درة بلاد الشام

شهد قطاع المنتجات الاستهلاكية FMCG في الأردن نمو ملحوظ في في السنوات القليلة الماضية مع ازدهار التجارة الأردنية في الآونة الأخيرة وبدأ عدد من المتاجر الضخمة -السوبرماركت مثل سيفواي وكارفور في جني عوائد متزايدة من بين أيدي متاجر البقالة الصغيرة.

ويعود بعض الفضل في الأداء القوي للاقتصاد الأردني إلى الحرب في العراق التي أدت إلي انتقال نحو مليون عراقي إلى البلاد لينطبق المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد."
ويرى خالد سلامات ، نائب رئيس "إتش بي جي" وهي شركة قابضة مقرها في دبي مختصة بتوزيع البضائع الاستهلاكية الخفيفة كيف أثر نمو السكان في العاصمة عمان على الاقتصاد. ويقول: "الدوافع الرئيسية هي تدفق الناس من بلدان مجاورة وخاصة العراق حيث استقر الكثير من العراقيين الأغنياء في عمان وهم يستثمرون أموالهم في الأعمال كما أن الوضع في لبنان دفع الناس من لبنان إلى الأردن وأحدث ارتفاعاً في حجم السياحة الأردنية". وبحسب سلامات بينما تؤدي تلك العوامل إلى زيادة في مبيعات البقالة فإن قطاع البضائع الاستهلاكية الخفيفة استفاد من التغير الثابت نحو التجارة الحديثة نظراً لافتتاح الكثير من متاجر السوبرماركت والهايبرماركت لتحل محل التجارة التقليدية حيث تشكل التجارة الحديثة 25% من مبيعات البضائع الاستهلاكية الخفيفة في الأردن.

وأضاف سلامات: "دخل كارفور السوق قرابة نهاية عام 2006 وبالإمكان رؤية دخول المزيد من مراكز التسوق إلى العاصمة فمؤخراً تم افتتاح مركزين هما مكة مول وسيتي مول حيث يعمل كارفور، ويوجد هناك مراكز في أماكن أخرى وسيتم افتتاح كريستال مول عام 2008 الذي سيكون ضخم جداً  بالمعايير الأردنية."

ولاحظ أشرف بكري المدير العام في "يونيليفر" في دول المشرق بما فيها الأردن التغير الكبير في الحياة الأقتصادية في الأردن في السنوات القليلة الماضية حيث قال : " إن التغير في صفات المستهلك من تجارة التجزئة التقليدية إلى تجارة التجزئة الحديثة كانت واضحة وإيجابية في الأردن ، وخلال العامين الماضيين زاد حجم التجارة الحديثة لأكثر من 40% مؤلفة من مراكز ومتاجر للتسوق محلية وإقليمية ومؤخراً مراكز رئيسية عالمية." وأضاف أنه خلال العام الماضي قامت كل المراكز الرئيسية إما بتوسيع مساحة التسوق الخاصة بها أو افتتاح منافذ جديدة خاصة للمساعدة في حال الزيادة المفاجئة لميل الزبائن للتسوق في الأماكن الحديثة . ويملك سوبرماركت سيفواي 11 فرع وهناك مجموعة سوبر ماركت أخرى تعمل في الأردن وهي "سي تاون."

وتعد التجارة الحديثة خارج عمان والعقبة أقل شيوعاُ ويشكل قطاع متاجر البقالة الحصة الأكبر من تجارة البقالة بالتجزئة ومن الناحية العالمية سيظل قطاع البقالة هو الأكبر من حيث عدد المتاجر ووفقاً لسلامات يبلغ عدد محال البقالة في الأردن من 12 إلى 15 ألف متجراً. ويضيف سلامات: " تنتشر في جميع المناطق البعيدة إذا خرجت من المراكز الحضرية الرئيسية نجارة البقالة بالتجزئة بشكل كبير حيث تتسوق الفئات ذات الدخل المتوسط والمحدود من متاجر البقالة وجميع تلك المتاجر مستقلة وليس لها فروع أخرى."

وأضاف أن الاستثمارات من قبل يونيليفر وشركات بضائع استهلاكية خفيفة أخرى ذات فروع في عدة دول ساعد كثيراً في نموأشكال التجارة الحديثة مما نتج عنه مكاسب قوية في حصة السوق وصلت إلى 30% خلال العامين الماضيين في سلع كثيرة مثل الشاي ومنتجات العناية الشخصية وأضاف: "بينما يتوجه المزيد من الناس في الأردن للشراء إلى المراكز التجارية الحديثة فإننا نتوقع أن النمو والمساهمة ستظل مشجعة على الأقل في المستقبل القريب."

وذكر سلامات أنه بالرغم من مستويات النمو المرتفعة فإن الأردن ليست قوية من ناحية إنتاج البضائع الاستهلاكية الخفيفة وتوزيعها وهذا أساساً ما تقع عليه مسؤولية نقص النسبة في هذا القطاع. ويتم في الأردن إنتاج المواد الغذائية مثل اللحم المطبوخ والحلويات والمخللات ولكن النسبة تظل منخفضة وفقاً لسلامات الذي يقول: "إذا نظرنا إل الناتج المحلي الإجمالي فإن 30% فقط منه يأتي من الصناعة مقارنةً بـ64% هي نسبة مساهمة قطاع الخدمات لذلك فإن الصناعة هي ليست العمود الفقري للاقتصاد."

من المحتمل أن تكون النتيجة الطبيعية لذلك أن يتم تعزيز القطاع بأطراف أقوى من المنطقة وخارجها تتطلع لامتلاك شركات واعدة في البضائع الاستهلاكية الخفيفة بإمكانات غير محدودة وهو ما تهتم به "إتش بي جي" القابضة بالتأكيد. ويردف سلامات: "النمو الإقتصادي في الأردن سيستمر وكذلك نمونا واستثماراتنا هنا وهذا سيؤدي إلى توفر منتجات وخدمات أفضل للمستهلك الأردني."