الكرملين: إسرائيل تعهدت بعدم توجيه ضربة لإيران

قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مقابلة أذيعت أمس الأحد إن إسرائيل تعهدت لروسيا بعدم شن هجوم على إيران ووصف مثل هذا الهجوم بأنه "أسوأ شيء يمكن تصوره".

ولمحت إسرائيل إلى أنها قد تمنع إيران بالقوة من حيازة وسائل صنع قنبلة ذرية إذا استمرت طهران في رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، وانتقدت روسيا لموافقتها على إمداد طهران بصواريخ إس 300 مضادة للطائرات قد تصعب من إمكانية شن إسرائيل لهجوم.

ونفى ميدفيديف في المقابلة التي سجلت مع قناة (سي.إن.إن) الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي دعم روسيا لإيران، ولكنه قال، إن لبلاده الحق في إمدادها بأسلحة دفاعية مضيفاً، أنه ينبغي عدم استخدام العقوبات مع إيران إلا كملاذ أخير.

وبحسب نسخة الكرملين قال الرئيس الروسي، إن من شأن مثل هذا الهجوم أن يؤدي إلى "كارثة إنسانية، وعدد ضخم من اللاجئين ورغبة إيران في الانتقام ليس فقط من إسرائيل كي أكون صريحاً، ولكن من دول أخرى أيضاً".

وتابع ميدفيديف قائلاً، "لكن زملائي في إسرائيل أخبروني إنهم لا يعتزمون التصرف بهذه الطريقة، وأنا أثق بهم".

وذكر ميدفيديف، إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس أبلغه خلال اجتماع في منتجع سوتشي في أغسطس/آب أن إسرائيل لن تهاجم إيران، وكان بيريس قال للصحفيين عقب الاجتماع، إن ميدفيديف تعهد بإعادة النظر في بيع أنظمة إس 300 لإيران.

وقال ميدفيديف، "عندما زارني في سوتشي صرح الرئيس الإسرائيلي بيريس بشيء مهم بالنسبة لنا جميعا (إسرائيل لا تعتزم توجيه أي ضربات لإيران. نحن بلد مسالم، ولن نفعل ذلك)".

وسئل ميدفيديف عن صفقة صواريخ إس 300 المحتملة فقال، إن روسيا لها الحق في بيع أسلحة دفاعية لإيران.

وقال ميدفيديف، "مهمتنا ليست تقوية إيران وإضعاف إسرائيل أو العكس، ولكن مهمتنا هي ضمان وجود وضع هادئ وطبيعي في منطقة الشرق الأوسط".

وحول المطالب الغربية بفرض عقوبات على إيران قال ميدفيديف، إن تلك الخطوات غالبا ما تكون غير مجدية، وأنه ينبغي عدم اتخاذ أي عمل ضد إيران إلا كملاذ أخير.

وصرح ميدفيديف، "قبل الحديث عن فرض عقوبات إضافية ينبغي أن نستنفد الاحتمالات القائمة تماما. ينبغي أن نكون واثقين تماماً أنه ليس لدينا خيار آخر".

ويترقب محللون تنازلات من جانب روسيا إزاء إيران بعد إلغاء البيت الأبيض يوم الخميس الماضي لخطط نشر عناصر من درع صاروخي في بولندا وجمهورية التشيك، ولكن مقابلة ميدفيديف مع (سي.إن.إن) تمت قبل الإعلان الأمريكي.

وعبر الرئيس الروسي عن أمله في تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووصف فرص التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة جديدة لخفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية بنهاية العام بأنها ما زالت "كبيرة".

ولكن، انتقد ميدفيديف الرسائل المتضاربة للبيت الأبيض.

فبعد فترة وجيزة من إعلان أوباما عن صفحة جديدة في العلاقات أثناء زيارته لموسكو في يوليو/تموز قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن تضاؤل قاعدة السكان، وذبول الاقتصاد سيدفعان روسيا لعقد اتفاقيات لخفض الأسلحة النووية.

وقال ميدفيديف، "هذه خطوة غير صائبة لأن في الوقت الذي بدأ فيه تطوير علاقات مع الاتحاد الروسي في الوقت نفسه يعمل على توتير العلاقات بهذه الطريقة هو تصرف خاطئ".