جسر المحبة بـ 2.8مليار دولار

ورجح الحمادي أن تتجاوز تكلفة المشروع الملياري دولار، وربما ترتفع إلى 2.8 مليار دولار، بيد أنه أشار إلى أن التكلفة الإجمالية لم تحدد بعد.

وأوضح أن المشروع هو الآن في مراحله التمهيدية، أي في مرحلة التصميم الهندسي، لافتا إلى أن الدراسات المائية والبيئية المتعلقة به أجريت منذ سنوات، وتنتظر التطبيق، موضحا أن فكرة بناء جسر قطر البحرين تعد قديمة وتعود لبضع سنوات . وكانت شركة كوي الدانماركية وضعت التصاميم الأولية للجسر واختير التصميم من بين عشرة تصميمات أخرى.

وأشار الحمادي إلى إن عملية بناء الجسر لا تواجه أية عقبات فنية، إلا أنه نبه إلى حرص القائمين على المشروع على المحميات البيئية، والتي ستكون من أهم التحديات التي ستواجه إنشاء الجسر.

ثورة عقارية

ومنذ بدأ الحديث عن جسر المحبة، بدأت الأنظار تتجه ناحية المناطق التي ستؤدي إلى الجسر والتي ينتظر أن تدخل مرحلة جديدة من التخطيط والبناء. ويتوقع خبراء العقار في قطر أن يشهد سوق العقار القطري انتعاشا كبيرا غير مسبوق خلال الفترة المقبلة عقب دخول مشروع جسر المحبة مرحلة التنفيذ الفعلي.

ويرى معظم الخبراء أن المشروع سيخلق ثورة عقارية في الدولتين، وسيتمخض عنه استثمارات عقارية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات بل أنه سيؤدي إلى تكامل سوق العقار القطري والبحريني. وقد بدأت بالفعل بوادر انتعاش في المناطق التي سينطلق منها الجسر في شمال قطر حيث تشهد منطقة الرويس حركة عمرانية ونشاطا اقتصاديا غير مألوف.

يصل طول الطريق بين العاصمة القطرية ومنطقة الرويس إلى نحو 130 كم. وقد بدا رجال الأعمال ومستثمرون قطريون وخليجيون يظهرون اهتماما كبيرا بهذا الطريق حيث بدأت بالفعل شركات قطرية كبيرة وأخرى تتخذ من الدوحة مقرا لها، شراء قطع أراض على الطريق المؤدية إلى الجسر في منطقة الرويس لافتتاح فروع لها هناك الأمر الذي سيرفع أسعار الأراضي خلال فترة وشيكة. ويتوقع عقاريون قطريون أن تتسارع وتيرة ارتفاع أسعار العقارات في السوق المحلي بعد تشييد جسر المحبة موضحين أن أموال العقار تتجه إلى الأراضي والمناطق القريبة من الجسر.

حلم قديم

وأشاد رجال أعمال قطريون بمشروع جسر قطر البحرين الذي سيساهم في تسهيل تنقل السكان والبضائع، ويزيد من حجم حركة السياحة، كما يدفع نحو مزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي وقالوا أن العلاقات القطرية البحرينية نموذج يحتذى به في التكامل ووحدة المصير بين الدول الخليجية والعربية من حيث متانتها. وأكدوا أن الجسر كان حلما قديما بدء يتحقق مشيرين في ذات الوقت إلى أن رجال الأعمال في البلدين لديهم الحافز وتتوافر لديهم الامكانيات لتوطيد وتعزيز العلاقات الاقتصادية، كما أن الفرصة مهيأة أمامهم لقيام شراكات وعلاقات اقتصادية وتجارية تسهم في تعزيز اقتصاد البلدين.

وأكدوا أن المشروع سيخلق فرص عمل كبيرة خاصة للبحرينيين الذين لديهم عمالة ماهرة، كما أن السوق القطري يستوعب هذه العمالة وخاصة بعد انتعاش منطقة الشمال ومستقبلها الزاخر، وأن مشروع الجسر سينقلها نقلة نوعية كبيرة معتبرين أن جسر قطر البحرين يعتبر أحد المنافذ البرية المهمة لقطر.

ويقول رجل الأعمال القطري عبد الهادي الشهواني أن مشروع الجسر يعتبر رابطا كبيرا للتنمية الاقتصادية بين البلدين ويسهل عملية التواصل وخاصة عقب إنشاء خط سكك حديد عليه. فالسفر بالقطار يختلف عن السيارة والطائرة فالمواعيد معروفة والالتزام بها يكون بدقة متناهية والخدمة كذلك متوفرة باستمرار. فمواعيد المغادرة والوصول معروفان لدى المسافر، ولا مجال للتأخير، فهذه نقطة جوهرية للتنقلات في دول الخليج.