلى أن "استمرارها سيقلب الكويت إلى ساحة شبيهة بالساحة اللبنانية".

ودعا الدويلة الشعب الكويتي في الوقت ذاته إلى "أن يعي بجميع فئاته وطوائفه خطورة النشاطات الهدامة التي يمكن أن تقوم بها إيران في الكويت، وضرورة التصدي لها'، معربا عن خشيته من 'أن نسمع قريبا عن عمليات تفجير واغتيالات في الكويت شبيهة بما يحدث في لبنان".

من جانبه وصف النائب د. محمد الكندري الحديث عن وجود عملاء للاستخبارات الإيرانية في الكويت بأنه "خطير ويجب التأكد من صحة هذه المعلومات، واتخاذ مواقف حازمة تجاه الجهات المعنية المسؤولة عن حدوث ذلك للحفاظ على أمن البلد وامن المواطنين".

وقال الكندري: إن الجهات الأمنية مطالبة "باتخاذ إجراءات مشددة فيما يتعلق بدخول بعض الجنسيات إلى البلاد، والتأكد من عدم استغلالها من بعض ضعاف النفوس، محذرا من ترك الأمور من دون رقابة".

اشترك في النشرة الإخبارية لموقع أريبيان بزنس بالنقر هنا