ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (2 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

قسوة الحياة تشرد فتيات صغيرات في شوارع القاهرة

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الخميس, 13 ديسمبر 2007

تهز نورا التي أصبحت أما وهي في الرابعة عشرة من عمرها مجموعة من المفاتيح أمام وجه ابنتها الرضيعة فتبتسم الطفلة التي ولدت أثناء حياة أمها في شوارع القاهرة.

ونورا واحدة من مئات الألوف من الأطفال الذين تقول الأمم المتحدة انهم يعيشون في شوارع مصر ومنهم عدد متزايد من الفتيات يأتين من سن الرابعة أو الخامسة هربا من الفقر أو سوء المعاملة أو التفكك الأسري.

وفي حين تلعب الطفلة شيماء بخف ترتديه أمها وصفت الأم الصغيرة كيف استبدلت ضرب أخويها لها وهي في السادسة أو السابعة من عمرها بالجنس المفروض بالقوة في سن صغيرة في حياة الشوارع بالقاهرة وحملت بعد البلوغ مباشرة.

تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

وقالت نورا "الرجال لا يفرقون. لا يعنيهم أن كنت صغيرة أو كبيرة. خطفوني." مستخدمة كلمة تعني بها بنات الشوارع في مصر الاغتصاب.

وإلى جانب بريق المدينة بسياراتها الفارهة ومتاجرها الفاخرة هناك الصعوبات الاقتصادية التي تركت خمس الشعب المصري في فقر مدقع مما دفع العديد مثل نورا إلى ترك منازلهم في ظل الضغوط على الهيكل التقليدي للأسرة المصرية.

وفي المجتمع الإسلامي المتحفظ اجتماعياً في مصر فإن الحياة في الشارع قد تلحق إضرارا لا علاج لها بالفتيات الصغيرات.

وتقول سهام ابراهيم التي تدير منظمة طفولتي التي ترأسها مأوى لأطفال الشوارع "الانتهاكات الجنسية هي ألف باء هذه الظاهرة. ليس فقط لبنات الشوارع بل للصبيان أيضاً."

وتعيش نورا في مأوى من هذا النوع مع شيماء لكن لم تسنح مثل هذه الفرصة لكثيرات غيرها.

وحكم على زعيمين لعصابات أطفال الشوارع بالإعدام في مايو/إيار لاغتصاب وقتل ثلاثة على الأقل وربما يصل العدد إلى 26 من أطفال الشوارع في القاهرة وشمال مصر. وفي قضية منفصلة الشهر الماضي اعتقلت الشرطة المصرية رجلا في اتهامات بحبس ستة شبان وإيذائهم جنسياً وإجبارهم على التسول في الشوارع.

وقد تنام فتيات الشوارع وهن من بنات الريف أو الأحياء العشوائية الفقيرة على الأرصفة أو في الحدائق العامة وتواجهن تهديدا دائما بالاغتصاب ويقمن بشم الكلة (نوع من الغراء يستخدم كمخدر) لمقاومة البرد والألم. وبعضهن يتسولن أو يبعن علب المناديل الورقية ويتحركن بين السيارات في مفارق الطرق. وقالت إلهام وهي طفلة هادئة في الحادية عشرة من عمرها أنها أمضت أسبوعا تنام خارج مركز للشرطة ويقدم لها الضباط الطعام بعد أن انفصل والداها وأحرقتها قريبة لها بأداة معدنية ساخنة. وتتحول بعضهن إلى ممارسة الدعارة.

وقالت علية مسلم التي تعمل في مجال حماية الطفل لدى صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسيف) "تجاربهن الجنسية بحكم حياتهن في الشارع تبدأ في وقت مبكر لذلك من الطبيعي أنها عندما تكون مع أحد تنشأ بينهما علاقة جنسية."

وقالت نورا أنها في وقت ما عاشت "زواجا" غير رسمي مع أحد أولاد الشوارع "كانت لديه حجرة. ولم أكن أريد البقاء في الشارع."

ويقول العاملون في مجال رعاية أطفال الشوارع في القاهرة إنهم بدئوا يلاحظون ظهور فتيات الشوارع في منتصف تسعينيات القرن الماضي وكن يحلقن شعورهن ليظن الناس أنهن صبيان فيدرأن عن أنفسهن بعض الخطر. وزادت أعدادهن بدرجة كبيرة منذ ذلك الحين وقالت مسلم أن ما بين 20 و30 بالمائة من أطفال الشوارع حاليا من الفتيات. وينظر إليهن باحتقار في مصر حيث ينتظر من الفتاة أن تحافظ على عذريتها حتى الزواج وتوصم ضحايا جرائم الاغتصاب بالعار.

