واشنطن تدعو إلى التعاطي بحزم مع الملف النووي الإيراني

دعا وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" السبت الدول المترددة في فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي إلى تعديل نهجها، في حين أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتلق أي اقتراح جديد من إيران.

وقال المدير العام للوكالة الذرية "أمانو" في ختام لقاء عقده في ميونيخ مع وزير الخارجية الإيراني "منوشهر متكي": "لم نتلق اقتراحاً جديداً.. لقد تبادلنا وجهات النظر.. الحوار يتواصل وينبغي تسريع وتيرته، هذا هو المهم".

وأضاف "أمانو": "عقدت لقاء مع الوزير متكي تناول موضوعات مختلفة.. هذا الأمر شمل طبعاً الأنشطة في إيران ومفاعل الأبحاث في طهران"، وتابع: "لم أتلق اقتراحاً مضاداً من إيران"، واصفاً هذه المشاورات بأنها مثيرة جداً للاهتمام.

وكان "متكي" أعلن في وقت سابق أنه عقد اجتماعاً جيداً جداً مع مدير الوكالة الذرية في ميونيخ، حيث يعقد مؤتمر حول الأمن، وأضاف: "لقد تبادلنا وجهات النظر حول الاقتراحات المتداولة على الطاولة"، مشيراً إلى تبادل الوقود النووي الخاص بمفاعل الأبحاث النووي في طهران.

وأعلن الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" الثلاثاء، أن بلاده لا تزال على استعداد لتبادل قسم من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب مقابل وقود عالي التخصيب مخصص لمفاعلها للأبحاث.

من جهته كان وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" واضحاً في أنقرة عندما أعلن أنه لا يشعر بأن اتفاقاً مع إيران بات وشيكاً رغم هذه التصريحات الجديدة.

وقال: "الحقيقة إن الإيرانيون لم يفعلوا شيئاً لطمأنة المجتمع الدولي إزاء استعدادهم للامتثال لمعاهدة منع الانتشار النووي أو وضع حد لتوجههم نحو صنع سلاح نووي".

وأضاف: "أعتقد تالياً أن على دول عدة أن تسأل نفسها ما إذا كان الوقت حان لتغيير النهج"، وتابع: "إذا قررت إيران قبول اقتراح مجموعة خمسة زائد واحد، عليها أن تبلغ ذلك إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وكانت إيران رفضت في نوفمبر/تشرين الثاني اقتراح الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إرسال أكبر قسم من مخزونها من اليورانيوم إلى روسيا لتحويله وقوداً يستخدم في مفاعل الأبحاث في طهران.

وتخشى الدول الغربية أن يخفي البرنامج النووي الإيراني أغراضاً عسكرية، وتعاملت بحذر مع إعلان الرئيس الإيراني متخوفة من أن تواصل طهران السعي إلى كسب الوقت.

وقال "غيتس": "قيل لي إنهم يقترحون اتفاقاً جديداً حول مفاعلهم للأبحاث.. وفي رأيي إن من الأفضل أن يجري الإيرانيون هذا النقاش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس في مؤتمر ميونيخ أو خلال مؤتمرات صحافية يعقدها الرئيس أحمدي نجاد، هذا إذا كانوا مستعدين للموافقة على الطرح الذي تقدمت به أصلاً مجموعة خمسة زائد واحد".

وأضاف: "يتم إنتاج مزيد من اليورانيوم المخصب، وبالتالي إذا أرادوا قبول الاقتراح فإن ذلك يقتضي أن يتم الأمر في أسرع وقت".

وفي طهران، اتهم رئيس البرلمان "علي لاريجاني" الغربيين بالسعي إلى خداع بلاده، وقال: "إنهم يقولون عليكم أن تتبعوا النهج الذي حددناه للتزود بالوقود لتشغيل مفاعل طهران وإلا ستعاقبون".

وتابع: "لكنهم يعلمون إنها خدعة سياسية وأنهم يريدون أن يأخذوا منا اليورانيوم المخصب"، وشككت دول عدة في مجموعة الست بالتصريحات الإيرانية الأخيرة.

واتهم وزير الخارجية الألماني إيران بالعرقلة المنهجية، داعياً إلى تحرك ملموس، ودعت الممثلة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية "كاثرين اشتون" السبت طهران إلى الرد رسمياً على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإرساء الثقة مجدداً.

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.