السعودية تحذر من عاصفة ترابية جديدة قريبا

حذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية أمس السبت الجهات الحكومية والأمنية من عاصفة ترابية قادمة من الخارج تصل سرعتها إلى 55 كيلومتر في الساعة ستؤثر في مناطق شمال غرب المملكة، ومن ثم مناطق وسط وشرق المملكة تباعا وحتى بقية المناطق وقد تحد من مدى الرؤية الأفقية.

وأوضح مدير التحاليل والتوقعات في الرئاسة شاهر أبو حميدي لصحيفة الاقتصادية الإلكترونية أن الإدارة أصدرت خطابات تحذيرية عاجلة إلى الجهات الحكومية والأمنية تفيد بقدوم عاصفة ترابية وذلك للاستعداد المسبق للعاصفة ووضع الاحترازات اللازمة.

وأضاف أبو حميدي أن الرئاسة بصدد متابعة العاصفة الترابية التي ستوثر في مناطق المملكة وإبلاغ الجهات ذات العلاقة بخطورتها وقياس سرعتها أولا بأول إضافة إلى متابعتها من الأقمار الصناعية لمعرفة اتجاهها الفعلي وتزويد الجهات ذات العلاقة بالمستجدات.

وتوقع رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة منصور المزروعي حدوث تقلبات مناخية متسارعة في فصل الربيع الذي بدأ منذ أمس الأول في نصف الكرة الأرضية الشمالي حيث تزداد فيها تكرار العواصف الترابية التي قد تتسبب في حدوث انخفاض في مدى الرؤية الأفقية وقد يتبعها أحيانا هطول الأمطار مرجعا حدوث تكرار العواصف الرملية لوجود تدرج حراري وضغطي ونشاط للرياح السطحية.

وأشار المزروعي إلى أن أهم ما يميز هذا الفصل هو التغيرات الحادة والسريعة في الطقس على المملكة خاصة شمالها ووسطها وشرقها وتكون أكثر حدة في أبريل/نيسان المقبل حيث يتناقص تأثيرها تدريجيا حتى نهاية مايو/أيار المقبل.

وأضاف أن المملكة تمر حاليا بموجات جفاف حادة بسبب قلة الأمطار خلال السنوات الماضية نتج عن ذلك نقص في منسوب المياه الجوفية والرقعة الخضراء على كثير من المناطق، مسببا تنامي ظاهرة التصحر وعدم تماسك التربة، فمع ارتفاع درجة الحرارة التدريجي خلال فصل الربيع يقل تماسك حبيبات التربة الرملية الناعمة التي تتميز بها طبيعة الأرض الصحراوية لكثير من مناطق المملكة، مما يسهم أيضا في زيادة حدة تكرار حدوث العواصف الترابية والرملية وذلك على شمال ووسط وشرق المملكة.

وأثارت العاصفة الغبارية التي تعرضت لها السعودية في الحادي عشر من مارس/آذار الحالي اتهامات متبادلة بين الأجهزة المختصة حول عدم التحذير من العاصفة التي تسببت بمشاكل صحية وخسائر اقتصادية فادحة.

وفي خطوة غير مسبوقة، اتهمت وزارة التربية والتعليم بشكل غير مباشر، مصلحة الأرصاد والبيئة بعدم تحذيرها من العاصفة الترابية الشديدة التي اجتاحت الرياض.

وقال الناطق باسم الوزارة عبدالعزيز الجار الله في بيان صحافي "لم نبلغ بشأن العاصفة الرملية التي تعرضت لها مناطق ومحافظات المملكة".

واتهمت هيئة الدفاع المدني أيضا الأرصاد الجوية بعدم إبلاغها بتنبؤاتها حول العاصفة.

وعلى الجانب الآخر نفى مصدر مسؤول بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ما أثير حول عدم تعامل الرئاسة مع تقلبات الطقس الشديدة التي شهدها عدد من مناطق المملكة كما ينبغي وعدم قيامها بتحذير المواطنين بهذه الموجة.

وقال المصدر في تصريح لصحيفة الرياض المحلية إن الرئاسة أعلنت وحذرت من هذه التقلبات قبل أربع أيام وذكرت أن أجواء المملكة ستكون غير مستقرة، والرؤية ستنعدم إلى أقل من مترين عبر كافة الصحف ووكالة الأنباء السعودية.

ولم ينف المصدر وجود قصور إلا أنه استطرد قائلاً إن الكم الهائل من الرسائل الإعلامية التي بثتها الرئاسة خلال الأسبوعين الماضيين للتحذير من حالة الطقس المقبلة كانت كافية، لو تعامل معها الجميع، كما أن الرئاسة دورها الإعلان عن الأجواء فقط وفيما يتعلق بالأمور الأخرى هنالك جهات حكومية أخرى يفترض أن يكون دورها واضحا في هذه القضية.

وأضاف المصدر إن لدى الرئاسة ثلاث ألوان للتحذير، وهي الحالة الاعتيادية باللون الأخضر وحالة التنبيه باللون البرتقالي وحالة التحذير بالأحمر وهو الخطر وعادة إذا كانت الحالة حرجة جداً وسريعة نقوم بإبلاغ الجهات المعنية قبل 24 ساعة ومن ضمنها إمارات المناطق.

وقالت وكالة الأنباء السعودية في بيان لها إنه لا إصابات في الحوادث التي نتجت من العاصفة في الرياض، بينما ارتفع معدل نوبات الربوع 11 ضعفاً، وحالات الإغماء بنسبة 320 بالمائة، وأسعفت الهلال الأحمر 154 حالة، غالبيتها تعاني من الاختناق وفقدان الوعي.

وارتفع عدد المرضى والمراجعين لأقسام الطوارئ بمستشفيات منطقة الرياض بسبب موجة الغبار التي سببت الكثير من المشاكل لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية، وشهدت أقسام الطوارئ ازدحاما كبيرا من الأطفال المصابين بأمراض الصدر والحساسية ومرض الربو وضيق التنفس.

وأعلن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض هشام ناضره حالة الاستنفار في جميع المستشفيات وزيادة عدد الأطباء والممرضين والأسرة وإضافة عدد كبير من أنبوبات الأوكسجين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى.

وضربت العواصف الترابية التي اجتاحت المنطقة الوسطى والشمالية الشرقية من المملكة أمس البيوت الزراعية المحمية مخلفة خسائر مالية كبيرة، وقدر الخبير الاقتصادي المتخصص في التسويق الزراعي سعد خليل حجم تقليص إنتاج المشاريع الزراعية جراء العاصفة الترابية ب40 بالمائة.

وأوضح خليل أن منتجات الخضروات والفاكهة المعروضة في الأسواق المحلية وغير المغطاة تأثرت بالعاصفة الترابية، فيما تضررت المشاريع الزراعية.

وأضاف إن العواصف الترابية دمرت بيوتا محمية بلاستيكية100 بالمائة، وأثرت على العقود الآجلة مابين المزارعين والمستثمرين، واقتلعت بيوتا زراعية، متوقعا ارتفاع الأسعار خلال الفترة التي تعقب العاصفة بقيمة مماثلة لحجم تقليص الإنتاج.

وطالب خليل بغسل أشجار النخيل من خلال رشها بالمياه بعد هدوء العاصفة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الفترة الحالية تعتبر فترة حاسمة للمستثمرين في مجال التمور، لأن المرحلة الحالية تعتبر مرحلة تلقيح.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا