السعودية: انقطاع الكهرباء يطغى على خطب الجمعة في منطقة القصيم

سيطر موضوع انقطاع الكهرباء في منطقة القصيم السعودية على خطب الجمعة في غالبية مساجد المنطقة أمس سيما أنه يترافق مع موجة حر تشهد فيها المملكة درجات حرارة مرتفعة يلجأ معها السعوديين إلى الاعتماد على مكيفات الهواء بشكل رئيسي.

وقال صالح التويجري عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم وخطيب أحد المساجد في مدينة بريدة "حين يطل الصيف الحارق يكون الامتحان صعباً على شركة الكهرباء التي غفت طويلاً حين بياتها الشتوي".

ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن التويجري تساءله "هل يعقل أن نكون دائماً رهن مفاجآت الصيف الذي يعود كل سنة؟".
وطالب التويجري وهو عضو المجلس البلدي في أمانة منطقة القصيم، بمحاسبة المسؤول عن الانقطاع الذي حدث في المنطقة، داعياً المسؤولين إلى النزول إلى الميدان والتأكد من واقع الناس مع ما حدث.

وأضاف أن أي اختلال في سير عمل المرفق يُعد تقصيراً لافتاً إلى أهمية أخذ الاحتياطات التي تقي المرفق وتحميه.

من جهة أخرى قال خطيب جامع الراجحي مساعد المديفر إن انقطاع الكهرباء له دروس وفوائد، فهو يذكر بما كان عليه سلف هذه الأمة من جهاد في العلم والتعلم فهم يشعلون السراج والشموع لأجل تأليف أمهات الكتب التي بين أيدينا.

وأضاف "أوغلنا في الترف ونسينا كثيراً من إخواننا في مختلف الدول التي لا يجدون فيها رشفة ماء باردة ناهيك عن أجواء باردة في المنزل والسيارة"، داعيا إلى مواجهة الأزمة بالصبر والتحمل والتذكر أيضاً.

وكان نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود طالب جميع الدوائر الحكومية تزويده بالترشيد الفعلي الذي تقوم به كل إدارة من الإدارات، وفي الوقت ذاته طالب شركة الكهرباء ببذل مزيد من الجهد لإيجاد حل سريع.

ووجه بترشيد استهلاك الكهرباء في الشوارع والميادين العامة والحدائق والمدارس والمساجد والإبقاء قدر الإمكان على الحاجة الضرورية فقط، فيما دعا شركتي "الاتصالات" السعودية و"موبايلي" إلى بث رسائل جوال توعوية بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء خلال هذه الفترة.

وكانت مصانع وشركات منتجة قد تحولت إلى العمل المسائي تجنباً لفترات الذروة حتى لا يتعرض التيار للانقطاع في منطقة القصيم.

وقالت الشركة السعودية للكهرباء الأسبوع الماضي أن الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة بلغت أكثر من 38 ألف ميجاواط، وهذه تعادل قدرات التوليد في جميع الدول العربية تقريباً.

وأوضح نائب الرئيس للشؤون العامة عبد السلام اليمني أن الأحمال الكهربائية سجلت معدلات غير مسبوقة هذه الأيام، بسبب ارتفاع درجات الحرارة على أغلب مناطق المملكة بمعدلات غير طبيعية، ما رفع الاستهلاك وقلل من قـدرات وحدات التوليد.

وقال اليمني إننا نشهد ارتفاعاً كبيراً في الأحمال نتيجة للطلب الكبير على الكهرباء لازدياد حجم المشاريع في جميع المجالات العمرانية والصناعية والاقتصادية والتجارية، وارتفاع درجات الحرارة على أغلب مناطق المملكة بمعدلات غير طبيعية، مما رفع الاستهلاك وقلل من قدرات وحدات التوليد، بالإضافة إلى عدم وجود احتياطي في قدرات التوليد الذي من المفترض ألا يقل عن 10 بالمائة من إجمالي قدرات التوليد المتاحة.

وناشد اليمني المواطنين والمقيمين بالتعاون مع الشركة هذه الأيام للترشيد في استخدام الكهرباء، مشيرا إلى أن بعض دول العالم ومنها دول متقدمة واجهت خلال سنوات مضت ما تواجهه الشركة حالياً من ارتفاع في الأحمال الكهربائية وتمت مواجهتها بالتعاون والاستجابة لدعوة ترشيد الكهرباء والاقتصاد في استخدامها، حتى يمكن التغلب على هذه الحالة المؤقتة، وطالب بالتعاون والتفاعل مع الحملة الوطنية التي تقوم بها حالياً وزارة المياه والكهرباء لترشيد الكهرباء والاقتصاد في استخدامها.

وأضاف اليمني أن العمل في الشركة يجري على قدم وساق، فهناك مشاريع ضخمة في مجال التوليد والنقل ومشاريع ربط مناطق المملكة ببعضها تبلغ تكاليفها أكثر من 80 مليار ريال، وستتم إضافة 13 ألف ميجاواط في التوليد، مما سيعزز من قدرات النظام الكهربائي في المملكة، وبالنسبة لمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن قدرات التوليد التي ستتم إضافتها خلال السنوات القادمة تبلغ 6 آلاف ميجاواط، أي أنها ستزيد قدرات التوليد لخدمة المنطقتين 50 بالمائة.