وبالنسبة لماجدة وهي طفلة (11 عاما) ذات سنة أمامية مكسورة وتعقص شعرها على شكل ذيل حصان وتريد تعلم الكاراتيه كان انفصال والديها وضرب جدتها لها هو ما دفعها إلى الشارع منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتقول وهي تشرب من علبة عصير "كان الأمر سهلا. كنت أنام على الرصيف في الليل عادة." وأضافت "كان هناك أشياء نخاف منها. كنا نخاف أن يأتي صبيان في الليل." وتمكنت من ترك الشارع بسرعة نسبيا ووجدت مأوى حيث التحقت بمدرسة وبدأت تخطط للمستقبل. فهي تأمل في الالتحاق بالجامعة.

وكانت فتاة أخرى هي أماني تواجه الضرب بسبب سوء أدائها في المدرسة فهربت من المنزل مع صديقة في الإسكندرية لكن صديقتها تركتها عندما نفد ما لديها من مال. وقالت أماني (15 عاما) "جاء شاب وهاجمني وأفقدني عذريتي." واكتشفت بعد ذلك أنها حبلى وعلى الرغم من أنها فقدت الطفل إلا أنها تخشى العودة إلى منزلها.

وأظهرت دراسة حكومية أعدت عام 2006 أن نحو نصف فتيات الشوارع مارسن الجنس ونحو 45 في المائة منهن اغتصبن. ويقول القائمون على رعاية الفتيات أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك. وعادة كما يقولون فإن الاغتصاب من أوائل التجارب التي تمر بها الفتاة عندما تخرج للشارع. وفور حدوث ذلك كما حدث لياسمين يصبح من الصعب للغاية العودة للمنزل.

وقالت ياسمين وهي تلف أصابعها حول طرف غطاء رأسها الوردي "خطفت. وأبقوني اربعة أيام... كانوا ثمانية وضعوا كلابا حولنا حتى لا نهرب. وعندما تأتي فتيات جديدات كانوا يتركوننا نرحل." وقالت أنها حاولت العودة إلى دار إيواء بعد الاغتصاب ولكن على الرغم من أنها كانت أقامت فيها من قبل إلا أنهم لم يقبلوها. وبعد سنوات حملت بصبي تقول أن والده مسجون بتهمة السرقة.

وتقول مسلم أن حمل بنات الشوارع لا يكتمل إما عن عمد أو بسبب صعوبة حياة الشوارع وأضافت "انهن يتعاطين الكلة... وبعض أنواع الأدوية العادية التي قد تؤدي جرعات زائدة منها إلى حالات هلوسة. وهن يطلقن أسماء على هذه الأدوية. احدها يسمى (صراصير) لأنهن عندما يتعاطينه يتخيلن صراصير تهاجمهن."

ويمكن للفتيات الحوامل الحصول على مساعدة أثناء الولادة إذا ذهبن إلى دار إيواء وإلا فإن ظروفهن تكون في غاية الصعوبة. ويقول طارق علي المسؤول الإداري في جمعية قرية الأمل التي تدير مأوى لأمهات الشوارع "إنهن يحملن وينجبن في الشارع. وهذا يعرضهن للتلوث وهو سلوك غير حضاري." والعديد من الأمهات لا يتمكن من استخراج شهادات ميلاد لأطفالهن لأن الأب مجهول أو ينكر البنوة. وبطفل على كتفها تجد فتاة الشارع انه أصبح من شبه المستحيل عليها التكامل في المجتمع مرة أخرى.

وتقول ياسمين وهي تربت على بطنها الممتلئ في مأوى تقيم فيه "الناس ينظرون إلينا بكراهية. أريد أن أقول لهم أن يغيروا نظرتهم لنا."

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (2 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (2 تعليقات)

هنيئا لعقد الطفل
المرسل mahmoud في 15 كانون الأول 2007 - 03:05 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


قالوا بالأمس القريب فلنطلق على السنوات العشر القادمة عقد الطفل وهاهم أطفال الشوارع بلا مأوى ولا أمن ولا أمان بل حالهم من سئ إلى أسوأ وبدلا من حدائق ومكتبات ماما سوزان للطفل تلك المكتبات التى وإن فتحت لا يستقبل فيها إلا ابناء الخاصة وعلية القوم الا تودون تغيير مسار هذه الميزانيات الى دور الايتام والتوسع فيها ليجد اطفال الشوارع ملجأ يؤيهم وأود أن اختم (( اللهم من ولى من أمر المسلمين شيئا وشق عليهم فاشقق عليه وكفانا الصور الوردية الكاذبة لأطفال التلفزيونات إنزلوا الشوارع وشاهدوا الاطفالعلى حقيقتها وحسبنا الله ونعم الوكيل

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لسياسة واقتصاد

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

 بريد الأخبار

  1. اليونيسف

  2. سياسة واقتصاد


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في سياسة واقتصاد

    لا يوجد محتوى