السلطات اللبنانية تحقق في "حادثة كترمايا"

فتحت السلطات اللبنانية تحقيقاً في مقتل شاب مصري على أيدي قرويين في بلدة كترمايا الواقعة في منطقة الشوف بجبل لبنان وذلك أثناء قيامه بتمثيل جريمة قتل يقال بأنه ارتكبها و طالت أربعة ضحايا لبنانيين من عائلة واحدة في تلك البلدة.

وكان الضحايا الأربعة رجل في السبعين من عمره يدعى يوسف نجيب أبو مرعي، وزوجته كوثر جميل أبو مرعي، وحفيدتاهما آمنة وزينة البالغتان من العمر سبع وتسع سنوات على التوالي.

وتقول السلطات اللبنانية، إن فحوصات الحمض النووي بينت أن هؤلاء قتلوا على يد الشاب المصري المدعو محمد سليم مسلم ولكن دون معرفة الدوافع. وذلك وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).

وأثناء تجوال مراسل بي.بي.سي في بلدة كترمايا كان الحزن يلفها حداداً على أرواح ضحاياها الأربع.

وقال احد أقارب الضحايا لبي.بي.سي، "إن القاتل قام بالتنكيل بضحاياه وخاصة بحق الطفلتين، إذ أن أحداهما تعرضت لثلاثة وعشرين طعنة خلال عملية قتلها في منزل جدها المجاور لمنزل القاتل يوم الأربعاء (الماضي)".

وكان مأتم تشييع الضحايا يوم الخميس الماضي مهيباً، إذ خرجت البلدة كلها لوداعهم لكن حصل ما لم يكن بالحسبان، إذ جيء بالمتهم محمد سليم مسلم لتمثيل الجريمة في ساحة اقترافها مصحوباً بعدد من عناصر قوى الأمن الداخلي، فقام بعض الغاضبين من أهالي القرية بمهاجمته، وضربه، وركله، ومن ثم لحقوا به إلى احد المستشفيات التي نقلته إليها الشرطة اللبنانية، فقاموا بقتله ومن ثم تعليقه على أحد أعمدة الكهرباء وسط البلدة.

ولا تبعد هذه الساحة سوى عشرات الأمتار عن مكان ارتكاب الجريمة بحق العائلة اللبنانية.

وقد فتحت السلطات اللبنانية تحقيقاً قضائياً لتحديد المسؤولية عما يوصف بأنه سوء تقدير لموقف الأهالي الغاضبين من جانب بعض عناصر قوى الأمن الداخلي.

وقال محمد نجيب حسن رئيس بلدية كترمايا في حديثه لبي.بي.سي، "إن القضية الآن بيد القضاء، ونتمنى عليه اتخاذ القرار السليم مع مراعاة شعور كافة أهالي البلدة ومعرفة المسؤول عن جلب القاتل إلى ساحة الجريمة في الوقت الذي لم تدفن فيه حينها جثث الضحايا".

ووصفت السلطات اللبنانية الحادث بأنه "يسيء إلى سمعة لبنان، وقالت إنها ستتخذ التدابير المناسبة".

وقصد مراسل بي.بي.سي بلدة شحيم المجاورة للوقوف على رأي النائب عن المنطقة من تيار المستقبل محمد الحجار لسؤاله عن التأثير المحتمل لقتل الشاب المصري على العلاقة المصرية اللبنانية.

وقال النائب محمد الحجار لبي.بي.سي، "إن الجريمة الأولى بحق العائلة اللبنانية كانت بشعة وكذلك فإن طريقة قتل القاتل كانت بشعة أيضاً، إذ أن التمثيل بجثته هو أمر لا تقره أي شريعة وضعية كانت أم سماوية".

وأضاف حجار قائلاً، "إن القول بأن هذا الحادث يسيء إلى العلاقة مع مصر لكون القاتل مصرياً هو قول في غير محله، فهو قاتل والكل يتبرأ من القاتل".

وترى وزارة الداخلية اللبنانية أن قتل الشاب المصري محمد مسلم "قطع حبل التواصل بين القضاء والحقيقة وخاصة للتحقق من احتمال وجود محرضين للشاب على قتل العائلة اللبنانية".

وكان محمد مسلم يسكن مع والدته المصرية المتزوجة من رجل لبناني من بلدة كترمايا.

ويقال في بلدية كترمايا إنه كان يقيم منذ أربعة أشهر بطريقة غير شرعية في لبنان.