البرادعي يحذر سورية من رد سلبي للمجتمع الدولي بسبب أنشطتها النووية

حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سورية من رد سلبي من المجتمع الدولي في حال عدم تعاونها مع الوكالة.

ودعا البرادعي سورية في مقابلة مع صحيفة الحياة الصادرة في بيروت إلى أكبر قدر من الشفافية لتجنب رد المجتمع الدولي.

ونصح البرادعي سورية بأن لديها فرصة لإثبات حسن نياتها والتزامها اتفاقية منع الانتشار، وإبداء اكبر قدر ممكن من الشفافية في تعاونها مع الوكالة.

وأوضح البرادعي أنه إذا كانت دمشق تريد أن تبدأ صفحة جديدة في علاقاتها كما أرى أنها تحاول في لبنان ومع الولايات المتحدة والعالم الغربي والعالم العربي وإذا لم يكن لديها ما تخفيه لا أرى سببا لعدم إبداء شفافية بنسبة مئة بالمئة مع الوكالة.

وعبر البرادعي مجددا عن الغضب لأن إسرائيل والولايات المتحدة لم تبلغا الوكالة بوجود ما تعتقدان أنه موقع نووي في سورية قبل قصفه.

وقال إن المعلومات وصلتنا من الولايات المتحدة بعد ستة أشهر من الهجوم الإسرائيلي على موقع الكبر شمال شرق سورية.

وأوضح أن الوكالة كان بإمكانها التحقق من الموقع بسهولة قبل الهجوم لأن هذه المعلومات كانت لديهم قبل عام من الهجوم الإسرائيلي.

وبين أن سورية بنت منشأة جديدة بالكامل في المكان، وجرفت ركام الموقع القديم وهكذا فإن عملية التفتيش في سورية أصبحت معقدة للغاية.

وقال البرادعي أن الدول القلقة من انتشار نووي في سورية عليها أن تقدم لنا هذه المعلومات في الوقت المناسب.

وتؤكد سورية أن موقع الكبر الذي قصفه الطيران الإسرائيلي في سبتمبر 2007 كان مبنى عسكريا تقليديا.

وقام مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الموقع في يونيو الماضي حيث عثروا على آثار لجزيئات يورانيوم.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إن آثار اليورانيوم التي عثر عليها في موقع الكبر ليست دليلا كافيا على وجود نشاط نووي.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لن نتمكن من الوصول للاستنتاج بصورة سريعة مالم نحصل على معلومات موثوق منها.

وأوضح البرادعي أن الفحص الذي أجرته الوكالة لعينات من الموقع أثبتت أنه كان هناك يورانيوم ولكن ذلك لا يعني وجود مفاعل.

وأضاف البرادعي إن جزيئات اليورانيوم لم تكن مخصبة بدرجة كبيرة كالذي يستخدم كوقود للقنابل الذرية، فهو يمكن أن يأتي بطرائق مختلفة كثيرة، ونحن نتحرى ذلك.

وتجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقا حول محاولة سورية لامتلاك مفاعل نووي بعد معلومات أمريكية تفيد بأن الموقع كان موقعا سريا لمفاعل نووي كادت سورية أن تستكمل إنشاءه قبل أن يقصفه الطيران الإسرائيلي العام الماضي.

وقال دبلوماسيون في فيينا في وقت سابق أنه تم العثور على جزيئات يورانيوم معالج في العينات التي أخذت من الموقع في شرق سورية.

وندد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بتسرب الأنباء الخاصة بآثار اليورانيوم ووصفها بأنها مدفوعة بدوافع سياسية.

وقال المعلم إن آثار اليورانيوم ربما يكون مصدرها الذخيرة التي استخدمتها إسرائيل في قصف الموقع.

ونفت سورية أن يكون المبنى المستهدف مفاعلا لصنع البلوتونيوم قيد الإنشاء وقالت إن معلومات المخابرات الأمريكية ملفقة، وأن المبنى المستهدف كان مبنى عسكريا غير مستخدم.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا