تقنيات سيسكو تتيح لرجال الأعمال السفر بدون ركوب الطائرة

في السنوات الأخيرة انطلقت خدمة الإجتماع عن البعد والتي يستخدمها رجال الأعمال لحضور الإجتماعات في المناطق البعيدة بدون الحاجة إلى السفر.

وتبنت عملاق الشبكات في العالم شركة "سيسكو سيستمز" المفهوم لكنها طورت كثيراً في الوسيلة حيث أطلقت سيسكو منتجين للاجتماع عن بعد هما خدمة "تيلي برزنس" أو (الحضور عن بعد) وخدمة "الويبكس".

وتقوم فكرة "الحضور عن بعد" على توصيل غرفتين في مكانين منفصلين بالأجهزة ذاتها بطريقة تسمح لكل طرف في أن يرى ويشاهد ويتحدث مع الطرف الآخر وكأنه أمامه.

وتوفر سيسكو غرفاً تستوعب من شخص إلى 18 شخصاً في الإجتماع الواحد بحيث يكونون جميعاً ظاهرين على طاولة الإجتماع بالصوت والصورة.

وتختلف أسعار الغرف بحسب عدد الأشخاص على طاولة الإجتماع. وتبدأ الأسعار من 20 ألف دولار للغرفة ذات الشخص الواحد إلى 300 ألف دولار للغرف ذات 18 شخصاً. ويضاف إلى ذلك التكلفة الشهرية لأجور الإتصال وتكلفة نقل المعلومات بالحزمة العريضة.

ويقول المدير العام لشركة سيسكو سيستمز في السعودية بدر البدر إنه يتوقع أن تلقى هاتين الخدمتين رواجاً كبيراً بين الأوساط التجارية خصوصاً في هذه الأوقات العصيبة والتي تسعى فيها كل الشركات إلى تخفيض مصروفاتها ومن بينها مصاريف السفر للمدراء.

وأوضح البدر الذي كان يتحدث من مكتبه في الرياض إلى موقع أريبيان بزنس من خلال غرفة "الويبكس" على إنترنت، أنه يتوقع أن تلقى هاتين الخدمتين رواجاً مماثلاً في السعودية حيث هناك العديد من الشركات الضخمة التي اشترت بالفعل وحدات "الحضور عن بعد".

وسيسكو سيستمز ليست الشركة الوحيدة التي تمتلك خدمة الحضور عن بعد بل توجد العديد من الشركات المنافسة، إلا أن غرف سيسكو سيستمز تظل هي الأكثر شيوعاً لا سيما وأن سيسكو هي أكبر شركة لتقنية الشبكات في العالم.

وتتوقع مجموعة البيانات الدولية "آي دي سي" وهي مجموعة لأبحاث تسويق منتجات شركات تقنية المعلومات، أن ترتفع مبيعات وحدات الحضور عن بعد كالتي تبيعها سيسكو و هيوليت باكارد "إتش بي" وشركة "بوليكوم" من 600 وحدة في هذا العام إلى 8000 وحدة بحلول عام 2012.

وتوقعت آي دي سي في تقريرها الذي نشرته في شهر مارس الماضي، أن ترتفع الإيرادات من مبيعات هذه الوحدات بنحو عشر أضعاف من 170 مليون دولار هذا العام إلى 1.7 مليار دولار بحلول 2012.

كما أطلقت سيسكو خدمة الويبكس للشركات وهي خدمة محادثة على إنترنت مشابهة بغرف المحادثات مثل البال توك وسكايبي وغيرها.

إلا أن الميزة التي تتفوق بها خدمة الويبكس التي امتلكتها سيسكو من خلال استحواذها على الشركة الأصلية المطورة لها، هي الحماية والأمان العالي لهذه الغرف.

ويقول البدر "يجب أن يكون مستوى الأمان في غرف المحادثات هذه عالي جداً لأن الشركات تناقش صفقات ومعلومات سرية. وهذا الفرق بين غرف سيسكو  وباقي الخدمات المجانية على إنترنت."

وعلى عكس غرف "الحضور عن بعد" التي تكلف أقل غرفة فيها مبلغ 20 ألف دولار والتي تسمح برؤية شخص واحد في كل طرف، فإن غرفة الويبكس على إنترنت ذات إشتراك شهري معقول بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتقول شركة سيسكو أن لديها أكثر من 307 غرفة من غرف "الحضور عن بعد" تم تركيبها في 134 مدينة حول العالم موزعة بين 40 دولة.

وتستحوذ الولايات المتحدة وكندا على غالبية غرف سيسكو من خلال 187 غرفة تليها أوروبا بنحو 52 غرفة ثم شرق آسيا بما يقارب 46. أما الأسواق الناشئة والتي تتضمن دول الشرق الأوسط فلا يوجد فيها سوى 13 غرفة بنهاية شهر نوفمبر من عام 2008.

وتساعد غرف سيسكو الشركات على توفير العديد من المصاريف الإدارية الخاصة بالسفر والإقامة.

إذ ساعدت غرف الحضور عن بعد في تقليص نفقات الشركة المطورة ذاتها حيث وفرت سيسكو ما يقارب من 155 مليون دولار هذا العام في نفقات السفر للمدراء بفضل غرفها.

وتقول شركة سيسكو إن غرف الحضور عن بعد ساعدتها منذ إطلاقها وحتى شهر نوفمبر الماضي في توفير 58 مليون دولار قيمة الإنتاجية المهدرة بسبب سفر المدراء المستمر.

ويقول البدر إنه شخصياً استفاد كثيراً من خدمة غرف الحضور عن بعد حيث قلت زيارته إلى الولايات المتحدة بفضلها. وقال "كنت أسافر بمعدل ثلاث مرات في الشهر لحضور اجتماعات مهمة للشركة ولكن الآن أصبحت أحضر كل هذه الإجتماعات وأنا في الرياض."

ولغرف سيسكو أيضاً تأثيرات إيجابية على البيئة، فقلة السفر تعني قلة انبعاث الغازات الكربونية من وسائل المواصلات، وقالت الشركة إنها تمكنت من خلال استخدامها لغرفها في الحد من انبعاث ما يقارب من 83.5 ألف طن من الغازات والعوادم.


اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا.