Tweet
عام 2008 وقصة صعود نجم السلع الأولية وأفوله
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الخميس, 25 ديسمبر 2008
قبل عام واحد فحسب كان السؤال الذي يدور في الأذهان حول أسعار الحبوب هو .. ما المدى الذي قد تصل إليه في ارتفاعها ؟
فقد حلت بالأسواق كل العوامل الصعودية التي يمكن أن يتخليها الإنسان من ارتفاع كبير في الطلب العالمي على الحبوب وإقبال الحكومات على تخزين المواد الغذائية إلى المخاوف المناخية وسط موجات جفاف وعواصف وفيضانات.
وانتقلت المخاوف من نقص الإمدادات إلى سلع أولية أخرى كذلك لاسيما المعادن الصناعية مع ارتفاع الطلب عليها بسرعة من الصين والهند بفضل التحولات الاقتصادية التي شهدتها الدولتان.
وجاء العنصر الأخير من "العاصفة المثالية" ليدفع بالسلع الأولية إلى مستويات فلكية متمثلا في الزلزال الذي هز أسواق وول ستريت إذ أقبلت صناديق المضاربة على الاستثمار في السلع بعد أن أصابها ركود أسواق الأسهم والسندات بخيبة الأمل.
وفي لمح البصر اكتشف المستثمرون أن هذه الموجة الصعودية انتهت. وبدأ المؤشر يتراجع حتى أصبح في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري 208.58 نقطة أي أقل مستوياته منذ ستة أعوام ونصف العام بانخفاض 56 في المائة عن مستواه القياسي الذي سجله خلال الصيف.
وهزت الأزمة الاقتصادية العالمية المرتبطة بأسواق الائتمان الناضبة التي هي بمثابة شريان الحياة لكل الأسواق وول ستريت وامتد أثرها إلى السلع الأولية لتنفجر الفقاعات يمنة ويسرة.
وقال ريتش فيلتس مدير إم.إف جلوبال ريسيرش في شيكاجو "بداية عظيمة ونهاية غير متوقعة."
كان الذهب قد تجاوز الألف دولار للاوقية (الاونصة). وارتفعت أسعار القمح الأمريكي لتتجاوز 25 دولارا للبوشل بعد أن كان مستواها القياسي السابق 7.5 دولار في الوقت الذي انخفضت فيه مخزونات القمح الأمريكية إلى أدنى مستوى منذ 60 عاما.
ودفعت الفيضانات التي اجتاحت الغرب الأوسط وطفرة الوقود الحيوي سعر الذرة ليتجاوز سبعة دولارات للبوشل أي ثلاثة أمثال المتوسط على مدى عقود. وفي يوليو/تموز قفزت أسعار النفط لتقترب من 150 دولارا للبرميل.
وقال بيل أونيل المدير الشريك بشركة لوجيك ادفايزورز الرئيس السابق لأبحاث السلع الأولية لدى ميريل لينش "العامل السلبي الرئيس لكل هذه السلع هو شق الطلب في ضوء المشكلات الاقتصادية."
وأصبح السؤال للعام المقبل هو .. ما مدى الانخفاض الذي ستذهب إليه الأسواق ؟
وقال فيلتس "أعتقد ونحن نتجه إلى 2009 أن سؤالا مهما يجب طرحه هو هل ستعود أموال الصناديق."
وأضاف "السلع الأولية لن تكون مؤشرا رئيسا" مشيرا إلى الناتج المحلي الإجمالي بدلا منها. وقال "يجب أن يتحسن الاقتصاد أولا. لابد من وجود مبرر أساسي لارتفاع الناتج المحلي الإجمالي من أجل تحسن الطلب على السلع قبل أن يشعر المستثمرون بالارتياح للعودة إلى السلع الأولية."
وفي أسواق السلع الأولية الأمريكية كشفت البيانات الأسبوعية من لجنة التعاملات السلعية الآجلة عن تفاصيل هروب المستثمرين من أسواق السلع أو اللجوء إلى صناديق آمنة.
ففي الربيع بلغ حجم الإقبال على أكبر عقود التعاملات الزراعية في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة على سبيل المثال وهو الذرة 1.4 مليون عقد. أما الآن يبلغ الإجمالي 800 ألف عقد بعد أن قلصت الصناديق السلعية تعاملاتها.
ولا توجد بادرة على أن الأزمة الائتمانية بسبيلها للحل قريبا مع تركز آمال معظم المستثمرين على السياسات الجديدة والإجراءات التي قالت إدارة الرئيس الأمريكي المقبل باراك أوباما إنها ستنفذها بدءا من يناير كانون الثاني.
ولا أحد يعرف مدى السرعة التي قد تفضي بهذه السياسات والإجراءات إلى حفز النمو الاقتصادي ودعم ثقة المستثمرين.
لكن من بين السلع الأولية تمثل الحبوب عنصرا رئيسا لان عوامل عديدة قد تجعل المواد الغذائية والوقود الحيوي مفتاح الانتعاش لأسواق السلع.
أحد هذه العوامل أن الصين التي كانت أكبر قوة منفردة في الطلب خلال موجة الارتفاع الأخيرة في الأسعار لن تختفي من الصورة. كذلك فإن الطلب على الغذاء والوقود الحيوي لن يختفي رغم أنه قد يتراجع بالنسبة للوقود.
وقال دان باس رئيس شركة أجريسورسيز الاستشارية في شيكاجو "الفكرة الرئيسة في النصف الثاني من هذا العام دارت حول انخفاض الطلب...نحن نخشى انخفاض الطلب بدءا من منتصف إلى أواخر الشتاء ثم ظهور سوق صعودية في القطاع الزراعي في النصف الثاني من 2009."
وقال أن من العناصر الرئيسة التي يجب مراقبتها تراجع الإمدادات مشيرا إلى انخفاض مساحات زراعة الحبوب. وأكد أن الأمر نفسه يسري على الوقود الحيوي.
وقد عمد أوباما الذي ينتمي لولاية من أهم الولايات في زراعة الذرة وفول الصويا إلى الترويج للوقود الحيوي.
لكن استخدام المحاصيل الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ارتفاع الأسعار كما أن دعاة الحفاظ على البيئة يقولون إنها لا تفيد في مكافحة ارتفاع حرارة الأرض.
وقال باس "كان الايثانول من القوى الكبرى المحركة للسوق الصعودية."
ومن العوامل التي قد يكون لها تأثير كبير على مدى انتعاش أسعار السلع قيمة الدولار الأمريكي. فانخفاض الدولار يجعل الحبوب الأمريكية أرخص على سبيل المثال.
وقال بيل لاب رئيس ادفانسد ايكونوميك سوليوشنز "سيظل الدولار الأمريكي يحرك أسواق السلع كلها في أوائل العام على الأقل."
اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا.
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لسياسة واقتصاد
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في سياسة واقتصاد
مقالات مرتبطة بالموضوع
Merrill Lynch and Company Incorporation
![](/pictures/icons/bullet_rss.gif)
- أوراسكوم تليكوم تسعى لزيادة رأس مالها بواقع 800 مليون دولار
الأحد, 13 ديسمبر 2009 | أخبار - الأزمات السياسية تهدد مستقبل الاستثمار في الكويت
الأربعاء, 18 فبراير 2009 | مقالات