سوريا ترفض تقرير الوكالة الذرية ولا تسمح بزيارة مفتشين جدد

رفض رئيس هيئة الطاقة النووية السورية التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن موقع نووي سوري مزعوم قصفته إسرائيل، مؤكداً أنه لم يثبت شيئاً وأن التحقيق يجب إغلاقه، وأن سورية لن تسمح بأي زيارات أخرى لمفتشي الوكالة.

واعترض "إبراهيم عثمان" على تقرير الوكالة الدولية الذي قال: إن الموقع يحمل عدة ملامح تماثل ملامح مفاعل نووي، وأن مفتشي الأمم المتحدة عثروا على كميات كبيرة من جسيمات اليورانيوم في المنطقة.

وقالت الوكالة: إن النتائج التي تم التوصل إليها والتي استندت إلى تحليل لصور أقمار اصطناعية وعينات من التربة والمياه أخذها مفتشو الأمم المتحدة من الموقع ليست كافية لاستنتاج أن مفاعلاً نووياً كان موجوداً في الموقع، ولكن النتائج تبرر مزيداً من التحقيقات في الموقع وثلاثة مواقع أخرى، بالإضافة إلى شفافية كاملة من جانب سوريا.

وكرر "عثمان"، الذي تحدث بعد جلسة مغلقة لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة لاستعراض التقرير، موقف سوريا بأن الموقع الذي دمرته إسرائيل كان مبنى عسكرياً تقليدياً.

وقال "عثمان" الذي كان يتحدث للصحفيين بالإنجليزية في أول رد فعلي رسمي لسوريا على التقرير: ما يقولونه الآن عن جسيمات اليورانيوم، عن التقاط ثلاثة جسيمات من الصحراء ليست كافية للقول بأنه كان هناك أي مفاعل على الإطلاق.

وأضاف: والآن اعتقد أنه لمتابعة الأمر لابد من وجود سبب قوي حتى يمكن القول أن هناك شيئا ما، وفي رأينا أن هذا الملف يجب إغلاقه.

وفي سوريا منشأة نووية واحدة فقط معلن عنها ومفاعل قديم للأبحاث.

وقال إن سوريا ستلتزم باتفاق مكتوب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يسمح سوى بزيارة واحدة لموقع "الكبر" والتي جرت في يونيو الماضي، "ولن نسمح بزيارة أخرى".

وذكر تقرير الوكالة: إن سوريا لم تستجب لطلباتها بتقديم وثائق تدعم نفيها لوجود نشاط نووي سري، ولا لطلبات الوكالة المتكررة لزيارة ثلاثة مواقع أخرى يعتقد أنها تضم أدلة محتملة مرتبطة بموقع "الكبر" الذي استهدفته إسرائيل.

وقال "جريجوري شولت" سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة في بيان: التقرير يعزز تقييم حكومتي بأن سوريا كانت تبني سراً مفاعلاً نووياً في صحرائها الشرقية، وتنتهك بذلك التزاماتها بمنع الانتشار النووي.

وعند الإلحاح على "عثمان" كي يجيب على سؤال عما إذا كانت سوريا تغلق الباب أمام أي اتصال آخر مع الوكالة بشأن التحقيق قال: كلا.. كلا.. إذا كانت المعلومات المطلوبة تتعلق بالاتهام فإننا سنقدمها، مشيراً إلى احتمال إجراء مزيد من المناقشات.

لكنه هوّن من فرص إجراء تفتيش مفاجئ لمواقع أخرى قال إنها منشآت عسكرية لا يمكن لسوريا أن تسمح بزيارتها، نظراً لحالة الحرب المعلنة مع إسرائيل التي لديها ترسانة نووية غير معلن عنها.

وقال "عثمان": إذا رأت السلطات عندنا أن الزيارة ممكنة فإنني لست من سيقرر ذلك، ولكنني أشير إلى أن هذه مواقع ومبان وأنشطة عسكرية، وأذكركم جميعاً بأننا لا نزال في حرب في الشرق الأوسط.

وأضاف: إن سوريا ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن بموجب اتفاقها مع الوكالة الذي يقصر التفتيش على المواقع الذرية المعلنة فقط.

وقال دبلوماسيون خلال اجتماع الأمس: إن كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرض صوراً بالأقمار الاصطناعية للمواقع السورية الثلاث الأخرى في أوقات مختلفة، ليوضح أنه تم إدخال تعديلات عليها لتغيير هيئتها بعد أن طلبت الوكالة للمرة الأولى زيارتها.

وقال دبلوماسي أوروبي: الصور كانت ضعيفة رغم ذلك، لا تستطيع أن تقول ما الذي كان يحدث هناك.

ويمهد رد سوريا الرافض وموقفها المتشدد تجاه زيارات أخرى للمفتشين السبيل أمام مواجهة في اجتماع نهاية العام الذي يعقده مجلس محافظي الوكالة الأسبوع القادم.

وقال دبلوماسيون: إن الولايات المتحدة وبعض الحلفاء يبحثون إعاقة الموافقة على مساعي سوريا الحصول على مساعدات فنية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإقامة محطة للطاقة النووية.

وقال الدبلوماسيون: إن واشنطن ربما تسعى أيضاً لصدور لمجلس المحافظين يطالب سوريا بالتعاون.

وستقاوم الدول النامية أي إجراء منهما لأنها تعارض تسييس عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناء على مزاعم لم يتم التحقق منها.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا.