يونيسيف: النازحون في اليمن يهددهم خطر سوء التغذية

حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من أن سوء التغذية واحتمال تفشي الكوليرا على نحو وبائي يهددان حياة سكان المخيم الرئيسي الذي يقيم فيه الفارون من القتال في شمال اليمن.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن القتال بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة بشمال البلاد أجبر زهاء 175 ألف شخص على ترك منازلهم.

وتقول الأمم المتحدة: "إن أكثر من عشرة آلاف من النازحين يقيمون في مخيم المزرق بمحافظة حجة المجاورة، بينما استقر ما يصل إلى مثلي هذا العدد خارج المخيم".

ومعظم النازحين من الأطفال والنساء لأن الرجال يميلون للبقاء لحماية منازلهم والمشاركة في القتال.

وحالة سوء التغذية الشديد الحاد التي تهدد الحياة تنتشر بين الأطفال الفارين من صعدة أكثر من انتشارها في اليمن بصورة عامة، وهو بلد يعاني بالفعل من مستويات مرتفعة جداً لسوء التغذية بين الأطفال.

وقالت مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "سيجريد كاج": "وضع الأطفال.. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.. بالغ السوء".

وأضافت: "يواجه اليمن أزمة سوء تغذية مزمنة، 46 في المائة من الأطفال يعانون من سوء التغذية وأطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام.. ومعدل التقزم تال لأفغانستان التي تبلغ فيها النسبة 56 في المائة وهي الأكبر في العالم".

وتابعت: "إذن فهناك أزمات داخل أزمة.. نحن نحاول علاج سوء التغذية وتوفير بعض فرص التعليم وتوفير مأوى للناس بالتأكيد.. نفعل ذلك في تعاون وثيق مع كل الشركاء الذين ندعمهم".

وجاء في تقرير للأمم المتحدة نشر في مطلع الشهر الجاري: "إن اليمن به أعلى معدل في الشرق الأوسط للأطفال المصابين بالتقزم، حيث تصل نسبة انتشار التقزم إلى 48 في المائة".

ويشير التقرير إلى أن أكبر معدل للتقزم في العالم موجود في أفغانستان، حيث تصل نسبة الأطفال الأقصر طولا بالنسبة لأعمارهم إلى 59 في المائة.

وتفقدت "كاج" ووزير الصحة اليمني "عبد الكريم راصع" في الآونة الأخيرة العيادات الطبية ومركز مكافحة سوء التغذية بين الأطفال في مخيم المرزق.

وقال "راصع": "تم إنقاذ الكثير من الأطفال وفيه جهود كبيرة يبذلها أطباء عاملين مثل الطبيبة راجية وفريق عمل كبير.. هناك جهود أيضاً اليونيسف قدمتها في مجال شبكة المياه وأيضاً فيما يتعلق بقضايا التعليم".

ويساور "يونيسيف" القلق أيضاً من احتمال تفشي الكوليرا حيث يهيئ سوء الظروف الصحية والتكدس أوضاعاً نموذجية للمرض الذي يمكن أن يكون فتاكاً.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة: "إن من المتوقع افتتاح مخيم جديد للنازحين في اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأنه سيستوعب ما بين عشرة آلاف و12 ألف نازح".

وقالوا: "إن القتال في محافظة صعدة وعدم استقرار الأمن في المناطق المجاورة لا يسمحان لمنظمات الإغاثة بالوصول بانتظام سوى إلى ثلث النازحين البالغ عددهم 175 ألفاً.. كما أن أموال المساعدات ليست كافية".

وفي سبتمبر/أيلول دعت الأمم المتحدة إلى جمع 23.75 مليون دولار لمساعدة النازحين اليمنيين، لكنها لم تحصل حتى الآن إلا على نصف هذا المبلغ.

وجمع "يونيسيف" 3.2 مليون دولار ضمن هذا المبلغ ويجري مناقشات مع الاتحاد الأوروبي للحصول على 600 ألف يورو إضافية (900 ألف دولار).

وقتل الآلاف من المدنيين والجنود والمتمردين في محافظة صعدة المتاخمة للحدود مع السعودية، وصعّد اليمن حملته العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في أغسطس/آب.

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.