ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

بعد 82 عاماً.. براءة طه حسين من الاتهام بالسرقة

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الخميس, 11 نوفمبر 2010

يبدو الحجر الذي ألقاه عميد الأدب العربي طه حسين قبل 82 عاماً في كتابه (في الشعر الجاهلي) كقنبلة قابلة للانفجار في أكثر من عصر ولدى فريقين من الباحثين وهذا يفسر الطبعات المتعددة للكتاب والمصحوبة بجديد من وثائق أو دراسات بعضها يمتدح جسارة العميد وريادته وبعضها يتهمه في دينه أو في ضميره العلمي بزعم أنه سرق فكرة الكتاب من المستشرق البريطاني صمويل مرجليوث.

وكأن العميد حين قال في الكتاب الذي صدر عام 1926 "نحن لم نكتب هذا الكتاب هازلين ولا لاعبين" كان يتنبأ بأن يظل الكتاب موضع جدل عابر للأجيال. ففي الثمانينيات وصف كاتب مصري ينتمي للتيار الإسلامي هذا الكتاب بأنه "حاشية طه حسين على متن مرجليوث" المستشرق الذي نشر بحثاً بالإنجليزية عنوانه (نشأة الشعر الجاهلي) قبيل ظهور كتاب (في الشعر الجاهلي).

ولكن مرجليوث (1858-1940) برأ طه حسين في مقال نشر عام 1927، وشهد له بأنه "استطاع بمهارة فائقة أن يرصد الدوافع المختلفة لتحريف الشعر في العصور الإسلامية ونسبته إلى شعراء جاهليين يعتبرهم هو بحق شعراء من صنع الخيال".

وقال مرجليوث فيما يشبه الشهادة التاريخية "توصل كل منا - مستقلاً عن الآخر تماماً - إلى نتائج متشابهة".


تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

ويثبت الكاتب المصري سامح كريم في كتاب جديد عن العميد وقضية الشعر الجاهلي نص مقال مرجليوث الذي يبرئ العميد من تهمة السرقة كما ينشر أيضاً بحث مرجليوث عن الشعر الجاهلي.

ويقول كريم إن "آراء مرجليوث في الشعر تناقض آراء طه حسين. فمرجليوث ينكر أن يكون الجاهليون قد عرفوا نظم الشعر وأن ما وصل إلينا منه من صنع شعراء المسلمين الذين احتذوا حذو القران. على حين يذهب طه حسين إلى الثقة في وجود شعر جاهلي ولكنه يتشكك في صحة كثير من نصوصه التي وصلت إلينا وكانت بسبب الرواة عرضة للوضع والتحريف".

ويوضح أنه في حين كان مرجليوث يفكر في كتابة البحث الذي نشرته مجلة الجمعية الملكية الآسيوية في يوليو/تموز 1925 كان العميد يفكر أيضاً في إعداد محاضرات عن القضية نفسها وألقاها على طلابه بداية من أكتوبر/تشرين الأول 1925 "لتظهر في كتاب في أول عام 1926" مضيفا أن أستاذة بارزين منهم حسين نصار وشوقي ضيف ينفون هذا السطو المزعوم.

والكتاب الذي يصدر يوم الخميس في القاهرة عن (الدار المصرية اللبنانية) يقع في 420 صفحة كبيرة القطع، ويحمل عنوان (في الشعر الجاهلي. تأليف الدكتور طه حسين. تقديم ودراسة وتحليل سامح كريم)، وشغلت الدراسة 195 صفحة إلى جانب نشر صورة ضوئية من كتاب طه حسين.

ويحمل غلاف الكتاب صورة للعميد في شبابه وقت صدور الكتاب لأول مرة ورسمها التشكيلي المصري محمد حجي.

وفي مجال الدراسات النقدية الحديثة يعد هذا الكتاب عملاً بارزاً، ويؤرخ بما قبله وما بعده. ومثل المؤلف بعد صدور الطبعة الأولى عام 1926 للتحقيق الذي حفظ في النهاية بقرار رئيس نيابة مصر محمد نور الذي يعتبره كثيرون الآن أكثر استنارة من بعض رجال الدين الإسلامي ورموز الليبرالية المعاصرين لأزمة الكتاب. وفي العام التالي أعيد نشر الكتاب بعد حذف بعض أجزائه مع تغيير عنوانه الذي أصبح (في الأدب الجاهلي).

وكان العميد (1889-1973) في فورة الشباب والحماسة لما يؤمن به حين لم يطمئن إلى ما استقر عليه الأقدمون، فنفى أن يكون معظم الشعر الجاهلي كتب في عصر ما قبل الإسلام مشدداً على أن هذا الشعر لا يمثل الحياة الحضارية والدينية والعقلية واللغوية للعرب.

وقال "وأول شيء أفجؤك به في هذا الحديث هو أني شككت في قيمة الشعر الجاهلي، وألححت في الشك أو قل ألح علي الشك، فأخذت أبحث، وأفكر وأقرأ وأتدبر حتى انتهى بي هذا كله إلى شيء ألا يكن يقينا فهو قريب من اليقين ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسميه شعراً جاهلياً ليست من الجاهلية في شيء وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر ما تمثل حياة الجاهليين".

وأضاف "وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثل شيئاً ولا يدل على شيء ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي. وأنا أقدر النتائج الخطرة لهذه النظرية ولكني مع ذلك لا أرتدد في إثباتها وإذاعتها... ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة (بن العبد) أو (عمرو) بن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء وإنما هو انتحال الرواة واختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين".

ومن نتائج "هذه النظرية الخطرة" يتوصل إلى أن القران هو الأكثر دقة في تصوير ملامح العصر الجاهلي وينفي أن يكون ما يعرف بالشعر الجاهلي "قيل أو أذيع قبل أن يظهر القران. لا ينبغي أن يستشهد بهذا الشعر على تفسير القران وتأويل الحديث وإنما ينبغي أن يستشهد بالقرآن والحديث على تفسير هذا الشعر وتأويله... القران أصدق مرآة للحياة الجاهلية".

وفي رأيه أن معظم الشعر الجاهلي ضاع بسبب عدم تدوينه وبعد قتل كثير من رواته في الحروب كان بنو أمية في حاجة إلى الشعر "تقدمه وقوداً للعصبية المضطرمة، فاستكثرت من الشعر وقالت منه القصائد الطوال وغير الطوال ونحلتها شعراءها القدماء".

وانتهى إلى أن "العصر الجاهلي القريب من الإسلام لم يضع. وأنا نستطيع أن نتصوره تصوراً واضحاً قوياً صحيحاً، ولكن بشرط ألا نعتمد على الشعر بل على القران من ناحية والتاريخ والأساطير من ناحية أخرى".

ويقول كريم إن إصدار (في الشعر الجاهلي) الآن يأتي إيماناً "بعدالة قضية مؤلف هذا الكتاب ونظريته في الشك ومنهجه في البحث" رابطاً بين الكتاب والدعوة الإصلاحية لمؤلفه.

ولعل ما أثار معارضي العميد، وهز معتقداتهم الدينية جملة شهيرة قال فيها "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً. ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقران لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها".

ويقول كريم "إن طه حسين كان حريصا أشد الحرص على احترام القران الكريم وتقديره كأدق وأهم مصدر وأصدقه في تسجيل جوانب الحياة العربية في الجاهلية... هذا الجانب الديني من طه حسين مستهدف دائما للهجوم إلى درجة الطعن في دينه" على الرغم من تدليله على أن القران كان مرآة للحياة العقلية والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويضيف أن العميد "تحدى كل مهاجميه" في مقابلة مع مجلة ألانفرماسيون الفرنسية ترجمت إلى العربية، ونشرت في مجلة السياسية يوم 26 مايو/أيار 1926 وقال فيها طه حسين "إن 98 بالمائة من مهاجميه لم يقرأوا الكتاب".

ويقول كريم إن الشك في صحة الشعر الجاهلي منهج عرفه العرب الأقدمون قبل أن يعرفه الأوروبيون والمستشرقون بمن فيهم الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596-1650).

ويبدي أسفه لقيام البعض في الجدل الثقافي والنقدي المستمر على مدى عقود بنسبة جهود العرب الأقدمين إلى الأجانب سواء مرجليوث وغيره مشدداً على أن الأوروبيين استقوا معلوماتهم في هذا المجال من علماء العرب.

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (0 تعليقات)

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لثقافة ومجتمع

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

روابط متعلقة بالموضوع

  1. وزارة الخارجية المصرية»

 بريد الأخبار

  1. وزارة الخارجية المصرية

  2. وزارة الخارجية الفرنسية

  3. ثقافة ومجتمع


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في ثقافة ومجتمع

    لا يوجد محتوى