أمريكا تقدم لليمن معلومات مخابرات رئيسية لضرب القاعدة

قال مسؤولون أمس الأربعاء إن الجيش ووكالات المخابرات الأمريكية يتبادلون صور الاستطلاع والأقمار الصناعية والاتصالات والمعلومات الحساسة الأخرى التي يتم اعتراضها لمساعدة اليمن في توجيه ضربات دقيقة إلى أهداف القاعدة.

ولعبت القوات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية (سي.أي.أيه) ووكالة الأمن القومي دوراً مهماً في برنامج المساعدات السرية المتنامي الذي يهدف إلى مساعدة القوات اليمنية في رصد، وقتل زعماء القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وسعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووكالة المخابرات المركزية إلى إخفاء دوريهما لأسباب منها تجنب أي رد فعل ضد الحكومة اليمنية التي بالإضافة إلى القاعدة تحارب تمرداً في الشمال، وتواجه حركة انفصالية في الجنوب.

وبدأ البرنامج السري قبل محاولة رجل نيجيري يزعم أنه تلقى تدريبه لدى القاعدة في شبه الجزيرة العربية تفجير طائرة ركاب أمريكية متجهة إلى ديترويت يوم عيد الميلاد. لكن منذ ذلك الحين تسارع الإيقاع بسلسلة غارات شنتها طائرات حربية يمنية وقوات برية.

ولكن المتحدث باسم البنتاجون "جيف موريل" أشاد "بالرد النشط والقوي" من جانب اليمن على تهديد القاعدة وقال، إن واشنطن تدعم سواء مالياً أو في التدريب أو المشورة الجهود اليمنية.

وقال "موريل" في إفادة صحفية، "إذا كان هذا شيء ستستمر الحكومة اليمنية في اعتباره مفيداً، فإننا سنبحث عن سبل لمواصلة عمل ذلك إن لم يكن التوسع في عمل ذلك لكن بالطبع هذه قضية حساسة للحكومة اليمنية، ونحن نأخذ في الاعتبار سيادتهم".

وذكر مسؤولون، إن القوات الخاصة الأمريكية لم تشارك مباشرة في هجمات في اليمن، ولم تقدم وكالات المخابرات الأمريكية إلى اليمنيين "قوائم أهداف" معينة.

وقال مسؤول عسكري أمريكي، "إنها حقاً (هجمات) بقيادة يمنية". وأضاف، "إننا نتبادل المعلومات معهم للسماح بأن تصبح ضرباتهم أكثر فاعلية".

وامتنع المسؤول العسكري عن بحث مدى المساعدات الأمريكية لكن مسؤولين آخرين قالوا، إنها تشمل صوراً من الأقمار الصناعية الأمريكية وطائرات الاستطلاع الأخرى بالإضافة إلى الاتصالات ومكالمات الهاتف التي يتم اعتراضها لمساعدة اليمن في الاستعداد للضربات وتحديد هوية الأهداف المحتملة.

ويقول مسؤولون أمريكيون، إن الأقمار الصناعية والمخابرات مكون أساسي في الحملة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية لأن الحكومة اليمنية قدراتها محدودة، وتحتفظ بسيطرة ضئيلة خارج المراكز السكانية الرئيسية مما يترك مسارات ضخمة من الأراضي مفتوحة أمام القاعدة.

وتشير تقديرات وكالات المخابرات الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يتألف من بضع مئات من الأفراد.

وزاد نصيب اليمن من التمويل الأمريكي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن بموجب ما يطلق عليه برنامج 1206 في السنوات الأخيرة من 4.6 مليون دولار في السنة المالية 2006 إلى 67 مليون دولار في السنة المالية 2009، ويتجه إلى زيادة حادة هذا العام.

واقترح قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "ديفيد بتريوس" مضاعفة المساعدات العسكرية لليمن إلى نحو 150 مليون دولار لكن لم يتضح حجم المساعدات السرية التي ستقدم لليمن إضافة لهذا المبلغ.