السعودية تعاني سنويا من تسول الاطفال المتسللين إليها

تعاني السعودية من ظاهرة انتشار الأطفال المتسولين لجنسيات متعددة غير سعودية خاصة في جنوب وغرب البلاد مما يسبب لها عبء ماليا ومعنويا .

وقد قامت السعودية بإنشاء مركز لإيواء الأطفال المتسولين لحين إرجاعهم إلى بلدانهم إلا أنها تضطر لصرف عليها خاصة والمملكة تعاني من هذه الظاهرة نظرا لارتفاع عدد تهريب الأطفال في الحدود الجنوبية عبر اليمن ,في حين تتركز أيضا في المنطقة الغربية مع موسمي العمرة والحج التي تخلف فئة وجنسيات متعددة من الأطفال الذين يمتهنون مهنة التسول.


وكان مركز إيواء الأطفال المتسولين في جمعية البر بجدة غرب السعودية أعاد 712 طفلا متسولا من الجنسين امتهنوا التسول في شوارع وطرقات محافظة جدة إلى بلدانهم بالتعاون مع الجهات الأمنية وسفارات بلدانهم وذلك خلال العام المنصرم 2009.

وقال مازن محمد بترجي رئيس مجلس إدارة جمعية البر في جدة أن مركز إيواء الأطفال المتسولين آوى 788 متسولا ومتسولة في مركز إيواء المتسولين التابع للجمعية خلال العام الماضي 2009 وقدمت لهم كافة الاحتياجات الإنسانية من تغذية وكسوة ورعاية تربوية وصحية .

وأشار بترجي أن 16 من الأطفال المتسولين قد قام تسليمهم لذويهم بعد أن تلقوا عدة برامج تأهيلية وتوعوية بهدف تتغير سلوكهم عن طريق حلقات تحفيظ القران الكريم وبرامج رياضية وثقافية وترفيهية ودروس توجيهية وتدريب الفتيات المتسولات مهنة الخياطة والتطريز .

وأضاف بترجي أن مبنى مركز إيواء الأطفال المتسولين يستوعب أكثر من 500 طفل ويضم قسمين رجالي ونسائي مجهزة ومدعمة بكافة الوسائل المطلوبة ويتراوح متوسط عدد الأطفال المودعين بالمركز شهرياً بين70 إلى 170 طفلاً ، فيما تتولى إدارة البحث الجنائي بشرطة جدة حراسة مقر الإيواء وتوفير إجراءات الأمن اللازمة .

وقال بترجي يعمل مركز الإيواء على مدار الساعة ومجهز بطاقم إداري وفني مكون من 14 موظفاً ، مشيرا ان جمعية البر بجدة قامت بتوقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة "اليونيسيف " لتطوير وتدريب الموظفين بمركز الإيواء بهدف تقديم الاحتياجات الإنسانية وفقا للأساليب التربوية والنفسية التي تعزز من تغيير سلوك المتسول.

وتتم إجراءات تسليم الأطفال المتسولين عبر إدارة البحث الجنائي والتي تسلمهم إلى إدارة الجوازات لإنهاء إجراءات توقيفهم على ان يتم تقسم المتسولين إلى قسمين إذ من يبلغ 16 عاماً يتم ترحيله عن طريق الجوازات، أما من دون 15 عاماً فيتم تسليمه لمركز إيواء الأطفال المتسولين.

ويقوم المركز بإطلاق الأطفال المتسولين بطريقين الاولى منها من توجد لديه إقامة نظامية يستلمه كافله بعد دفع الغرامة المالية لإدارة الجوازاتن فيما الذي لا يحمل إقامة نظامية يتم ترحيله عبر إدارة الجوازات ويتم ترحيل الأطفال المتسولين وذلك بأن تتولى إدارة الوافدين التنسيق مع القنصليات المعنية بترتيب إجراءات وثائق تسفير الأطفال وبعد ترحيلهم تتولى هيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي استقبال الأطفال بمقرهم بالبلدان المعنية.
وكان مشروع مكافحة التسول الممثل في مجلس إدارته  قد أبرم في 2005 خمس اتفاقيات مع قناصل خمس دول (اليمن، تشاد، باكستان، أفغانستان، نيجيريا) للحد من عمليات التسول للأطفال وتعتبر تلك الاتفاقيات مع هذه الدول كونه وجد أن أغلب المتسولين منها وتتلخص تلك الاتفاقيات في التكفل بإيواء الأطفال من قبل الجمعيات الخيرية بالمملكة مؤقتاً وعند وصولهم إلى بلدانهم ريثما يتم تسليمهم إلى ذويهم.

و المركز يعتبر أول مركز لإيواء الأطفال المتسولين على مستوى السعودية ويعتبر من أهم مشاريع القضاء على ظاهرة تسول الأطفال، و لا يقتصر دوره على الإيواء لهولاء الأطفال فقط وإنما يتعدى دوره ذلك بتأهيل هؤلاء الأطفال المتسولين من جديد وتعليمهم القرآن الكريم وتوجيههم بكثير من المبادئ وتعريفهم بأن ما يقومون به خطأ كبير لا بد من تجنبه وأضاف قائلا، ان مركز إيواء الأطفال المتسولين منذ إنشائه وحتى الآن ساهم في إيواء وتوجيه أكثر من ثلاثة آلاف طفل متسول.

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.