أيمن نور وحمدين صباحي: نحن أحق من البرادعي بالترشح للرئاسة

عقب جولته في المحافظات المصرية التي بدأها بالدقهلية ظهرت انقسامات حادة داخل الجمعية الوطنية للتغيير في مصر حول ترشيح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق الدكتور محمد البرادعي للرئاسة إذ أعلن كل أيمن نور وحمدين صباحي أنهما الأحق بالترشح للمقعد الرئاسي.

وأيمن نور هو زعيم حزب الغد المصري المعارض، وحمدين صباحي هو وكيل المؤسسين لحزب الكرامة المصري والداعي إلى تعديل الدستور في البلاد.

مدرب ملاكمة

وقال أيمن نور، "إننا نرحب بالبرادعي لاعباً فاعلاً وأساسياً في الفترة المقبلة، وليس مدرب ملاكمة يرتدي البدلة والكرافتة الشيك ويجلس واضعاً رجلاً على رجل خارج الحلبة مكتفياً بمنح التعليمات في الوقت الذي يتلقى فيه اللاعب كل اللكمات والضربات، وهو الذي يحدد النتيجة وليس المدرب". وذلك وفقاً لصحيفة "الإمارات اليوم" اليوم الإثنين.

وذكر نور، "أنا لاعب منذ 30 سنة في الملعب السياسي منذ أن كنت طالباً في الثانوية العامة، وواصلت إلى البرلمان لمدة 10 سنوات، ثم خضت انتخابات رئاسة الجمهورية الماضية، وهذه التجربة أكسبتني الخبرة التي تؤهلني لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، كما أنني لاعب اكتسبت خبرة تحويل الضربات إلى تحت وفوق الحزام".

وأكد نور "إنه لن يسلم الراية إلى الدكتور البرادعي وسيشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2011، وأن البرادعي يمكن له أن يلعب دوراً أهم من ترشيح نفسه على مقعد الرئاسة، وهو أن يكرس جهوده لتغيير الدستور من خلال لجنة وطنية وشعبية يكون على رأسها هو، أو أن يكون رئيساً للوزراء في فترة انتقالية من الآن وحتى موعد انتخابات الرئاسة العام المقبل، ويتبنى مشروع التغيير بما لديه من رغبة في الإصلاح".

شباب الفيس بوك

قال نور، إنه تم طرح البرادعي لخوض انتخابات الرئاسة عبر الفيس بوك من خلال مجموعة من الشباب كونوا مجموعة وطرحوا البرادعي وزويل (العالم الفيزيائي المصري أحمد زويل الحاصل على نوبل) لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة وليس من خلال أجندة واضحة المعالم، وأرى أن هذا الطرح جاء نتيجة يأس الشباب من عدم التغيير، وأن أبواب الأمل في التغيير مغلقة وفي ظل حرماني من جميع حقوقي السياسية ومحاولة إلصاق الاتهامات الواهية بي لتشويه صورتي، إلى جانب استنكاف "الإخوان" عن خوض الانتخابات والترهل المرضي في بقية الأحزاب، ومن ثم لم يجد هؤلاء الشباب الأمل إلا في شخص البرادعي وزويل، من باب الفضفضة".

وأضاف نور، "علاوة على هذا كله لن يستطيع البرادعي خوض الانتخابات إلا بعد تعديل المادة (76) من الدستور".

وقال السياسي حمدين صباحي، والذي يعد من ركائز وقيادات الحركة الوطنية المصرية التي ترفع شعار التغيير والإصلاح في مصر، "قبل إعلان الدكتور البرادعي ترشيحه تم طرح اسمي وهناك عدد كبير يساندني بقوة، وزيارتي للدكتور البرادعي لا تعني تأييدي له، فأنا اسمي مطروح وبقوة مرشحاً أساسياً للرئاسة وقد أعلنت ترشيحي للرئاسة قبله، وتمسكت بالإشراف القضائي على الانتخابات وبالمطالب الوطنية في التغيير، وخصوصاً المواد (76 و77 و88) الخاصة بمدة الرئاسة والإشراف القضائي ومباشرة الحقوق السياسية".

وأضاف صباحي، "إن أيمن نور له تجربته السابقة في انتخابات الرئاسة الماضية مرشحاً محتملاً، ووجود أكثر من مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة جيد لأن التعددية هي أصل الديمقراطية وتتيح للشعب المصري حرية اختيار من يخدم مصالحه من خلال البرامج المطروحة والأفكار التي يحملها كل مرشح".

في المقابل، أكد عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم مجدي الدقاق "إن الجمعية الوطنية للتغيير ستفشل كما حدث مع الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، وهذا أمر طبيعي لأن هذه المجموعات أو الحركات المطالبة بالتغيير في مصر تضم كل التيارات السياسية سواء كانت تيارات يسارية أو إخوان مسلمين أو قوميين، وغيرهم من التيارات السياسية، وهي عبارة عن تركيبة مختلفة ومتناقضة في الأفكار وتفتقد إلى رؤية سياسية واضحة وبرنامج موحد تطرحه للجماهير"

وقال الدقاق، "لو نظرنا إلى الشخصيات الموجودة داخل الجمعية الوطنية للتغيير التي لا تتعدى 200 فرد ستجدهم الأعضاء أنفسهم في حركة كفاية والفيس بوك والحملة الوطنية ضد التوريث وحركة 6 أبريل وغيرها من الحركات، وهذه الشخصيات ليست لها صلة من القريب أو بعيد للواقع".

وأوضح الدقاق قائلاً، "ما تطرحه هذه المجموعة من تعديلات للدستور غير واقعي ولا يمثل سوى مصالح سياسية لهذه المجموعة. فقد تم تعديل الدستور منذ ستة أعوام، ولابد أن يكون هناك ثبات فعلي للدستور، ولو تم تنفيذ التعديلات الدستورية وفقاً لمطالب الـ200 فرد داخل مجموعة جمعية التغيير، فكل يوم سيطالب آخرون بتعديل الدستور، وسيتم تغييره 80 مليون مرة من أجل إرضاء المواطنين، فالحديث عن تعديلات دستورية أمر مستحيل، خصوصاً أننا مقبلون على انتخابات المجالس النيابية هذا العام، وانتخابات رئاسية في العام المقبل".

وكان الآلاف من أهالي المنصورة استقبلوا يوم الجمعة الماضي الدكتور محمد البرادعي في تظاهرة حاشدة طافت شوارع عدة في المدينة، عقب قيامه بزيارة إلى مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة.

وتم منع عدد من الشخصيات وممثلي القوى السياسية من دخول المركز، ومنهم الصحافي المخضرم حمدي قنديل والدكتور عبدالجليل مصطفى وعصام سلطان، وتجمع حوله عدد من الأهالي وساروا حوله مطالبين بالتغيير وهم يهتفون "يا بلدنا يا منصورة البرادعي بقى في الصورة". وبعد صلاة الجمعة التف حوله الأهالي وطافوا به شوارع المنصورة وهم يرددون الهتافات المؤيدة له.

وقال المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير الإعلامي حمدي قنديل "إن الزيارة لم يكن مخططاً لها أن تتضمن أية مظاهرات، ولكننا فوجئنا بهذا التدفق الجماهيري.